أصناف الناس الجزء الأول
( وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ ) ..
ومن الناس من يبني أخوته الإسلامية على حرف.. فإن أصابه خير منها.. وتواءمت مع مزاجه وهواه.. وتوافقت مع عقليته.. اطمأن بها..
وإن اختلف مع أخيه – الذي يزعم أنه يحبه في الله – ولو في جزء واحد.. من ألف جزء.. انقلب على وجهه.. وقطع صلته معه.. وتنكب لأخوته.. وضرب بعرض الحائط.. ما كان يطبل ويزمر.. ويشيد.. ويمجد بالمحبة في الله.. والأخوة في الله!!!
خسر الدنيا والآخرة.. وخسر منابر النور التي وعد بها النبي صلى الله عليه وسلم المتحابين في جلال الله..
وظهر أنه شخص مزاجي.. متقلب.. يتخذ إلهه هواه.. ولا يقيم وزنا لكل إدعاءاته بالمحبة في الله..
وما هي عنده إلا عبارة عن تجارة.. إن درت عليه ربحا.. أقبل عليها.. وإن لحقته خسارة – ولو من طرف بعيد.. وبشكل غير مباشر - نبذها نبذ النواة...
ذلك هو الخسران المبين.. والضلال البعيد...
ومن الناس من يحب في الله.. ويبغض في الله..
يعني يحب المؤمنين والصالحين عامة لأجل الله.. ويكره الفسقة الفجرة الكفرة لأجل الله..
لا.. لذواتهم.. وشخوصهم.. وإنما لأعمالهم القبيحة..
فإذا غيروا أعمالهم.. من السوء إلى الخير.. أحبهم..
وهذا هو أعلى مراتب الحب.. وأشرفه.. وأسماه.. في الدنيا.. وفيه حلاوة الإيمان..
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: " إِنَّ مِنَ الْإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ وَفِيهِ " .
وأولئك هم الفائزون.. المفلحون في الدنيا والآخرة..
ومن الناس من يحب في الله.. ويبغض انتقاما لنفسه!!!
فإذا رأى من أخيه شيئا يخالف هواه.. ومزاجه!!!
أو..
أحس أنه أساء إليه من طرف خفي.. وبشكل غير مباشر.. وزَعِل منه!!!
كرهه .. وأبغضه.. وسمى زعله.. بغضا في الله!!!
يعني جعل نفسه ندا.. وشريكا لله!!!
يعني غضبه.. يماثل غضب الله!!!
وهذا هو الشرك الخفي!!!
وذلك هو التحريف المبين.. لكلمات الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!!!
وذلك هو الضلال البعيد!!!
وأولئك هم الخاسرون.. في الدنيا والآخرة...
ومن الناس.. من إذا قيل له:
( ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ )..
وقال: بكل صفاقة.. ووقاحة.. وبجاحة.. وعتو.. واستكبار:
وهل تراني.. أسكر.. أو أزني.. أو أسرق؟؟؟!!!
أو.. هل تراني أسهر في النوادي الليلية!!!
إن قلبي طاهر.. وصاف.. ولا أغتاب أحدا.. أو أسب أحدا!!!
مجرد أني أستمتع بالحياة.. فهل هي حرام؟؟؟!!!
الإيمان بالقلب.. وكفى!!!
وليس مهما المحافظة على الصلاة.. وبقية العبادات!!!
وهكذا الطغاة الجبابرة.. إذا قيل لأحدهم: اتق الله..
فتكون عاقبة القائل.. سجنا.. وسحقا.. وقتلا!!!
كما فعل حسني اللامبارك – قاتله الله – بالشيخ علي القطان.. الذي قال له في مسجد المدينة.. وقرب قبر الرسول صلى الله عليه وسلم: اتق الله.. واحكم بما أنزل الله..
فكان عاقبته 15 سنة في السجن.. والعذاب المهين!!!
مع أن الله تعالى قال لرسوله محمد صلى الله عليه.. وهو أتقى.. وأفضل.. وأصلح البشرية طرا..
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمٗا )..
