الموقف النقدي لا يعني رؤية الجانب السلبي وحده!
الموقف النقدي
لا يعني رؤية الجانب السلبي وحده!
م. شاهر أحمد نصر
* من المنطقي أن يتم نقد بعض جوانب سياسة حكام الكرملين المتجاهلة للتناقضات الداخلية في المجتمع، والكامنة وراء ما يحصل في أوكرانيا وسوريا، متجاهلة تطلعات وأحلام شرائح واسعة من شعوب البلدين ، بتقديمها ما تراه يحقق بعض المكاسب في صراعها مع الغرب على الرؤية الإستراتيجية لمتطلبات العصر: من ضرورة التغيير، والحرية، والتكامل والتعاون الاقتصادي بين مختلف دول وشعوب العالم، بما في ذلك بين أوكرانيا وروسيا والغرب... مع التأكيد على أن نقد تلك الجوانب في سياسة الكرملين، لا يعني معاداة روسيا، ولا معاداة الشعب الروسي الصديق العظيم...
* من الضروري بناء المواقف السياسية على أسس موضوعية وليس عاطفية تجعل بعض منتقدي ساسة الكرملين في سوريا يرون بشكل تعسفي أن السياسة الروسية سياسة عدوانية ومعادية للشعوب بشكل عام ومطلق... وتصوير روسيا ظلماً، وكأنها تدفع إلى الحرب في أوكرانيا...
* نظراً لتداخل المصالح تاريخياً بين أوكرانيا وروسيا، ومع تدهور الوضع الأمني في أوكرانيا، وحساسية المنشآت الموجودة في أوكرانيا،يصبح من الضروري تفهم ضرورة الدور الروسي في المحافظة على أمن واستقرار المصالح الروسية والروس في أوكرانيا، وأمن المتضررين من العنف والتطرف والإرهاب، فضلاً عن المحافظة على أمن المنشآت الحساسة، وخاصة التي تعمل بالطاقة النووية...
* من الخطأ تحميل روسيا مسؤولية كل ما يجري، وعدم تفهم مصالح روسيا، وتصوير كل من يناوئها بأنه ثوري وتحرري... ومن الضروري التحلي بالنظرة النقدية عند تحليل مواقف الطرف الآخر أيضاً، وعدم تجاهل مخاطر التعصب القومي الشوفيني والنزعات الفاشية، والتطرف، والإرهاب عند بعض المناؤين للسياسة الروسية في أوكرانيا... ومن الضروري أيضاً توجيه الانتقاد إلى بعض جوانب سياسة الغرب وأمريكا المستفزة والتي تزيد من تسعير الموقف، وتصب الزيت على النار...
* لما كانت جميع النزاعات ستحل بالطرق السياسية، فالمطلوب عدم ترك النزاعات تتعفن حتى يستعصى الحل السياسي... وبما أن التكامل الروسي والأوكراني الأوربي الغربي سيحصل، عاجلاً أم آجلاً، من خلال التطور الاقتصادي العالمي، خاصة بعد انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية كدولة تعتمد النهج الاقتصادي الرأسمالي الليبرالي الحر؛ فمن الحكمة بناء سياسة تفتح الآفاق لحقيق هدف التكامل مع أوربا الذي يطمح إليه كثيرون من الروس والأوكرانيين، وهو أحد أسباب الأزمة الحالية في أوكرانيا، ونزع فتيل الأزمة الأوكرانية، بالتعاون بين أوكرانيا، وروسيا، والغرب بعيداً عن التعصب والتشنج...
* مما لا شك فيه أن حل الأزمة الأوكرانية سلمياً سينعكس إيجاباً على السلم العالمي، وعلى سبل معالجة المرحلة المأساوية من الملحمة السورية...