الفرق بين الجولاني وفصيله وبين الفصائل الشاميّة الأخرى
من الفوارق بين الجولاني وفصيله، وبين الفصائل الشاميّة المجاهدة الأخرى .. أن فصيل الجولاني منذ أن دخل إلى سوريا تحت راية واسم الدواعش، وكمندوب وممثل للبغدادي، وبعد أن أخذ اسم النصرة، والقاعدة، وغيرها من الأسماء المعروفة .. فهو معبَّأ ومُبرمَج ومُعَد إعداداً تاماً لافتعال اقتتال داخلي، ومعارك داخلية بينه وبين الفصائل الشاميّة الأخرى، وفي أي وقت، ولأتفه سبب، وبلا سبب، سوى الرغبة في السطو، والبغي، والسيطرة .. وبالتالي فهو لا يجد أي صعوبة عندما يوجه أفراده للبغي، والظلم، ولقتال الفصائل السورية الأخرى، والسطو على مقراتها، وأسلحتها، حتى في الأوقات التي تواجه فيها الفصائل الشامية عدوان وهجمات النظام الأسدي المجرم ومرتزقته، فهو لا يتردد ولا يتورع عن اغتنام الفرص، وقتال الفصائل السورية المجاهدة، مستغلاً إنشغالها برد عدوان عسكر ومرتزقة النظام الجررم، فيشارك النظام في قتالها، ولكن كل بطريقته وأسلوبه، ومن على جبهته .. بينما الفصائل السورية الأخرى ــ لسلامة صدور أصحابها ــ لم تكن تتوقع يوماً ممن جاء إلى سوريا تحت عنوان النصرة، ومن أجل النصرة، وباسم الإسلام والدين، أن يغدر بهم يوماً، أو يسلمهم للعدو، أو أن يقاتلهم مع العدو، وفي الوقت الذي هم يُقاتلون فيه العدو .. فحسّنوا به الظن، وأسلموه ظهورهم، وآخوه، وأمّنوه على مواقعهم، وأنفسهم، وأعراضهم، وأراضيهم .. إلى أن تمكّن الغدّار .. وأعرب عن نيته وقصده، ومآربه .. وأن معركته الأساسية هي مع أهل الشام، وأن معركة داخلية مع فصيل من فصائل المجاهدين السوريين أحبّ إليه وأشهى من المعركة مع النظام الأسدي المجرم .. مما أربك المشهد السوري والثوري أكثر، وأضعف موقف وحجة الفصائل في إقناع أفرادها بقتال ورد بغي وعدوان المعتدي، مَن كانوا بالأمس يؤاخونه، ويُقاسمونه السلاح، ولقمة العيش .. وهذا من جملة الأسباب التي تحمل الغدّار الجولاني على الاستمرار والتمادي في البغي والغدر، والسطو .. وإلى يومنا هذا، بل وإلى ساعتنا هذه .. بينما العدو الأسدي المجرم ومن معه من مرتزقة العالَم يتربصون بالجميع الدوائر ... والله المستعان!
وسوم: العدد 801