هل بشار أجرم من والده !

يقول يونس  من مدينة السلمية: 

انضممت الى الجيش  ( سرايا الدفاع ) بعد أن سمعت بالمزايا والوعود والدرجات الإضافية التي تضاف لاختبار الثانوية والمسدس والقنابل الكلاشينكوف والملابس العسكرية المموهة التي لايملكها الجيش النظامي ..كان لها هيبة.

كانت دمشق كلها تنام بالرعب تحت وطأة سرايا الدفاع وجمعية الامام المرتضى التشييعية التي يقودها جميل الأسد شقيق رفعت وتسعة أفرع مخابراتية بأنواعها وتفنناتها الاجرامية .

كان العلويون في قمة نشوتهم وشماتتهم بدمشق الحزينة. 

بدأ الكابوس عندما تم استدعاؤنا لأجد نفسي خلف رفعت أسد على أبواب مدينة حماة. ضرب رفعت أسد قدمه على الأرض فور نزول أخيه حافظ أسد من الطائرة المروحية وخلفه علي حيدر وعلي دوبا وعلي أصلان وابراهيم الصافي وهاشم معلا وشفيق فياض وبعد تحية عسكرية سريعة قال رفعت :

سيدي ننتظر أوامرك كي نحرق السنّة.

فرفع يده حافظ علامة الهدوء ..ظننت انه لايريد اراقةالدماء ولكني كم تفاجأت وأنا أراه يشرف بنفسه على المذبحة. 

دخلت أمي الى الحمام حيث كنت أغتسل بعد حصولي على اجازة مدتها يوم واحد مكافأة لأني نفذت أوامر الرائد عزيز بالتبوّل على رجل من آل كيالي كان يقرأ القرآن في المسجد .. وتم قتله والتبول على القرآن وفوق جثته ..كان بكائي كالمفجوع .حاولت أمي تهدئتي ولكني وضعت رأسي بين قدمي متكوّراً على أرض الحمّام. 

صرخت أمي يا أبا نورس تعال شوف ابنك . قدم والدي وحملني وأنا عار تماماً ..كان الأمر أشبه بهروب من التنشق ..لابل الركوض وراء الاختناق. 

كنت أنوي الهروب من المذبحة ولكن قصة الانتقام من السنّة .. وأن اليوم زمن أعدائنا العلويين وتسلطهم على السنّة ويجب أن نتّبع التقية معهم ..كان هو رأي والدي

ورعب أمي ارجعني إلى هناك. إلى غرفة بها 11 طفلاً وطفلة تم جمعهم بعد أن تم إعدام عائلاتهم في ساحة المسلخ

قام النقيب بسام باستدعاء الطفلة تهاني التي كانت تحمل أخاها الرضيع فضربها قائلاً : أسكتيه يا قح ---

قالت تهاني ببراءة :  أنا اسمي تهاني مو قح ---- عمو.. 

قال لها : هنتي قح --- قولي انا قح --- فترددت

فصرخ بعد أن رفسها بالحذاء العسكري قولي أنا قح---- ياشر--.

فنهضت وحملت أخاها ثانية وقالتها وهي تبكي متألمة. 

كانت تهاني تبكي وكنت أبكي معها ولكن دون دموع ..هربت كل معاني الرجولة مني. 

تهاني كانت تحمل رجولة بين ظفائرها فأخذت تهز أخاها الذي علا بكاؤه فقالت للنقيب :

عمو أخي جوعان منشان هيك عم يبكي

فاقترب النقيب منها وسألها مااسمه؟ فقالت صلاح. 

فقال متهكّماً يلعن بيك وبي صلاح الدين الأيوبي (أي أباك وأبو صلاح الدين الايوبي) فنظرت اليه والرعب يكاد يشل أركانها ..كانت الحيرة تغمرها، التقط النقيب الطفل صلاح وقرّب مسدسه ذا الماسورة الملتهبة نحو فمه فقد تم تفريغ مخزنين في آباء وأمهات هؤلاء الأطفال فتلقفه الطفل بنهم وراح يمتصه فصرخ الطفل بعد أن أحرقت ماسورة المسدّس فمه ولسانه فانطلقت رصاصة أخرست صوت نهم ولعقات لسان ولعاب الرضيع صلاح التي تخيلتها.

