هذه هي عند زمان 1/2
هذه هي عند زمان
حديث الذكريات
الحديث عن عدن زمان له رونق خاص يبعث في النفس البهجة والسرور فعدن كانت قدوة في الاستقرار ونموذج في التعايش في الحب والسلام والتسامح السائد بين أبناء عدن ومن جاء إليها واستقر بها
أعود بأفكاري لذاك الزمان وأفتش بين ثناياه عن ذكريات جميلة وقلوب نظيفة وأخلاق راقية وتلك الضحكات الصادقة من القلوب النقية وعن الصداقات الحقيقية وعن سمو الأخلاق الرفيعة وعن مدينة نعتبرها من أجمل المدن استوطنت في قلوب من أحبوها بصدق
وراء كل صورة قديمة ذكريات لا تنسى وحنين لا ينتهي
تأخذني الأحاسيس إلى ذاك الزمن الجميل.. ذكريات مشاعر جياشة محفورة في داخل أعماقنا وصورٌ لا زالت محفوظة في عيوننا و حنين عظيم حبسناه في دواخلنا رغم مرور الزمن لم تستطع الويلات والنكبات ان تمحو تلك الذكريات ولم يستطع المجرمون والعتاة ان يطمسون أجمل ما فينا لنسطره للأجيال كيف كانت عدن
إنها ذكريات السنين الخوالي - مع العلم انه لا يستطيع أي إنسان أو أي قوة في الوجود أن تمحو ذكريات الإنسان - فالإنسان لا بد له من مراجعة ذاته ليصحح مسيرته ويتفادى عدم تكرار الأخطاء
سحقا لمن يقول دعنا ننسى الماضي وهم ويتفاخرون بماضيهم الدموي وهم من دمروها وتعرض أهلها للتهميش والتهجير والإقصاء آت ونهب أملاكهم باسم التأميم
عدن رغم انه مجتمع صغير ألا انه يضم كل الأطياف والمذاهب والأديان التي وفدت إلى عدن من كل اتجاه واستقرت .. انه بمثابة لوحة رائعة من الفسيفساء الجميلة عاش فيها الجميع من كل المذاهب و الطوائف والاتجاهات الدينية والاجتماعية إلى جانب بعضهم البعض ورغم التعدد المتشعب ظلت عدن محافظة على وحدتها وعاش الجميع في إخاء وتواد وحب ووئام.. إنها قيم عالية ومبادئ سامية لم تتغير وذلك بفضل وعي العدنيين و مسلكهم الحضاري ونضجهم الفكري والثقافي واخص بالذكر رموزها ووجهائها وقياداتها ومفكريها ومثقفيها وكل العدنيين الذين جسدوا فضائل الأخلاق بواقع ملموس -
لا عجب ولا استغراب في ذلك لان عدن مليئة بالكنوز الوطنية من الهامات والقامات في كل المجالات السياسية والدينية و الفكرية والأدبية والتربوية والاقتصادية والفنية 0
لهذا سميت عدن جوهرة الجزيرة العربية والخليج
عدن دولة صغيرة يحكمها أبنائها ولها مجلس تشريعي من أبنائها بعيدا عن حكومة الشمال وعن المناطق الجنوبية التي هي بدورها أكثر من أثنين وعشرين سلطنة وإمارة ومشيخة وكل منطقة لها سلطان أو أمير يحكمها بذاتها وأتحدت تلك المناطق باسم اتحاد الجنوب العربي تحت رعاية الاستعمار البريطاني وكل منطقة يحكمها سلطانها أو أميرها -
هذه هي عدن الشامخة بعنفوان كبريائها وشموخها
عدن العز والمجد والصفاء والتلاحم والمحيه والإخاء والوئام..
نعم إنها عدن الرائعة رمز الحضارة والرقي والتسامح
التي تجاوزت عقد الخلافات و الاختلافات والصراعات وقفزت بفضل سمو أخلاق أبنائها الطيبين واحتضنت كل وافد إليها وجعلتهم يعيشون أحسن مما كان يعيشونه في مناطقهم.. وجدوا الأبواب كلها مفتوحة أمامهم للأعمال والوظائف والتجارة والأمن والأمان والاستقرار والرخاء والرفاهية وحسن المعيشة والسكن وبناء وامتلاك العمارات والعقارات والمحلات ت التجارية لا فرق ولا عنصرية بين ابن عدن وبين القادم إليها حتى أصبح معظم التجار من غير العدنيين
عدن الرمز الأول للكفاح الوطني ضد الاستعمار
لا يستطيع احد ان ينكر ان عدن هي الرمز الأول للكفاح الوطني ضد الاستعمار البريطاني الذي دام (129 عام ) فقد قام أبناء عدن بالمظاهرات والاحتجاجات قبل قيام الجبهات بعشرات السنوات وكما أنها هي الرمز الفعال والوجه الحقيقي للعمل الفدائي
الشيء الرائع الذي أعجبني في أهل عدن الدقة والالتزام بالنظام والقانون والتخطيط حتى في حياتهم العامة والشخصية 0 التزام بنظام السير والمرور ونظافة الشوارع والحارات ( الحافه ) واللياقة وحسن المظهر
