إذا كان لا بد من تغيير التوقيت فليكن فصليا لا صيفيا فقط

تابعت اللقاء الذي أجرته القناة الأولى مع رئيس الحكومة عسى أن أجد في جوابه عن تشبثه بما يسمى التوقيت الصيفي وهو ساعة زائدة عن توقيت خط حديقة غرينتش العالمي ، فلم أجد في جوابه ما يقنع بضرورة هذه الزيادة التي تعني في حقيقة الأمر مسابقة حركة الشمس شروقا وغروبا ، وهي حركة تتغير حسب فصول السنة .

ولقد سبق أن ذكرت في مقال سابق في موضوع التوقيت أننا كأمة مسلمة وجب أن نخضع توقيت عملنا وتعلمنا لتوقيت عبادة الصلاة ، وهو توقيت مرتبط بحركة الشمس طلوعا وغروبا واستواء وزوالا ، وهو ما أشار إليه الوحي في قوله تعالى : (( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا )) فقوله تعالى " موقوتا " يعني  محدودا بأوقات متعلقة بحركة الشمس .

وإذا ما تأملنا  توقيت طلوع الشمس وغروبها باعتبار موقع مدينة وجدة على سبيل المثال نلاحظ أنه يتغير حسب الفصول على الشكل الآتي :

1 ـ  فصل الصيف يتراوح  فيه توقيت الشروق ما بين س 4 و 52 د وس 5 و52 د بينما يتراوح  فيه توقيت الغروب ما بين س 19 و 30د وس 18و11د.

2 ـ فصل الخريف يتراوح فيه توقيت الشروق ما بين س5 و53د و س7 و08د بينما يتراوح فيه  توقيت الغروب ما بين س 18 و09د وس 17 و 06 .

3 ـ فصل الشتاء يتراوح فيه توقيت الشروق ما بين س7 و 08د وس 6 و07د

بينما يتراوح فيه توقيت الغروب ما بين س17 و 06د و س18 و 26د.

4 ـ فصل الربيع يتراوح فيه توقيت الشروق ما بين س6 و 06د وس 5 و52د بينما يتراوح فيه توقيت الغروب ما بين س 18 و 26د وس 17 و30د.

والملاحظ أن توقيت الشروق أو الغروب الذي يكون في نهاية فصل، يكون هو نفسه في بداية الفصل الذي يليه ، علما بأنه بين توقيت الشروق والغروب في بداية  كل فصل وبين توقيتهما في نهايته فرق زمني معتبر .

وإذا ما اعتمد توقيت العمل أو الدراسة  حسب توقيت غرينتش العالمي، وهو الثامنة صباحا  والسادسة مساء ، فإن المدة الزمنية بين هذا التوقيت وبين توقيت الشروق والغروب تختلف من فصل إلى آخر بحيث يكون الشروق سابقا على وقت العمل أو الدراسة ، والغروب متأخرا عنه على الشكل الآتي :

ـ في فصل الصيف الفرق الزمني بين حلول وقت الشروق  وحلول وقت العمل والدراسة  يكون ما بين ساعتين إلى 3 ساعات بينما  يكون  40 دقيقة  بين حلول وقت الغروب ، وانتهاء وقت العمل والدراسة .

ـ في فصل الخريف يكون  ما بين ساعتين وساعة صباحا ، بينما يتزامن  توقيت الغروب مع توقيت العمل والدراسة .

ـ في فصل الشتاء يكون  ساعة واحدة  صباحا ،بينما ينتهي وقت العمل والدراسة  بساعة و20 دقيقة قبل وقت الغروب .

ـ في فصل الربيع يكون ساعتين صباحا  ،  بينما ينتهي وقت العمل والدراسة بساعة واحدة  بعد وقت الغروب .

وبناء على هذا لا يمكن اعتماد التوقيت الصيفي في كل فصول السنة بل يجب اعتبار الفوارق الزمنية  بينها وتتعلق بطلوع الشمس وغروبها مع مراعاة المدد الزمنية التي تفصل الشروق والغروب عن أوقات العمل والدراسة  ، لأن انطلاق العمل أو الدراسة بعد مرور ثلاث ساعات على شروق الشمس صيفا  ليس هو انطلاقهما  بعد مرور ساعة واحدة فقط  شتاء ، وليس انتهاؤهما مباشرة مع الغروب أو قبله  بساعة  كانتهائهما بعده  بساعة ونصف.

ومعلوم أن اعتماد التوقيت الصيفي  في  فصل الصيف يقلص مدة الفرق بين وقت الشروق ووقت العمل والدراسة من ثلاث ساعات إلى ساعتين إلا أنه إذا اعتمد في باقي الفصول فسيتقلص الفرق أكثر  خصوصا في فصل الشتاء حيث يسبق  وقت العمل والدراسة  وقت الشروق .

ولا يمكن أن يكون استهلاك الطاقة هو الاعتبار الوحيد الذي يتحكم في تغيير التوقيت ،لأنها توجد اعتبارات أخرى غير مادية ولكنها من الأهمية بمكان نظرا لتأثيرها في الحياة الاجتماعية ذلك أن المواطنين موظفين ومتعلمين ليسوا سواء في أوضاعهم الاجتماعية ، و لا في إمكانياتهم  وظروفهم التي تلعب دورا مهما في سهولة أو عسر التحاقهم بوظائفهم أو بدراستهم .وكل توقيت لا يراعي هذه الاعتبارات سيسبب  عنتا كبيرا لشرائح عريضة منهم  .

وأخيرا نقول إذا كان لا بد من تغيير التوقيت فليكن فصليا  حيث يكيف وقت العمل والدراسة حسب شروق الشمس وغروبها بوقت معين دون إحداث تغيير في توقيت غرينتش العالمي الذي يجب أن يبقى قارا ،ولا يكون صيفيا فقط وحينئذ سيكون باعتبار حركة الشمس طلوعا وغروبا تماما كما يراعي ذلك بالنسبة لأوقات الصلوات الخمس وهي الكتاب الموقوت  .وبإمكان كل قطاع أن يختار بين التوقيت المستمر أو غير المستمر حسب الوضع في كل قطاع .

وسوم: العدد 797