فائدة ثقافية في تأويل المقطع

اعتمد هذا المقطع الانتخابي المصوّر لحزب العدالة والتنمية لانتخابات ٢٠١٩ البلدية في خلفيته الصوتية على استدعاء لحن ما يُعرَف بمارش بلفْنِه، ويٰسمّى أيضاً مارش عثمان باشا، نسبة إلى الغازي عثمان نوري باشا، البطل الحربي في معارك صربيا وفي بلفنه في بلغاريا، وفي هذه الأخيرة ظلّ يستبسل مع قواته رغم انعدام التكافؤ مع القوات الروسية حتى أصيب واُسِر في ١٨٧٨ وجاء أنّ الروس أشادوا بشجاعته. وقد تم تخصيص مارش بلفنه تكريماً لبطولاته. والغازي عثمان باشا مدفون في محيط جامع الفاتح في اسطنبول، وهو من وجوه التكريم أيضاً.

يُلاحَظ أنّ لحن هذا النشيد العسكزي استُوحي لاحقاً في لحن أغنية عربية نضالية شهيرة تقول كلماتها: "يا ظلامَ السجنِ خيِّم إننا نهوى الظلاما، ليس بعدَ الليل إلاّ فجرُ مجدٍ يتسامى"، وهو ما يجعل سماع نشيد بلفنه (مارش عثمان باشا) ذا وقع خاص عند من يعرفون هذه الأغنية، وهو ما ينسحب على بعض إعلانات حزب العدالة والتنمية في انتخابات ٢٠١٩ البلدية وهذا على منوال استعماله في الدعائية الانتخابية للرئاسة عام ٢٠١٨.

وقد كانت الأناشيد العسكرية العثمانية (المارشات) وألحانها معروفة جيداً في بلاد الشام وخارجها بطبيعة الحال، خلال العهد العثماني وكانت تنشدها القوات العثمانية وفرق الكشافة في فلسطين مثلا، وهو ما يجعل استلهام ألحانها في أغنية نضالية عربية على هذا الوجه متوقعاً ومنطقياً، علاوة على الوشائج المتبادلة في الألحان والمقامات ضمن نطاق الدولة العثمانية وبلاد الشرق عموماً.

وسوم: العدد 817