صحيفة مصرية تتهم الإخوان بالضلوع في احتجاجات باريس وتخريبها ونهبها!
القاهرة- واشنطن- “القدس العربي”:
وصلت حالة “الهبوط” في بعض الصحف المصرية الموالية للنظام إلى حد غير معقول. وعلى الرغم من إدراك العديد من المراقبين لتهافت أصحاب هذه المطبوعات على التصفيق والدفاع عن أي إجراء حكومي والهجوم على (أعداء) القصر الرئاسي، خاصة جماعة ” الإخوان المسلمين” وأبناء “الربيع العربي” من مختلف الأطياف السياسية، إلا أن هذا الهجوم القائم غالبا على أكاذيب واختراعات وصل إلى نقطة حرجة للغاية، تدفع القارئ للبكاء والضحك في آن واحد.
ولكي ندرك حجم “المهزلة”، ما علينا إلا قراءة التقرير”الخطير” الذي نشرته صحيفة “المصري اليوم” صاحبة شعار”من حقك أن تعرف” إذ زعمت الصحيفة استنادا إلى (خبراء) في شؤون الحركات الاسلامية أن بعض العناصر السرية التي تنتمي للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان يقفون وراء المظاهرات والاحتجاجات التي تجتاح فرنسا منذ أيام.
وقال كاتب التقرير في لغة “غير مهنية” تشبه إلى حد ما تقارير عملاء المخابرات الذين لم يدخلوا مدرسة في حياتهم أن احتجاجات باريس التي واكبتها فوضى عارمة، وتبعها انفلات أمني وتخريب في المؤسسات العامة والخاصة، جاءت بسبب اندساس “عناصر تخريبية” وهو مصطلح يعلم الناس جيداً هوية من يردده باستمرار.
ولم تستند استنتاجات ( الخبراء) الذين التقتهم المطبوعة على دلائل دامغة تشير إلى هذا الاكتشاف المذهل، وإنما على مقاربة ساذجة غير مترابطة بين مظاهرات باريس واحتجاجات الربيع العربي التي ما تزال ترعب الأنظمة العربية، إضافة إلى معلومات وافتراضات تم شبكها عبر خيوط وهمية.
لنتمعن مثلا، فيما قاله ( الخبير) الدكتور محمد حبيب الذي أشار إلى “أن التشابه بين الأحداث في القاهرة وباريس شديد جداً، مما يدعونا إلى التأمل والتوقف لتحليل الأمر” وبالفعل، يستحق هذا التحليل “المهم” الكثير من التمعن والتوقف عن حال الخبراء وانزلاق أفكارهم بطريقة “غريبة” إلى استنتاجات غير مألوفة للناس العاديين
و”لأن من حقك أن تعرف” فقد أوضح حبيب أن فرنسا بها إخوان، لذلك فإن الموضوع بحاجة شديدة إلى دقة في رصد التحركات، وهي عملية مخابراتية بحتة. مشيرا إلى نقطة مهمة هي أن “هذا التنظيم يعمل في سرية ويتخذ قرارات عامة” و” أن الإخوان اعتادوا على ضيق الأفق والعمل بعيدا عن الناس مما جعلهم غير مقدرين الوضع الشعوب والأوطان”.
أما أغرب تحليل يمكن بالفعل “اختراعه” فقد كان رأي (الخبير) نبيل منعم الذي قال إن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم الإخوان في عمل قلاقل لماكرون، رئيس فرنسا، ردا على الإعلان عن رغبته في تكوين جيش أوروبي موحد لمواجهة حزب الأطلسي.
أما ( الخبير) كمال حبيب “جزاه الله خيراً” فقد حاول بجهد ان يكون موضوعيا بنسبة واحد في المئة على الأقل، إذ قال إن “بداية التظاهرات جاءت بأيادٍ فرنسية بحتة دون تدخلات من جانب أحد، ولكن يمكن أن يكون للتنظيمات دور في الأحداث فيما بعد”.
وبغض النظر عن رأى “مسيو ماكرون” بلعبة الإخوان وترامب للإطاحة به وبمستقبله حسب التحليلات العبقرية إلا أن الخبراء شددوا على ضرورة أن يلتفت الرئيس للمؤامرة الكبرى من مبدأ “من حقك أن تعرف”.
وسوم: العدد 801