كنت مدرسا في الخسروية
افتتح قولي بأني كنت تلميذا في الخسروية أزهر حلب وكان من أساتذتي أعلام أمثال :
مؤرخ حلب الشيخ راغب الطباخ ، وتتلمذت على أعلام الفقه والنحو أمثال الشيخ بلنكو والشيخ الجبريني .
ومرت الأيام وتخرجت من هذه المدرسة التي كان اسمها الكلية الشرعية وكان يديرها علم في فن الإدارة والاستقامة الأستاذ نعمان السيخطة رحمه الله.
ودارت الأيام وتخرجت من كلية الشريعة وشيخي فيها الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله .
نقلني الحزب
الخائن من مدينة الباب إلى الأتارب وبحكم صداقتي مع الزميل أحمد حداد وكان أخوه محمد حداد مديرا للتعليم في مدينة حلب وكان يعاونه الإسلامي مؤلف كتب الرياضيات عبد الحميد الأصيل ،
استدعاني محمد حداد وقال لي : إياك أن تهاجم الاشتراكية وسأنقلك إلى حلب
وكان الحزب قد أكمل سيطرته على التعليم في حلب وهيمن على الخسروية وعين لها مديرا هو الصديق محمد رمضانية بحلب فاختارني مدرسا عنده كما اختار زعيم العلمانية بحلب زهير مشارقة مدرسا فيها .
أخذت أدرس أصعب علم هو أصول الفقه وكان اعتمادي على كتاب الإمام محمد أبو زهرة وعنوانه أصول الفقه تمثلت الكتاب وهضمته وكان أستاذي في هذا العلم الدكتور معروف الدواليبي صاحب كتاب في أصول الفقه وبدأت تدريس أصول الفقه في الصف العاشر ،
ولأول مرة يدرس أصول الفقه على السبورة.
كان من طلابي أذكر منهم محمود عكام وعبد الكافي قاسم ومحمد عدنان كاتبي ....
وتفرقت بطلابي السبل أما العكام فصار تلميذا في السوربون وغرق في أوحال التشيع واكتفي بترداد ( وقبلي بخشية أعتابهم )
ونسي الرجل أنه تربى على كتب أهل السنة والجماعة وافتخر بجيش الزينبيات نسبة إلى السيدة زينب أخت الحسين رضي الله عنها وملك المجد من أطرافه فهو مفتي حلب وابنه عميد كلية الشريعة
وأما الثاني عبد الكافي فاختار الدعوة وأصبح من رعايا دولة البحرين حفظه الله
وأما الثالث فقد حطت به الرحال في تركيا وافتتح معهدا لتحيفظ القران الكريم والدعوة وفقه الله .
ومرت الأيام والتيار الشيعي يعمل في الخفاء بمباركة المفتي وهو زعيم الفكر الشيعي في حلب ويحتل منصب الإفتاء للحلبيين المجاذيب وإخواننا من طلاب العلم السنة اكتفوا بإقامة الموالد وبسط النفوذ لولي الأمر
كان معي من المدرسين الشيوخ الأفاضل الشيخ ناجي أبو صالح والشيخ أسعد عبجي والشيخ عبد الوهاب سكر والشيخ أمين عروض الشيخ عبد الله حماد والطبيب محمد الريحاوي وغيرهم رحمهم المولى.
نسيت أن أقول أن من طلابي في الصف العاشر مفتي الأنام بل مفتي السلطان والبراميل وهو كما سمي المفتي الضال ؟
كان يدرس الطلاب الصغار على أهداف الحزب العلماني وحدة حرية اشتراكية ومع ذلك كان يقول في المجالس العامة أني أساتذه في علم الأصول وكذب فلم يحضر لي أي درس وحسبنا الله ونعم الوكيل .
يازمانا شكوت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه
ألا يبكى على أزهر حلب فقد صار من أساتذته زهير مشارقة ؟
مع أن النصارى كانوا يرفضون إشراف وزارة المعارف على مدارسهم وكان لهم ما أرادوا كما حدثني المفتش الإداري الحموي خليل جعلوك .
قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل صار مدرس الفقه بعد سعيد الإدلبي الشيخ نديم الريحاوي
وانطبق علي وعلى أمثالي أن الغنم إن لم تجد مرعى رعي الهشيم !
خرجت الخسروية من خدمة الشريعة وصارت فرعا لحزب الشيطان العلماني
ورأيي أن تلغى المدرسة الخسروية التي هدمت فحرام أن يصرف مال الوقف على تعليم شعارات العلمانية وصار مديرها محمود اغاسي .
وحبذا لو قعد المفتي في بيته وسيصله راتبه فهناك أمين الفتوى
وعلى كل حال كما قال عبد المطلب لأبرهة إن للبيت ربا يحميه فاللشريعة جنود مخلصون يفدونها بأرواحهم
وسيرفع الاحتلال عن الوقف الشرعي ولله الأمر من قبل ومن بعد .
كفى ثم كفى مشايخ شبيحة ؟ كفى دجلا يامن تسمون مشايخ !
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
وسوم: العدد 834