السلطة الفلسطينية تنصاع لأوامر أمريكا
في وقف التحريض ضد الاحتلال وتجند أوباشها لاقتحام
المساجد واعتقال الخطباء وعمل فتن في المساجد
تناقلت وكالات الأنباء خبر مصادقة لجنة المخصصات في الكونغرس الأمريكي على قانون جديد تشترط فيه اللجنة استمرار تدفق المساعدات المالية للسلطة بتوقف التحريض ضد "إسرائيل" في مؤسسات السلطة المختلفة.
وكان الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس كيان الاحتلال شددا مرارا وتكرارا على الطلب من السلطة ورئيسها توقيف التحريض في المساجد.
لقد سارعت السلطة إلى تلبية الأوامر الأمريكية واليهودية فعملت على فرض الخطب الموحدة للجمعة على الخطباء بالقهر وعاقبت كل من يخالفها وهذه الخطب في الأغلب تخدم أجندات السلطة السياسية ولدعم مشاريعها التنازلية، ليس هذا فحسب بل وأرسلت خطباء إلى المساجد غير التابعة لها لينتزعوا الخطبة من الخطباء في هذه المساجد ، كما حصل في مسجد الشعراوي ومساجد أخرى في الخليل، التي تدار من قبل لجان معينة ممن أوقفها.
فقد حاول خطباء الأوقاف صعود المنابر لهذه المساجد بدلا من الخطباء الذين يخطبون بشكل دوري منذ سنوات عديدة في خطوة هوجاء لإشعال الفتن والفوضى واتهام الجهة التي تدير هذه المساجد بإثارة النعرات كعادتها في خطوة مكشوفة، وقد فشلت هذه المحاولات بسبب وعي الناس والخطباء الذين أرسلتهم باستثناء مسجد الشعراوي حيث وقف خطيب السلطة المرسل ليشوش على الخطيب أثناء الخطبة ومخاطباً الناس معرفاً بنفسه وبأنه مرسل من طرف الأوقاف وأنه سيخطب بدلا من الخطيب الأصلي والذي كان صعد المنبر وبدأ الخطبة مما جعل الناس يطلبون من خطيب السلطة الجلوس والاستماع للخطيب، فرفض وبقي يشوش ومن معه من أبناءه وممن أرسلوا معه ليساندوه متحدين الناس والحكم الشرعي مما حدا بشباب حزب التحرير والمصلين لإيقاف الفتنة التي كادت تشعلها السلطة وكان ذلك الشيخ ضحيتها، وأجلسوا الناس، وانتهى الأمر دون حصول فتنة لا تبقي ولا تذر.
إن هذه السلطة التي وقعت اتفاقاً مع اليهود يبقي الحرم الإبراهيمي تحت سيطرة الاحتلال يعيث فيه الفساد، هي نفسها تركت الأقصى ليتعرض لعملية تهويد واقتحامات متكررة من قبل قوات الاحتلال، ويوم أمس الثلاثاء اقتحمت قواتها مسجد الشعراوي مع صلاة الفجر من أجل اعتقال إمام المسجد الراتب، وذلك قبل ساعات من قيام قوات الاحتلال باقتحام المسجد الأقصى وسقوط عشرات الجرحى، مما يؤكد على همجية السلطة وأنها ربيبة الاحتلال.
إننا نحذر السلطة من الاعتداء على الوقف والاستمرار في محاولاتها الاستيلاء عليه والتوقف عن إثارة الفتن والنعرات وإثارة الفوضى ونهيب بالخيرين أن لا يقعوا ضحية لسياساتها بسبب الوظيفة وأن لا ينجروا وراءها وأن يلتزموا بالحكم الشرعي بعدم التدخل في وقف يدار من قبل متولي عينه الواقف ، فقد بين منصور بن يونس البهوتي، في كشاف القناع عن متن الإقناع، الجزء الرابع، ص 273،أنه قد نص الفقهاء على أنه في حالة قيام الناظر الخاص بوظيفته، فلا تتدخل الدولة بما فيها القاضي في إدارة الوقف، انطلاقاً من القاعدة الفقهية: ( الولاية الخاصة أقوى من الولاية العامة)، وفي هذا السياق قال"البهوتي": ( لا نظر للحاكم مع ناظر خاص ...لأن للحاكم النظر العام فيعترض عليه، أي على الناظر الخاص، إن فعل الخاص ما لا يسوغ...)،
وهذا في دار العدل أي في الدولة الحقيقية التي تحكم بالإسلام، وحاكمها مبايع من المسلمين، فكيف في سلطة ذليلة تحت الاحتلال تنفذ أوامره وأوامر أمريكا لمنع التحريض في المساجد على الاحتلال وكشف جرائمه.
وفوق هذا فإن السلطة والخطيب الذي أرسلته لمسجد الشعراوي، يتحملون وزر من اعتقلتهم الأجهزة الأمنية من شباب حزب التحرير بعد تلك الفتنة التي وأدها هؤلاء الشباب، فقد اعتقلت الأجهزة بعد صلاة الجمعة وحتى اليوم مجموعة من شباب حزب التحرير وعددا من الخطباء وفي مقدمتهم خطيب مسجد الشعراوي في تلك الجمعة الشيخ أبو عبد الجعبري.
إننا في حزب التحرير نحمل السلطة سلامة جميع المعتقلين والاعتداء عليهم ونحذرها من إبقائهم في سجونها كما يفعل الاحتلال اليهودي، ولتعلم أننا وأهل فلسطين لن نرضخ ولن ننصاع لأوامر الاحتلال اليهودي والأمريكي الصليبي بالتوقف عن التحريض عليهما، كما نرفض التنازل عن أي شبر من أرض فلسطين المباركة، كما وإننا نحمل السلطة مسئولية تكرار المحاولات بالاعتداء على الوقف كما فعلوا الجمعة الماضية ونحملها مسئولية نتائج أعمالها الهوجاء.