من اجل صفقة امنة لحل مشكلة غزة

حراك مصري على مدار الساعة في غزة والضفة على السواء وحضور مصر هو الاول من نوعه على الارض في مسيرات العودة وكسر الحصار تمخض عنه اختراق هام في ملف التهدئة بين حماس واسرائيل , قبول حمساوي لعقد صفقة تبدأ بتفاهمات حول تخفيض مستوي الاحتكاك على الحدود وضبط المسيرات للحد الأدنى من التظاهر لتصبح على شكل احتجاج سليمي بعيدا ان أي اشتباك مع جيش الاحتلال مقابل البدء بإدخال المال والسولار القطري لغزة وموافقة حماس برقابة الامم المتحدة لضمان عدم وصول الاموال الى يد حماس مباشرة لتصرفها على اجهزتها العسكرية , هذا الحراك نجح حتى اللحظة في  وصول الطرفين الى هذه التفاهمات التي تعتبر المرحلة الاول لتفاهمات اشمل تأتي في اطار اتفاق شامل يتضمن اتفاق هدنة طويل الامد  ويتضمن صفقة تبادل اسري يتم بموجبها اطلاق  عشرات المئات من الاسري الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية ويتم بالمقال  تسليم حماس ما الديها من جثث جنود إسرائيليين واسري اخرين.  

مصر تسعي للتوصل لاتفاق امن للفلسطينيين ولا يمكن ان يكون الاتفاق امنا الا بالتوصل لاتفاق شامل  لتحقيق المصالحة وتنفيذ اتفاقات 2017 و 2011  وابرام التهدئة بين الفلسطينيين واسرائيل وليس حماس كتنظيم فلسطيني واعتقد ان مصر احدثت اختراق هام في موضوع التهدئة بين الفصائل وإسرائيل واحدثت كسر جمود ملف المصالحة الفلسطينية  ايضا من خلال وجود الرئيس ابو مازن في شرم الشيخ هذا الاسبوع سمح بمحادثات هامة بين الرئيس السيسي وابو مازن  ازالت الشوائب والتوتر والريبة بين القيادتين ولينت الموقف العام وحققت نتائج ايجابية على مستوي المصالحة ومستوي وقف الاجراءات التي كان الرئيس ينوي اتخاذها لإجبار حماس على تسليمه حكم غزة  وبالتالي وعد مصر بفرصة لتهيئة الطريق امام الجهود المصرية في هذا الاطار . بالمقابل كانت هناك تصريحات هامة للقيادة المصرية تطمئن الرئيس ابو مازن بان مصر لن تسمح باي حلول لا ترتضي الفلسطينيين ولا يمكن ان تتعامل مع أي اطراف فلسطينية اخري بديلة غير الرئيس ابو مازن واكد الرئيس عبد الفتاح السياسي لابومازن ان حدود الجهود المصرية المصالحة والتهدئة وليس أي صفقة اخري وانه لن يسمح بتجاوز القيادة الفلسطينية بالمطلق في موضوع التهدئة ايضا  في غزة والتي اعتقد انها ستكون عبارة عن هدنة طويلة الامد وليس مجرد تهدئة مقابل بعض التسهيلات  وسمح اللقاء بإزالة أي نقاط توجس  فلسطيني باتجاه مصر  تتعلق بالدور المصري فيما يتعلق صفقة ترامب.

تغطية موظفي حماس الذين تم تعينهم بعد 2007 وسولار محطة الكهرباء في غزة المدفوع من قطر وتوسيع مساحة الصيد في بحر غزة لتصل الى 12 ميل بحري وتواصل فتح معبر رفح امام المسافرين من غزة الى مصر وكرم ابو سالم للبضائع الاسرائيلية هي مجرد تفاهمات اولية قد تعود عنها اسرائيل لأنها تفاهمات مشروطة لمرحلة اولية في اطار اتفاق شامل ومتدرج سوف يصل الية الاطراف خلال الشهور الست القادمة وهو الموعد الذي تحدثت عنه اوساط مصرية لإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية واعادة حكومة الوفاق  لغزة ببرنامج محدد لفترة زمنية محددة ايضا تؤدي لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية . هذا هو الاطار الذي يتحدث عنه المصرين والذي ابلغ للرئيس ابو مازن يه دون أي خروج عن هذا الاطار او السماح ببرامج اخري لغزة قد تؤدي لتمرير صفقة امريكية على اساس دولة غزة البديلة لحل الدولتين ,ولعل اشراف حكومة الوفاق الوطني يعني ان الامر يسير في اطار ادوار محدد لتطويق ازمات غزة والتدخل لوقف أي انفجار قادم قد يدفع الفلسطينيين ثمنه من دماء ابنائهم ومواطنيهم .

من اجل صفقة امنة لحل مشاكل غزة ورفع الحصار تحت مسؤولية الكل الفلسطيني وتوفر ضمانات بالا تحدث انتكاسة ما يتسبب بها المستفيدون من بقاء حالة الانقسام وعبث المستفيدون من حالة الابتزاز الاسرائيلي بالحرب على غزة تحت ذرائع فلسفية واهية تتعلق ببرنامج المقاومة كان لابد من المرور عبر المصالحة   الفلسطينية  والمشاركة الوطنية  في  حماية غزة من أي مخططات يكون مداها ابعد أي تفاهمات  يكون على حساب المشروع التحرري واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس  على حدود 1967 او اي مواجهة مع اسرائيل تستنزف ما تبقي لها من حياة . لا اعتقد ان حماس تستطيع انجاز صفقة امنة او اتفاق شامل  دون شريك شرعي بغض النظر عن دعم الفصائل الست في غزة فلا معني لدعمها دون وجود كافة اطر منظمة التحرير الفلسطينية على طاولة الاتفاق ولا صفقة  امنة دون وجود حكومة فلسطينية شرعية في غزة يتعامل معها العالم ودون انتخابات ديموقراطية تجدد كل  الهياكل الديموقراطية في دولة فلسطين مثل المجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني  . ومن جديد وللمرة العاشرة اوكد ان الضمان الوحيد لسلامة أي صفقة لغزة وتحقق مراحلها هو المصالحة الفلسطينية والخروج من نفق الفئوية والحزبية والبرامج الخاصة الذي تسبب في كل ما تواجهه غزة من انهيار شامل واعاق تحقيق المشروع الوطني والتخلص من الاحتلال ومخططاته ,ولعل وجود نظام سياسي  شرعي يلتزم امام العالم بحماية المواطن وحقوقه المدنية والسياسية المشروعة في كافة الاراض الفلسطينية هو السبيل لاستقرار دائم في غزة  لان ذلك يعني توافر  جبهة سياسية فلسطينية  شرعية واحدة  وقوية  تحمي ثوابت هذا الشعب من الاستهداف الفلسطيني الداخلي والاستهداف الامبريالي بالمقابل لصالح صفقات مشبوهة تقدم الحلول الجزئية والمؤقتة للصراع  بعيدا عن المرجعيات الدولية والقرارات الشرعية.

وسوم: العدد 797