‘لاكروا’’: قايد صالح.. رجل قوي أم شمّاعة؟
في بروفايل صحافي تحت عنوان ‘‘الجنرال قايد صالح: رجلٌ قويٌ أم شماعة؟’’، قالت صحيفة ‘‘لاكروا’’ الفرنسية إنه لا يمر أسبوع من دون أن يجوب رئيس أركان الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح، الجزائر ويتحدث للجزائريين، مازجاً بين التهديدات والتهدئة، مع بقائه أصمّ أمام التطلعات الديمقراطية للشعب الجزائري، الذي يخرج إلى الشارع كل يوم جمعة منذ يوم الـ22 فبراير/شباط الماضي. ووجوده (قايد صالح) في واجهة المسرح السياسي الجزائري، منذ الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم الـ2 أبريل/نيسان، أكسبه اسم ‘‘الرجل القوي’’ الذي يمسك بمفاتيح البلد.
وأوضحت الصحيفة أن قايد صالح ليس من شلة الجنرالات مهندسي الانقلاب في يناير/كانون الثاني عام 1992، الذي أعاد إغلاق القوس الوحيد والهش للديمقراطية الجزائرية، والذي فتح صفحة ‘‘العشرية السوداء’’ القاتلة. كما لا يبدو أن يديه تلطختا بالدماء بشكل تعسفي خلال تلك السنوات المظلمة، حيث واصل الصعود في الرتب العسكرية، ليصبح في عام 1994 قائداً للقوات البرية.
الجنرال، البالغ من العمر 79 عاماً، استطاع أن ينمي أعماله واستثماراته هو وأولاده السبعة، إذ إن ‘‘جزءاً من أمواله يرقد في بنوك الإمارات العربية المتحدة. كما أنه يستخدم بعض الأشخاص، خصوصاً أولاده، للقيام بصفقات تجارية مربحة مع ثكنات يوزع عليها منتجات غذائية’’
لكن هذا الجنرال، البالغ من العمر اليوم 79 عاماً، استطاع أن ينمي أعماله واستثماراته هو وأولاده السبعة، إذ إن ‘‘جزءاً من أمواله يرقد في بنوك الإمارات العربية المتحدة. كما أنه يستخدم بعض الأشخاص، خصوصاً أولاده، للقيام بصفقات تجارية مربحة مع ثكنات يوزع عليها منتجات غذائية’’، كما تنقل الصحيفة عن محمد سيفاوي، مؤلف كتاب “أين تتجه الجزائر؟”.
وتابعت ‘‘لاكروا’’ أن الجنرال أحمد قايد صالح، وبينما كان في طريقه إلى التقاعد بشكل هادئ في عام 2004، فإذا بمسيرته المهنية تأخذ بعداً جديداً بعد إقالة الجنرال محمد العماري، الذي عارض بشدة الفترة الرئاسية الثانية لعبد العزيز بوتفليقة، وخسر في عملية لي الذراع ضد جهاز الاستخبارات والأمن (DRS) القوي جداً.
وقد أصبح، إذن، قايد صالح، رئيساً لأركان الجيش الجزائري، ليرافق، منذ ذلك الحين، عبد العزيز بوتفليقة ضمن دائرة المقربين جداً من الرئيس الجزائري السابق. وفي بداية العام الجاري 2019، كان يدعو إلى ‘‘الولاية الخامسة’’ للرئيس، ولم يكن سوى ظل لنفسه، منذ الجلطة الدماغية التي تعرض لها في أبريل/نيسان 2013.
ويعد ذلك مصيراً مثيراً للدهشة بالنسبة لهذا العسكري ذي ‘‘القدرات الفكرية المحدودة جداً’’، كما يصفه غازي حيدوسي، وزير الاقتصاد الأسبق، المبادر بالإصلاحات خلال الفترة ما بين 1989-1991. ففي نص نشرته مؤسسة ‘‘فرانز فانون’’ يوم الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري، اعتبر الوزير الأسبق أن الجنرال قايد صالح ما هو إلا ‘‘الناطق الرسمي باسم جنرالات المافيا الذين لا تزال قبتهم في مكانها.. وتمسك بالسلطة الحقيقية’’. فالجنرال قايد صالح معروف بكونه ‘‘شخصية فظة ومتهورة وقليل التفكير’’، يضيف محمد سيفاوي.
وتتابع ‘‘لاكروا’’ نقلاً عن أحد المراقبين لم تذكر اسمه وصفه للجنرال قايد صالح بأنه ‘‘رهينة للجيش’’. كما أن التعرض له بشكل مفرط يسمح ببلورة السخط على شخصه. ‘‘كما أنه يلعب دور الشماعة التي ستسقط في نهاية المطاف، من أجل إرضاء مطالب الحَراك الشعبي، والحفاظ على النظام العسكري في مكانه بشكل أفضل’’.
علاوة على ذلك، فإن ‘‘لا أحد يعرف ما يحصل داخل الجيش، ولا يستبعد أن تتم التضحية بقائده الجنرال قايد صالح، مما سيسمح بالحفاظ على رأس مال الثقة التي ما زال الجيشُ يتمتع بها’’، وفق داليا غانم-يزبك، المحللة السياسية في معهد ‘‘كارنيغي’’ ببيروت.
وأشارت ‘لاكروا’’ إلى أنه، وبحسب شبكة البحث Arab barometer، فإن 75 في المئة من الجزائريين أعلنوا، في عام 2016، أن لديهم ثقة كبيرة في جيشهم، الذي تفوق بذلك بفارق كبير على جميع مؤسسات الأخرى، بما في ذلك الأحزاب السياسية، التي لم تحصل إلا على 14 في المئة.
وسوم: العدد 841