رباه لم أصدّق ما أرى كان المكان يشبه صوراً قد شاهدتها عن جرائم الأمريكيين والفرنسيين بحق الفيتناميين. ربما مايحصل الآن ماكان يمكن أن يحصل أبداً في مكان آخر

ليتني ظللت في الشام وهربت ..

هلع وصراخ وبكاء الاطفال لم يوقفه صراخ وتهديدات النقيب بسام ، فقال لي : لقّم الروسية ورشهم هالخنازير السنّة..

تسمّرت ، فوكزني زميلي الرقيب عهد وهو شاب علوي من الطائفة المرشدية لايملك من الآدمية إلا لون جلده وتكوينه الجسدي ولقّم روسيته وقال : تراجع ، وقام بافراغ رصاص بندقيته في أجساد الأطفال .وهو يصرخ ياسلمان (نسبة لإلهه سلمان مرشد).

كان الأطفال يترامون وهم لايعلمون مايصيبهم ..

بقي أربعة أطفال يلفظون أنفاسهم الأخيرة فاقترب النقيب وقال لي اذبحهم وأرحهم. ووضع مسدسه في رأسي .. ذبحتهم بحربة البندقية الثلمة. إحدى الفتيات نظرت إلى عيني وقالت : عمو رقبتي عم توجعني.. ياأمي عم ينزل دم!.

فقد كانت الرصاصة أصابتها فأمسك النقيب يدي وراح يحركها مع الحربة ويقطع رقبتها وهي تغرغر وعيونها تحاول التعلق بعيوني ..

ضربني ورفسني النقيب بسام وسألني :

قرد هنت منين؟

فقلت له من السلمية. 

قال هنت سمعولي (من الطائفة الاسماعيلية)؟

فقلت نعم

فقال : ماقلك أبوك هودي أعداءنا وأعداءكم حلال حرقهن؟

فقلت :بلى ولكن قلبي ضعيف. 

فضحك وقال قدامنا حماه كلها وستعتاد على الذبح!!

مازالت نظرات تهاني تلاحقني ..ومازالت قهقات النقيب بسام ترعبني. 

إنه هو الرعب ذاته مايقوم به أبناء الطائفة العلوية اليوم في حربهم المقدّسة ضد المسلمين السنّة.

إنه هو الموت ذاته الذي يستمتعون به عندما يوقعون به الأبرياء.

عندما نطقت الشهادتين صارت عيون تهاني تنام معي والطفلة التي ذبحتها وانغرست نظراتها في وجداني ..

وصوت لعقات صلاح تشدني لفضح جرائم ارتكبت باسم علي بن ابي طالب إله النحل كما يقول العلويون. 

يقول أبي لست ضد ان تصبح مسلماً سنيّاً ولكن لاتنسى ان تحكي تاريخ الطائفة كي يتفهّم الناس كيف يشوّه التاريخ ليربوا الحقد الأسود في النفوس. 

كان نضال سليمان لايكف عن الحديث عن البناديق السنّة (مفردها بندوق وتعني ابن الزنى ) وكم قتل منهم في جسر الشغور وحلب ..

كان يقول قمة الكبرياء أن تغتصب سنّية أمام زوجها وأولادها وهي تلبس كيس الزبالة على رأسها (الحجاب)

نضال انجب ثلاث أولاد كلهم يشاركون في حرب بشار وحسن نصر الله وخامنائي ضد السنّة ..فكم حرّة اغتصبت وكم تهاني قتلت وكم صلاح لعق ماسورة مسدس قاتله الملتهبة ؟؟

ترى من سيقتص من قتلة تهاني ..لا بل ألف تهاني وألف ألف صلاح ؟؟

أشعر بيدي ترتجف ونبضات قلبي تتسارع… 

رحم الله تهاني و أهلها وكل من قتلوا ظلما وعدوانا........

وسوم: العدد 803