سفيان جمجوم الأسير الذي لا زال يخوض معركة الاعتقال المتكرر

أحرار:

سفيان جمجوم

الأسير الذي لا زال يخوض معركة الاعتقال المتكرر

منذ الانتفاضة الأولى

لكل تضحية في سبيل الوطن ثمن وضريبة تدفعان، وهنا دفع الأسير سفيان هاشم عبد الرحمن جمجوم من مدينة الخليل ضريبة ما قدمه من أجل الوطن.. سنوات من عمره ذهبت في الاعتقال والأسر ولم تنتهي حتى الآن.

يقدم التقرير الآتي الذي أعده مركز أحرار ما وصلت إليه الضريبة التي لا زال الأسير سفيان جمجوم يدفعها، وما لاقاه من اعتداءات الاحتلال واعتقالاته المتتتالية منذ أن كان طالباً في الثانوية العامة.

الأسير سفيان جمجوم والمولود بتاريخ: 5/7/1971 في مدينة الخليل، شهد عذابات الاحتلال منذ كان في أوج الشباب، حيث اعتقله الاحتلال الاسرائيلي لأول مرة وهو طالب في الثانوية العامة بتاريخ: 6/3/1989، وخضع للتحقيق، ووجه له الاحتلال تهمة الانتماء لحركة حماس والمشاركة في فعاليات الانتفاضة الأولى، واستمر اعتقاله لأشهر في تلك الفترة تمكن ومن خلالها إكمال الثانوية العامة والنجاح فيها.

وبعد أن خرج سفيان من سجنه، قرر الالتحاق فوراً بجامعة الخليل ودراسة الشريعة الإسلامية فيها، وفي الوقت ذاته لم يتوقف عن النشاط الذي بدأ فيه والانضمام لحركة حماس والمشاركة في فعالياتها لتطور أعماله فيما بعد وترقى لما هو أكبر، حتى اعتقله الاحتلال للمرة الثانية بتاريخ: 23/10/1991 بعد أن أنهى فصلاً دراسياً واحداً فقط في جامعته، وليقضي في ذلك الاعتقال شهراً واحداً، وكانت تهمته إدخال بعض المواد الإعلامية لأسرى حماس في السجون.

ظل سفيان مستمراً في نشاطاته وفعالياته وواظب على العمل أكثر، وشكل أول خلية لحماس في مدينة الخليل وساهم في تنفيذ عدة عمليات ضد أهداف للاحتلال في المدينة وكانت تلك النشاطات قد نسقها الشهيد عماد عقل الذي جا من غزة للخليل لتأسيس وتشكيل خلايا القسام في الضفة.

وكانت الخلية التي شكلها الأسير سفيان جمجوم في مدينة الخليل، قامت بعشرات العمليات ضد جنود الاحتلال الذين ظلوا يبحثون عن مؤسسيها والشباب المخطط والمنفذ لها حتى أمسكوا بها في: 15/12/1992 وكان منهم الأسير جمجوم، حيث خضعوا جميعاً لتحقيق قاس للغاية وحكم عليهم أحكاماً متفاوتة، أما سفيان فحكم عليه بالسجن 13 عاماً ونصف.

وأثناء فترة اعتقال جمجموم، وعندما كان يتواجد في سجن الخليل، حاول الهرب مع عدد من الأسرى، لكن الجنود كشفوا خطتهم ووضعوهم في العزل الانفرادي لمدة 6 أشهر في سجن بئر السبع.

وقضى جمجوم بالسجن 13 عاماً ونصف حتى جاءت لحظة الإفراج في عام 2006، تزوج بعدها وحصل على وظيفة في الحكومة العاشرة لكن ذلك لم يطل حتى اعتقل مجدداً وكانت زوجته حاملاً بالمولود الأول بتاريخ: 23/5/2007، وحول للاعتقال الإداري الذي أمضى فيه 13 شهراً متواصلة.

وفي اعتقاله عام 2007، تعرض الأسير سفيان جمجوم وخلال أحداث الغضب على استشهاد الأسير محمد الأشقر في سجن النقب بتاريخ: 22/10/2007 وحدوث ومواجهات بين الجنود والأسرى، أصيب سفيان برصاصة في ساقه وكانت إصابته حرجة وكادت تبتر ساقه في ذلك الحين إلا إنه شوفي وتعافى منها.

وبعد خروجه لمدة أقل من عامين وإنجابه للمولود الثاني، عاود الاحتلال واعتقله في: 17/9/2010 إدارياً لمدة 23 شهراً.

من جهته قال مدير مركز أحرار فؤاد الخفش إنه وحتى اللحظة وقدوم العام الجديد 2014، لم تنتهي معاناة الأسير سفيان جمجوم وعائلته التي يبقيها الاحتلال وعلى الدوام في حالة من الخوف واللااستقرار، منذراً بأن سفيان سيتعرض في أي لحظة للاعتقال، فقد اعتقل للمرة الأخيرة بتاريخ: 15/1/2014 من منزله وتم تحويله للاعتقال الإداري مجدداً لأربعة أشهر.

عائلة الأسير سفيان جمجوم تؤكد على إن سلسلة الاعتقالات لسفيان شكلت لها مأساة لم ينتهي كابوسها حتى اللحظة، ومأساة خلقت مسافة وبعداً بين الأسير وعائلته وزوجته وأطفاله الذين يتعمد الاحتلال الاسرائيلي إبعاده عنهم بالاعتقال المتكرر، وهو أسلوب عقابي لا زال الاحتلال به ينتقم من سفيان لنشاطه منذ كان في أول الشباب ودليل واضح على حقد الاحتلال الذي لا ينتهي.