السائرون بالمقلوب
طيلة السنين الماضية من الصراع الدامي بيننا وبين المعتدين اليهود المحتلين لفلسطين ..والعالم العربي يلوح لهم [ بخيرات التطبيع لهم] - والتي يسيل لعابهم عليها لمهارتهم في الاستغلال والابتزاز والفتنة والتآمر..إلخ - ..بمجرد أن تنحل المشكلة بينهم وبين الفلسطينيين ..الذين جرى تدجين بعض فصائلهم وخصوصا كبراها [ فتح]– بعد جهد جهيد ..فوافقوا على الاعتراف بالدولة الهودية على معظم فلسطين مقابل التلويح لهم [ بحلم دولة].. -أيا كانت – فقد تعبوا من الكفاح وتعودت قيادتهم على تبويس اللحى الحاكمة الناعمة!! واشتاقوا لمغادرة السلاح والخنادق ..إلى الكراسي والفنادق..إلخ !!..وحلمهم –أي دولة في أراضي 67 – التي التهمت معظمها المستوطنات – وعاصمتها القدس الشرقية –جزء صغير من القدس.. ولسان حالهم كما ناشد ( المتنبي ) [ كافورا الإخشيدي]..
أبا المسك..! هل في الكأس فضل أناله؟!
..ولكن اليهود ماهرون في المماطلة والتملص ..ومشهورون بنقض العهود ( ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون) ضحكواعلى الفلسطينيين وعلى العرب ..وباعوهم الأوهام سنين عددا..حتى تمكنوا ..وصنعوا أمرا واقعا.. وأجّلوا القضايا المهمة ( القدس واللاجئين) إلى الاتفاق الأخير..حتى جاء[ طرمب الأمريكيٍ وشطب موضوع القدس بالاعتراف بها عاصمة لليهود ونقل سفارته إليها..ومحاولة [شطب] وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين .. لشطب اللاجئين أنفسهم .. وإلغاء حق العودة ] ..ظانا أنه على مثل ذلك قادر!
.ومن هنا خرج علينا اليهودي الإرهابي [النتن- ياهو] بمنطق معكوس - أن التطبيع مع العرب أولا ثم الاتفاق مع الفلسطينيين ..فكان كمن يريد وضع العربة أمام الحصان..ويبدو أن الأمر كان مبيتا[ ومطبوخا] سلفا ..فوجد من يصدقه ..واستخف [قومه] فاطاعوه!!
..ولكن هيهات ..لو علا اليهود أكثر مما حصل..ولو حكموا العالم ..ولو مهما فعلوا .. فلن يقر لهم في فلسطين قرار ..ومصيرهم إلى الزوال والبوار..
..,.سيظلون العدو الأول لكل عربي ومسلم متمسك بعروبته وإسلامه ..وسيظل الشعب الفلسطيني ..والمسلمون والعرب – المعتزون بإسلامهم وعروبتهم- شوكة في حلوقهم..مهما فعلوا ومهما تآمروا ودسوا وزوروا.
والله غالب على أمره.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
وسوم: العدد 797