العجز الروسي في تلال كبانة الاستراتيجية شمال اللاذقية
استأنفت قوات النظام السوري بدعم جوي وبري روسي في 28 تموز/ يوليو 2019، العمليات العسكرية لمحاولة التقدم في محور كبانة التابع لجبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي، بعد توقف دام أكثر من عشرة أيام. واستطاعت فصائل المعارضة السورية المسلحة صدّ أكثر من 10 محاولات بمعدل 3 في اليوم الواحد، وذلك على الرغم من الكثافة النارية العالية والتي وصلت إلى أكثر من مئة غارة في 30 تموز/ يوليو، والاعتماد على مروحيات متطورة لم يتم استخدامها من قبل مثل K 52، ومشاركة القوات الروسية الخاصة.
وتريد روسيا السيطرة على تلال كبانة بهدف قطع إمداد فصائل المعارضة عن سهل الغاب كونها تربط جبل الأأكراد بهذا الأخير، وبهدف وضع خطوة متقدمة لها باتجاه مدينة جسر الشغور وكذلك السيطرة على كامل جبل الأكراد وتركمان، كون كبانة هي أعلى القمم الحاكمة في المنطقة التي ما زالت خارج سيطرته. وبالتالي تكون روسيا قد استطاعت السيطرة على الطوق الأمني لقاعدة حميميم. بالمقابل فإن استمرار سيطرة فصائل المعارضة على تلال كبانة يعني توفير نقطة انطلاق نحو مناطق واسعة في ريف اللاذقية.
ويبدو أن روسيا تواجه صعوبة بالغة في التقدم نحو تلال كبانة، ما يجعل من السيطرة عليها أمراً عسيراً جداً، ويعود ذلك إلى التحصينات الهندسية المتطورة التي استطاعت فصائل المعارضة بنائها على مدار السنوات السابقة، وكذلك القدرات القتالية العالية غير التقليدية وآخرها تنفيذ الهجوم الوقائي واسع النطاق في 9 تموز/ يوليو 2019.
وحدة التحليل والتفكير - مركز جسور للدراسات
وسوم: العدد 835