توقيع الوثيقة النهائية للاتفاق الدستوري في السودان خطوة جيدة ورائدة
نسأل الله تعالى أن يكون الاتفاق خيرا على السودان الوطن وأهلنا السودانيين.
في وقت يسير العالم فيه بأسره يسير نحو مزيد من التصعيد، الذي يعني المزيد من الحروب واستنزاف الأرواح والأموال والدمار والتهجير والخراب، يأتي الاتفاق في السودان على قاعدة ( لا غالب ولا مغلوب) وقاعدة ( ما يموت الذئب ولا تفنى الغنم ).
يعتبر هذا الاتفاق نجاحا كبيرا يحسب للقارة السمراء، وربما يشكل بادرة وباكورة لاتفاقات مماثلة في سورية وليبيا واليمن وغيرها.
ثقافة الإقصاء والصراع الصفري، إما الكل أو لا، اوردتنا المهالك، وأرجعتنا قرونا للوراء.
اعتقد انه لو أتيح للسوريين، ما أتيح للسودانيين لوصلوا إلى اتفاق ما.
ذكر لي أحد الأصدقاء ممن شاركوا في اجتماع أستانا رقم 13 الأخير، ان نظام الأسد كان حريصا على وقف إطلاق النار، لكن الروس يريدون التصعيد.
بحسب للسودانيين ومن قبلهم التونسيين أنهم نجحوا في حصر التدخلات الخارجية في نطاق محدود.
تخيل ان اي اتفاق في سورية يجب أن يحظى ويلبي مصالح، كل من أمريكا وروسيا وإيران وتركيا ثم إسرائيل، ثم بعدها أجب على سؤال، ما هو موقع السوريين من الإعراب في هذه المعادلة المعقدة.
أبارك لأهلنا في السودان هذه العبقرية في إدارة الأزمة، وأدعو بقية العرب وفي مقدمتهم السوريين والليبيين إلى أخذ الدروس والعبر منها.
أسوأ اتفاق أفضل من الحرب بين أبناء الوطن الواحد.
وسوم: العدد 838