درعا بعد «المصالحة»: اعتقالات بالجملة وجثث متفحمة والموت تعذيباً مصير معتقلين
اعـتقال 39 شخصـاً خـلال شهر بينـهم 9 قيادات سابقة من الحر
درعا – «القدس العربي»: لا يبدو حاضر محافظة درعا جنوبي سوريا، مماثلاً لما عاشته على مدار السنوات السبع الماضية تحت كنف الثورة السورية، التي شكلت مدينتها شرارتها الأولى، فالمحافظة التي تغنت بالحرية تعيش اليوم على وقع الاعتقالات التي شملت الذين جنحوا للتسوية والمصالحة من عسكر ومدنيين. ناشطون حقوقيون في محافظة درعا، وثقوا خلال شهر أيلول/ سبتمبر الفائت، اعتقال مخابرات النظام السوري ل 39 شخصاً موزعين ما بين قيادات عسكرية كانت تتبع للجبهة الجنوبية من الجيش السوري الحر، ومقاتلين من تشكيلاتهم العسكرية السابقة، فيما ذهبت النسبة العظمى للمدنيين ومن كان يعمل في المجالات الطبية والإنسانية تحت كنف الثورة في المحافظة. «مكتب توثيق الشهداء» في درعا، أكد بدوره، أن من بين المعتقلين تسعة قياديين سابقين في الجيش السوري الحر، وسبعة من مقاتليه، اعتقلتهم شعب المخابرات العامة والجوية والعسكرية التابعة للنظام السوري من مدن عدة في درعا، خلال الشهر الفائت. كما أكد المكتب الحقوقي، وفاة 12 مدنياً في سجون النظام بينهم ستة تحت التعذيب، وسبق أن اعتقلت قوات تابعة للنظام يوم 4 أيلول الفائت، القيادي السابق في السوري الحر «أيهم الجحماني» من بلدة نوى بدرعا على الرغم من توقيعه على ورقة «تسوية» معها، بعـد اتهـامه بالتعـاون مع إسـرائيل. أما المتحدث الرسمي باسم «تجمع أحرار حوران» – أبو محمود الحوراني، فقد ذكر لـ»القدس العربي» عبر تصريحات خاصة، بعضاً من اسماء قيادات المعارضة المسلحة الذين اعتقلتهم مخابرات النظام السوري، والمناصب التي كانوا يتقلدونها. والقيادات هي: «أديب البيدر – قيادي في تجمع ألوية العمري، أحمد الفروخ – قائد لواء الأنصار، أيهم الجهماني – قائد لواء شهداء المنصور، أبو أحمد قيطة – قيادي في الفرقة 46، بالإضافة إلى شخص يُدعى «سنجر» من بلدة المسيفرة – قيادي في هيئة تحرير الشام». وعلى جانب الاعتقالات بحق الجهات المدنية، قامت مخابرات النظام السوري باعتقال مسؤولين في اللجان المحلية الإغاثية وأطباء وممرضين، ووثق «تجمع أحرار حوران» بدوره، اعتقال ما يقارب 200 شخص، من بينهم مدنيون ومقاتلون وقيادات سابقة في المعارضة، فيما أفرجت قوات النظام السوري عن ما يقارب 100 معتقل، كانت قد اعتقلتهم قبل شهرين في منطقة اللجاة في ريف درعا. أهالي بلدة «خربة غزالة» شرقي درعا، كانوا قد عثروا في 29 من أيلول/سبتمبر الفائت على سبع جثث متفحمة في منازلهم التي عادوا إليها مؤخراً. وأوضحت المصادر أنّ بقايا الجثث التي عُثر عليها داخل منازل المدنيين كانت تعتقلها قوات النظام، أثناء هيمنتها العسكرية على البلدة منذ سنوات. ونقل «تجمع أحرار حوران» عن مصادر محلية، أنّ أهالي البلدة قاموا بدفن بقايا الجثث المتفحمة والمجهولة وسط تعتيم كبير منهم، لتجاوز أي مشكلة قد يحدثها النظام السوري على إثر ذلك، ورغبةً منهم في الاستمرار بالتوطين في منازلهم، بعد أن هجروها قسرًا لمدة تجاوزت الخمس سنوات. ومنعت قوات نظام الأسد يوم أمس، أهالي درعا من الدخول إلى محافظة القنيطرة المجاورة، مع شن حملة اعتقالات واسعة في قرى المحافظة بذريعة التعامل مع تنظيم الدولة، كما منع حاجز بلدة العالية التابع لجهاز مخابرات أمن الدولة شمال مدينة درعا، عبور حافلات الأهالي إلى القنيطرة، دون إعلامهم بالأسباب، مطالباً الأهالي بإحضار أوراق تثبت ذلك من قبل الأجهزة الأمنية بهذه القرى. ونوّه نشطاء محليون إلى أن حواجز نظام الأسد كانت من قبل تمنع الدخول إلى المنطقة العازلة مع الجولان المحتل، إلا أنها الآن شرعت بمنع الدخول إلى محافظة القنيطرة بكاملها. وحسب الائتلاف الوطني المعارض فإن الاعتقالات في ريف المحافظة تركزت في بلدة كفرشمس والقرى المحيطة بها في دير العدس ودير البخت والصنمين، وذلك بتهمة الانتماء للتنظيم والتعامل معه في وقتٍ سابق. ولفت النشطاء إلى أن حملة المداهمات بحجة الانتماء الدولة تأتي استكمالًا لحملات أخرى مشابهة كانت قد شملت بلدة عتمان في الريف الشمالي أيضًا، اعتقلت خلالها قوات الأسد عشرات الشبان بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة. يشار إلى أن قوات النظام كانت قد انتهجت هذه الأساليب التضييقية بحق السكان مع أبناء مدينة داريا غرب دمشق النازحين إلى دمشق، حيث منعتهم من دخول مدينة الزبداني دون إثبات أنهم قاطنون أو لديهم أقارب فيها.
وسوم: العدد 792