شاميات 808
ليس لأهالي عرسال مصلحة في توقف المساعدات عن النازحين في البلدة؛ نازحو عرسال لا يستطيعون الخروج منها، أو تحويل المال لأية جهة -إن كان عندهم بقية مال-، وهم بحاجة أن ينفقوه على حاجاتهم في عرسال اصلا . انتعاش "اقتصاد النزوح" في عرسال مؤخرا (تجارة – إيجارات – خدمات..)، وتنفيذ البلدية مشروعات إنمائية للبلدة ممولة من جهات دولية، بسبب احتضانها النازحين، وهدوء البلدة -المنسية من الدولة اللبنانية-.. لم يعجب من يريد رمي السوريين في فم "الحيوان"؛ فحرك زعرانه من منتسبي "سرايا المقاومة" والمغرر بهم (بضعة شبان). فرية إضرار السوريين باقتصاد البلدة ساقط بالوقائع والأرقام.. فلم يبق إلا الغايات السياسية التي توافق هوى كثير من السياسيين وأكثر الإعلام في لبنان، وممن لم يزوروا عرسال ويعرفوا مروءة أهلها ويسألونهم عن موقفهم من عراضة النصف ساعة المسيئة والمصورة.
**************************************
غير مفهوم حتى الآن؛ كيف يهدد رئيس دولة عظمى -في المساء- حليفا له في الناتو؛ بتدمير اقتصاده؛ إن تحرك في الشمال السوري، ثم يتفق مع رئيس هذه الدولة -في الصباح- على توسيع التعاون الاقتصادي، والتفاهم على منطقة عازلة شمال سورية.
القادة العسكريون لم يستوعبوا بعد كيف أن رئيسهم قال لأردوغان: "سوريا لك"، طالباً من جيشه الانسحاب بسرعة.. والمخضرمون في السياسة لم يتخيلوا أن يأتي على أميركا رئيس يحمل هاتفا ويكتب من خلاله بضعة كلمات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ يقيل فيها وزراء ومستشارين ويعين آخرين، ويعلن عن سياسات ويغير استراتيجيات.. بهذه الخفة والتفرد.
الأمريكيون يدفعون ثمن اختيارهم وهم أحرار، لكن ما بال بعض حكام العرب يرهنون مصيرهم وسياسات بلادهم بالأحمق ترامب؟!
**************************************
ترفض حركة "أمل" حضور النظام الليبي المؤتمر الاقتصادي العربي في بيروت ويطالب رئيس الحركة بالمقابل؛ بحضور النظام السوري المؤتمر.
صحيح أن نظام القذافي متهم بإخفاء الإمام موسى الصدر، لكن الصحيح ايضا أن نظام الاسد متهم باغتيال الرئيس رفيق الحريري والمفتي حسن خالد والزعيم كمال جنبلاط وعشرات غيرهم.. إضافة إلى تفجير مسجدي السلام والتقوى، وإخفائه مئات اللبنانيين في سجونه إلى اليوم.
النظام الليبي المرفوض حضوره هو الذي ثار على القذافي وأنهى حكمه. النظام السوري المطلوب حضوره هو الذي يضطهد شعبه ويرفض الاعتراف بجرائمه ويبتز لبنان في كل صغيرة وكبيرة.
أنكى من ذلك كله أن بضعة شبان من "أمل" أهانوا علم الدولة الليبية بمشهد استعراضي؛ ولم يحقق معهم أحد، ولم يسائل قيادتهم أحد، وقد نجحوا بأخذ البلد إلى حيث يريدون، وتسببوا بأزمة دبلوماسية ومقاطعة للمؤتمر...ففي أي بلد نعيش؟!
**************************************
الذين يعيشون في الخيام في أقسى الظروف المناخية؛ ماذا يمنعهم من العودة لبلادهم لولا يقينهم أن ما ينتظرهم في بلادهم أشد وأنكى؟!
تجاهل أُسّ المشكلة في سوريا؛ لا يعني حلها.. وعودة سفارات المخادعين والمتلونين في دعمهم حرية الشعب السوري؛ لا تعني للنازحين أماناً ولا حرية ولا عيشاً كريما في سوريا.
**************************************
"القمة الاقتصادية العربية" تعني حضور قمة الهرم السياسي في كل بلد عربي، لكنها تعقد في بيروت بلا رؤساء أو أمراء (الرئيس الموريتاني أو الصومالي فقط) وبممثلين من الدرجات الثانية والثالثة والرابعة.. ما يعني أن نظرة العرب للبنان أنه – وعن حق- بات دولة فاشلة تنهكها الانقسامات ويتحكم بها منطق الميليشيات.. لدرجة العجز عن تشكيل حكومة أو اتخاذ قرار داخلي أو خارجي أو مجرد تأمين حماية لدولة عربية مدعوة.. "ضيعانك" يا لبنان .. يا قطعة سما..
**************************************
غير مفهوم حتى الآن؛ كيف يهدد رئيس دولة عظمى -في المساء- حليفا له في الناتو؛ بتدمير اقتصاده؛ إن تحرك في الشمال السوري، ثم يتفق مع رئيس هذه الدولة -في الصباح- على توسيع التعاون الاقتصادي، والتفاهم على منطقة عازلة شمال سورية.
القادة العسكريون لم يستوعبوا بعد كيف أن رئيسهم قال لأردوغان: "سوريا لك"، طالباً من جيشه الانسحاب بسرعة.. والمخضرمون في السياسة لم يتخيلوا أن يأتي على أميركا رئيس يحمل هاتفا ويكتب من خلاله بضعة كلمات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ يقيل فيها وزراء ومستشارين ويعين آخرين، ويعلن عن سياسات ويغير استراتيجيات.. بهذه الخفة والتفرد.
الأمريكيون يدفعون ثمن اختيارهم وهم أحرار، لكن ما بال بعض حكام العرب يرهنون مصيرهم وسياسات بلادهم بالأحمق ترامب؟!
وسوم: العدد 808