هنا اطرح مثال بسيط ولكنه هام جـدا كان رب الأسرة عند ما يستلم راتبه يجلس مع ربة البيت ويوزعون الفلوس ( الراتب ) لمتطلبات البيت مصروف الشهر - هذا لـ صاحب الدكان وهذا لبيل الكهرباء والماء وهذا للخضار والصيد وهذا للأولاد للمدرسة الخ.... جمال ورعة الحياة رغم بساطتها
عدن والمأساة
العدنيين ولهم ادوار نضالية مشهود لهم بها وهم رجال الفكر والعلم والثقافة... كانوا يمنون أنفسهم بأحلام جميلة بعد الاستقلال ونيل الحرية وأمنيات تفوق الخيال فلهم مشاركات فعالة في النضال وتعاون كبير في إخفاء الثوار بعد العمليات وهم من استقبلوا القادمين إليها بالترحاب .. ولهم أفضال لا تسمح لي المساحة بإحصائها لأنها كثيرة .. من القرارات الأولى التي أصدرها أول رئيس للبلاد طرد عدد كبير من العدنيين من وظائفهم وقبلها تم سجن آلاف من أبناء عدن بحجة أنهم من جبهة التحرير ثم توالت الطرد والإقصاء لأهل عدن
كيف يكون حجم المأساة وهؤلاء العدنيين كلهم موظفين وليسوا تجار يعيشون برواتبهم التي لا تكفيهم ثلاثين يوما.. ويتم طردهم بدون مراعاة ظروفهم
منتهى الظلم والجحود
نكران الجميل صفة مذمومة من شيم اللئام، ومن لم يشكر الناس.. لم يشكر الله –
إن الله يمهل ولا يهمل
الجزاء من جنس العمل
-
بريطانيا استعمرت عدن ( عام 129 ) والرفاق حكموا عدن ( 23عام )
القتل أو الموت الذي طال شعب الجنوب من المستعمر البريطاني خلال (129عام)
والقتل أو الموت الذي طال شعب الجنوب من الرفاق الوطنيين خلال ( 23 عام)
لا مجال للحصر والمقارنة بين ما تم قتلهم من المستعمر وبين ما قام به ثوار النضال الرفاق باسم الشعب ضد الشعب
والفرق شاسع – خيالي - يفوق التصور والتقدير
ما كهذا يكون الجزاء والوفاء لعدن وأهلها
المؤامرة على عدن ليست من بعد الاستقلال بل من قبل ذلك -
فقيادات الجبهة القومية اتهموا القيادات والنخبة والوجهاء من أبناء عدن بالرجعيين وعملاء الاستعمار وشوهوا تاريخهم وثقافتهم وفكرهم ووطنيتهم
وبكل أسف ان بعض أبناء عدن شاركوا وساهموا في تلك المهزلة المأساوية -
ما نعانيه في حاضرنا من ويلات ونكبات وتدمير وتفجير وقتل واغتيال وأوجاع والآم ما هو إلا إفرازات متواترة من تلك الفئة الضالة التي حكمة الجنوب وفرضت نفسها -
ويا ليتهم حافظوا على الوطن
عندما نقول أنهم جهلاء نحن نعي ما نقول فهم لا يعرفون معنى الوطن لأنهم لو يعرفون ذلك لما ارتكبوا جرائم القتل بالجملة والمفرق وبكل الأساليب المتنوعة والتعذيب والتشريد للكثير من شعبنا وزرعوا الرعب والخوف وعدم الثقة حتى في أقرب الناس إليك 0 ألاف من الناس اختفوا كأن الأرض انشقت وابتلعنهم لا احد يعرف عن مصيرهم
الوطن ليس التراب والحجر والمدر والبحر و العمران و...
الوطن هو الإنسان والأرض التي هو عايش فوقها عنصران متماسكان لا وطن بلا إنسان ولا إنسان بلا وطن 0إذا الإنسان هو الأول وهو من يحافظ على الأرض ويعمرها ويرتقي بها في فلك الحضارات ويدخل في سباق الحضارات مع الأمم المتحضرة في كل المجالات – الوطن للجميع ويسع الجميع
الرفاق من حين استلموا حكم البلاد إلى حين ضيعوها وهم في دسائس وصراعات وخيانات يتربصون لبعضهم البعض وما يصدقون ان احدهم يرتكب خطاء ولول بحسن نية أعدموه
عدن زمان وذكريات لا تنسى وحنين لا ينتهي
حبيبتي
-
في غاية الحسن والجمال
لم أرى مثلها
ولن أرى أحسن منها
لا في الواقع
ولا حتى في الخيال
كانت جميلة
تمتلك كل أدوات
الحسن والجمال
فتني سحرها
وروعة جمالها
من أول نظره شفتها
أذهلني حسنها ودلالها
وقعت في عشقها وحبها
-.
لا أدري أتكلم عن ثقافتها
وأدبها وعلمها
أو عن فنها ورقيِها
أم عن حسن خُلقها وأخلاقها
وسلوكها وطيبة قلبها
كلها على بعضها
رائعة ما في مثلها
شهادتي مجروحة
في مدحها
لأني عاشق
من أكبر عُشاقها
-
أصدقائي تعجبوا
من كثر حبيي لها
فكيف لو عرفوا
أنى بذلت دمي لها
وناضلت من أجلها
سألوني عن اسمها
فقلت مزهوا مفاخرا
ألا يُعقل أنكم
لا تعرفون حبيبتي
إنها عدن مديني
وهل لي حبيبة
أعشق غيرها
-
إلى لقاء في
هذه هي عند زمان 2 / 2
عدن في ظل الوحدة اليمنية
وسوم: العدد 799