فهل يظن هؤلاء العبيد الطراطير.. الصعاليك.. أنهم أكثر إيمانا.. وتقى من الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
ويحهم.. إن عذاب الله لشديد.. لمن يتخذ آيات الله هزوا.. ويستخف بها.. ويسخر منها...
ومن الناس من قال الله تعالى فيهم:
( وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَزَيَّنَهُۥ فِي قُلُوبِكُمۡ وَكَرَّهَ إِلَيۡكُمُ ٱلۡكُفۡرَ وَٱلۡفُسُوقَ وَٱلۡعِصۡيَانَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلرَّٰشِدُونَ ).
ومن الناس من يريدون أن يطمسوا آيات الله.. ويطفئوا نور الله بأفواههم!!!
ويريدون أن ينزعوا من النفوس البشرية.. ما أودعه الله فيها.. من كراهية الكفر والفسوق والعصيان!!!
بل ويشرعون قوانين.. إلغاء كراهية الكفر والفسوق والعصيان والإجرام!!!..
ويعاقبون كل من يعلن كراهيته للباطل.. والكفر.. ويدعو إليها..
إنهم يريدون أن يغيروا الجبلة البشرية.. ويجبرونها على التسامح مع الكفرة الفجرة.. والتعايش معهم بأمان وسلام.. ووئام وصفاء!!!
بل وحبهم.. ومآخاتهم.. والتودد إليهم باسم الأخوة الإنسانية..
إنهم يريدون طمس دين الله.. ومسخه.. والمساواة بين الأشرار والأخيار.. وبين الفجار والأتقياء.. وبين المؤمنين والكفار!!!
فهل سينجحون؟؟؟!!!
ومن الناس من يريد مجابهة.. ومحاربة التطرف والتشدد الديني!!!
بتمييع الدين.. وتدجينه.. ومسخه.. وتقزيمه.. وجعله متجانسا.. ومتوائما.. ومتوافقا مع الأديان السماوية المحرفة.. الوثنية.. والأديان الأرضية الفاسدة.. الباطلة الشركية!!!
ومن هؤلاء شخص لبناني.. يُدعى محمد علي الحسيني.. يقولون عنه: أنه كاتب ومفكر إسلامي.. ويصفونه بسيد الاعتدال!!!
يقضي عمره في العمل الجاد.. والنشيط.. في بث سموم التسامح.. والمودة.. والمحبة بين الموحدين والمشركين!!!
فيقول على صفحته:
( أيها الأحبة: دعا الإسلام أتباع الشرائع السماوية من مسلمين ومسيحيين ويهود إلى أن نتوحد ونتسامح وننفتح ونجتمع على حب الله الواحد الأحد وعبادته وطاعته فالإيمان بالله يجمعنا،لا ان نتخاصم ونتحارب ونتفرق ونتشدد ونتعصب ويقتل بعضنا بعضا باسم الله والدين. "قل ياأهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألانعبد إلا الله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله" )..
هكذا بذكاء الشيطان المهيمن.. والمسيطر عليه.. يزين له سوء عمله.. فيحرف الكلم عن مواضعه.. ويقف في منتصف الآية.. ولا يكملها إلى النهاية.. ليخدع.. ويضلل الناس!!!
بينما الشطر الثاني من الآية يقول:
( فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ ﴿٦٤﴾..
يعني ينتهي الحوار.. حينما يصر أهل الكتاب على الشرك..
وتبدأ عملية المفاصلة.. والبراءة منهم.. إذا أصروا على الشرك..
وهم بطبيعتهم الاستكبارية لن يتخلوا عنه..
بل إنهم يحملون صلبانهم.. ويأتون بها إلى الجزيرة العربية.. نكاية بالمتأسلمين.. واعتدادا.. وافتخارا بشركهم!!!
فكيف يكون التسامح.. والمحبة لهؤلاء الكفرة.. الفجرة؟؟؟!!!
والله تعالى يحذر.. ويتوعد:
( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ )..
هؤلاء دعاة على أبواب جهنم.. فاحذروهم أن يضلوكم.. ويوقعوكم في جهنم!!!
وسوم: العدد 813