طارق رمضان يثبت براءته أمام قضاء فرنسا العلمانية

طارق رمضان يثبت براءته أمام قضاء فرنسا العلمانية إن كان قد اعترف حقا بجود علاقة جنسية رضائية مع المرأتين اللتين اتهمتاه باغتصابهما

لا يخلو يوم من أخبار تتعلق باتهام المفكر والداعية  طارق رمضان المحتجز لأكثر من أحد عشر شهرا باغتصاب وتعنيف سلفية سابقة تحولت إلى علمانية ، وفرنسية لا زالت تخفي هويته  باسم مستعار .

وآخر الأخبار عن هذا المفكر المعتقل بهذه التهمة هو إعلان اعترافه بأنه ارتبط بما يسمى بالعلاقة الجنسية الرضائية بناء على رسائل  مسجلة على هاتف إحدى المشتكيتين  أو هما معا ، والتي تثبت وجود علاقة رضائية بينه وبين من تتهمانه باغتصابهما وتعنيفهما .

وإذا ما صح هذا الخبر ، فإن طارق رمضان قد أثبت براءته أمام قضاء فرنسا العلمانية التي لا تجرم ما يسمى بالعلاقة الجنسية الرضائية، بل تعتبر ذلك من ضمن الحريات التي تضمنها وتدافع عنها العقيدة العلمانية . وبناء على هذا تسقط عنه تهمة الاغتصاب التي تدحضها الرسائل المتبادلة مع إحدى المشتكيات أو مع كلتيهما، وهي وسيلة إثبات لا يمكن التشكيك أو الطعن فيها  إن كانت صحيحة وبريئة من الفبركة . ويترتب عن هذا  ثبوت كذب المشتكيتين وتعمدهما الإيقاع به من خلال تحويل موضوع علاقة جنسية رضائية إلى موضوع اغتصاب وعنف ، كما يترتب عن هذا أيضا ثبوت وقوع القضاء الفرنسي في خطإ فاضح  باعتقاله لأكثر من أحد عشر شهرا بتهمة كاذبة .

ولئن تمسك القضاء الفرنسي وأصر على اتهامه بالاغتصاب ، فإن  مصداقية مبادىء فرنسا العلمانية ستنهار من خلال قفزه عن وسيلة إثبات لا مجال للتشكيك في مصداقيتها، والتي جزمت بأن الأمر يتعلق بعلاقة جنسية رضائية لا يجرمها المجتمع الفرنسي العلماني ،ولا يتعلق باغتصاب تجرمه .

وإذا ما أدان القضاء الفرنسي المفكر الإسلامي طارق رمضان بتهمة العلاقة الجنسية الرضائية ، فإنه سكون مضطرا للاعتراف بأنه يحكم  بقانون الشريعة الإسلامية التي تجرم مثل هذه العلاقة غير المشروعة والمعروفة عندها بفاحشة الزنا .

ولئن أقر القضاء الفرنسي ببراءته ، فإنه ملزم بالاعتراف بأنه قد اعتدى على حرية شخص بريء لمدة أحد عشر شهرا دون بينة ، الشيء الذي يقتضي تقديم الاعتذار له ، ودفع التعويض عن احتجازه وعما لحق به من ضرر مادي ومعنوي ، مع متابعة المرأتين المتهمتين له بتهمة  الاغتصاب كذبا وافتراء عليه.

ومع كل تحفظ على نبأ اعتراف طارق رمضان بوجود علاقة جنسية من النوع الذي لا تجرمه العلمانية الفرنسية ، ستظل فكرة استهدافه قائمة بسبب فكره المقلق للعلمانية  التي عانى الكثير من رموزها خلال  مناظراته معهم حيث كانت   طروحاتهم العلمانية  تنهار أمام طروحاته الإسلامية .

ولئن صح أنه بالفعل قد أخطأ هذا الخطأ الذي لا يليق بمثله باعتباره داعية  مسلم ،مع أنه لا يمكن أن يزكى لأنه بشر خطّاء ولا عصمة له ، فإن ذلك لا يمكن أن يطعن في مصداقيته كمفكر وداعية ، كما أنه لن  تتأثر سمعة الإسلام بخطيئة شخص ينتمي إليه لأنه من مبادىء هذا الدين أنه لا تزر وازرة وزر أخرى .

وإذا ما أصرت العلمانية الفرنسية على تحميل الإسلام مسؤولية ما نسب إلى طارق رمضان ، فإنه يتعين عليها أن تقر بها أيضا حينما يخطىء العلماني وتتحمل المسؤولية عن ذلك . وكم من رجل دين مسيحي ثبتت في حقه جريمة الاغتصاب دون أن  يحمل أحد المسيحية المسؤولية عن ذلك .

وسوم: العدد 795