الحرب الأمريكية الإيرانية وصراع الكلاب
في عام 1985 حينها كنت طالبا في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة وكنت اسكن مع مجموعة من زملائي الطلاب في حي جديد وقتها بالمدينة المنورة اسمه حي البحر وكانت البيوت متناثرة وبعيدة عن بعضها
وفي وسط الليل كانت مجموعتين من الكلاب تأتي كل يوم إلى الأرض الواسعة خلف المنزل وتقوم بتشكيل نفسها كما الجيوش في العصر القديم فتصطف على شكل مجموعتين متواجهتين ويتقدم كلب من كل مجموعة خطوات إلى الأمام ويقوم بالعواء الشديد امام خصمه الذي أمامه وكأنه يريد المبارزة ثم ما يلبث أن يعود إلى صفه بعد استعراض للقوة وهو يهز بذيله ليتقدم كلب آخر ويرتفع نباحه أكثر من سلفه وهكذا يرتفع النباح والعواء لساعة تحسب مع كل دقيقة انك ستشهد معركة كبرى ستفتك بالجميع يشارك فيها كل كلاب المجموعتين ويشتد الحماس ويرتفع العواء وسط سكون الليل وفجأة تنتهي اللعبة بعد أن يشم الكلب القائد خصمه في الطرف الآخر من فمه ويعود القطيعين ادراجهما كما أنه لم يكن هناك حشد أو بداية لمعركة فاصلة تفتك بالجميع ... وينتهي كل شيئ
وهكذا حال قطيع الكلاب الأمريكية مع قطيع الكلاب الإيرانية ولن تكون هناك معركة وإنما نباح إعلامي وعواء تحريضي
وسيقع في المصيدة من يحسب أن الحرب قاب قوسين أو أدنى ليسارعوا إلى التماس أحد الطرفين ليخلصه من الخصم الافتراضي ويشتري السلاح ويدفع ضريبة الذل والهوان
نعم تصريحات إعلامية وتهييج للأطراف المتنازعة ونفخ في النار
سنسمع العواء مرة أخرى وفي مكان آخر وسنشهد مسرحيات جديدة أبطالها طبول فارغة واطرافها جنود للمال دافعة
وسوم: العدد 828