د. فادي شامية لـ الشرق: حضور صاحب السمو قمة بيروت أكد حرص قطر على العمل العربي المشترك

 د. فادي شامية المحلل السياسي اللبناني لـ الشرق:

المشاركة القطرية في قمة بيروت ضربة معلم دبلوماسية

المشاركة القطرية رسالة تحد بأنها قادرة على مساعدة الآخرين

قطر مدت يد المساعدة إلى لبنان وملأت فراغ المنسحبين

الدوحة أكدت قدرتها على احتضان عواصم تتقاطع معها في قضايا عربية

إعلان باسيل انحياز لبناني واضح مع قطر ضد دول الحصار

المطالبون بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية أبرز الغائبين عن القمة

الإساءة إلى ليبيا زادت النظرة السلبية للسياسات اللبنانية

القمة في أحسن أحوالها اجتماع عربي بلا نتائج ذات قيمة               

قال الدكتور فادي شامية المحلل السياسي اللبناني، إن أهم ما ميّز القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت الأحد الماضي، هو الغياب وليس الحضور، حيث شهدت القمة غيابا شبه كلي للقادة العرب باستثناء (الرئيس الموريتاني فقط) ما يعني أننا أمام قمة غير مسبوقة في مستوى التمثيل، تقاطعت المحاور المتصارعة في المنطقة على مقاطعتها، كلٌ لأسبابه.

مشاركة صاحب السمو

وأضاف شامية في تصريحات خاصة لـ"الشرق": وسط هذا الواقع؛ جاءت المشاركة اللافتة والخاطفة لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، من منطلق الحرص على العمل العربي المشترك الذي بيّنت القمة الحاجة الماسة لتعزيزه في وجه الأزمات والتحديات التي تواجهنا"، كما قال سمو الشيخ تميم، معتبراً أن قرار المشاركة القطرية- في آخر لحظة- لا يمكن نزعه من سياق الأزمة الخليجية وسياسات المحاور في المنطقة.

 العزم القطري

وشدد شامية، على أن حضور صاحب السمو شخصياً القمة في سياق المقاطعة غير المعلنة زاد من رصيد سموه في لبنان، إضافة إلى أنه رفع من درجة العزم القطري على بناء سياسات خاصة بها، بعيداً عن الاستتباع، وبالتالي يمكن القول – بإنصاف- إن أمير قطر كان نجم القمة، وإن "ضربة معلم" دبلوماسية جديدة قد سجلتها دولة قطر، خصوصاً مع إعلان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في المؤتمر الصحفي، الذي عقد في ختام القمة أن " أمير دولة قطر كسر الحصار المفروض على بلاده ووصل إلى بيروت في بادرة سياسية لكسر الحصار عن القمة".

وأشار شامية إلى أن هذا الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية اللبناني قد أثار حفيظة الدول المحاصرة لقطر، لأنه يمثل تبنيا رسميا للموقف القطري من الأزمة الخليجية، بعد نحو سنة ونصف من النأي اللبناني عن أخذ موقف واضح من هذه الأزمة، لافتاً إلى أن ما يزيد هذا الموقف أهميةً أن لبنان يتأثر تاريخيا بالنفوذ السعودي، وأن رئيس الحكومة فيه – سعد الحريري ومن قبله والده الشهيد رفيق الحريري- كان حجر الزاوية في السياسة السعودية في المنطقة.

رسالة تحد

وأكد شامية، أن الدوحة التي فُرض عليها الحصار منتصف العام 2017، أرادت بمشاركتها في القمة إرسال رسالة تحد، بأنها باتت قادرة - ليس التحرر من مفاعيل الحصار المفروض عليها فحسب- وإنما هي قادرة على مساعدة الآخرين في التحرر من مفاعيل الحصار غير المعلن الذي فرض عليهم، إضافة إلى أن قطر مدت يد المساعدة إلى لبنان في رسالة مفادها أنها قادرة على ملء فراغ من يريد الانسحاب، وأنها قادرة أيضا على احتضان عواصم عربية تتقاطع معها في قضايا عربية أساسية.

ورأى أن المعتذرين عن حضور القمة ثلاث فئات:

- دول تطالب بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ولا ترى مصلحة في تفعيل العمل العربي المشترك قبل هذه العودة.

- دول تريد الضغط على لبنان بعدما شعرت بخضوعه أكثر للمشروع الإيراني.

- دول تنظر بسلبية تجاه السياسات اللبنانية غير الموحدة، والعاجزة عن التوافق على تشكيل حكومة منذ نحو ثمانية أشهر، مشيراً إلى أن الإساءة إلى ليبيا جاءت قبيل المؤتمر لتزيد من هذه النظرة السلبية، رغم إعلانها التضامن مع ليبيا التي أعلنت من جانبها مقاطعة القمة.

وفي المقابل اعتبر شامية أن القمة مثلت الحضيض الذي وصل إليه الواقع العربي المهلهل والمتصارع والتائه، فالقمة في أحسن أحوالها هي اجتماع عربي بلا نتائج ذات قيمة، وقد صار أقصى أماني الدولة المضيفة أن تنعقد قمة عربية بأي تمثيل، وليعتبر لبنان نفسه منتصرا "بمجرد انعقاد القمة" بغض النظر عن مستوى التمثيل.

الواقع اللبناني

وبيّن شامية، أن القمة كشفت أن الواقع البائس لا يقتصر على العمل العربي المشترك، بل يشمل لبنان الذي يعاني من إفلاس سياسي حقيقي، لأنه دولة برؤوس متعددة، كلٌ يعبر عن سياسة منفصلة، موضحاً أن رئيس البرلمان نبيه بري رفض حضور قمة عربية تستضيفها بلاده ورفض مجرد استقبال نظرائه من الدول المشاركة، رغم أنه يمثل الشعب اللبناني مجتمعاً، كما أن وزير الخارجية اللبناني دعا لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهو يمثل سياسة الحكومة مجتمعة، فيما يُعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق علنا – كما رئيس الحكومة سراً- أن ما يعلنه وزير الخارجية بشأن سوريا موقف خاص بفريقه السياسي.

وأوضح شامية أن العراضات الشارعية والتهديدات التي رعتها حركة "أمل" لمنع حضور الوفد الليبي، وصولا إلى إهانة العلم الليبي، أثار استياء معظم اللبنانيين، بما في ذلك حلفاء "أمل".

وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قد ثمّن، مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة التي عقدت في بيروت الأحد الماضي.

ووجه باسيل، خلال مؤتمر صحفي عقب الجلسة الختامية للقمة، الشكر لسمو أمير البلاد المفدى، قائلاً إن سموه "كسر الحصار المفروض على قطر ووصل بخمس ساعات إلى لبنان بمبادرة سياسية لكسر الحصار عن القمة".

وسوم: العدد 808