هل يحظى المواطنون المغاربة بما يستحقونه من احترام في مطارات وطنهم كغيرهم من مواطني دول أخرى ؟

يوجد في مطارات الدول الأوروبية ما يدل على كبير اهتمام بمواطنيها حيث تخصص لهم ممرات خاصة بهم تشعرهم بأنهم مكرمون في أوطانهم  في حين تخصص ممرات لغيرهم من الأجانب ، وهو ما لا يشعر به المواطنون المغاربة في مطارات وطنهم حيث لا وجود لممرات خاصة بهم  أو معاملات تميزهم عن غيرهم كما يتميز الغربيون عن غيرهم بهم  بل يمرون من حيث يمر الجميع ، ويعامل الأجانب خصوصا الشقر شعورهم والزرق عيونهم من الجاليات الأوروبية معاملة خاصة تميزها ابتسامات عريضة مع الحرص على إظهار الترحاب الزائد عن الحد ، ومع توفير أكبر قدر ممكن من الراحة خلال إجراءات العبور في حين يستقبل المواطنون ببرودة بل أحيانا بتجهم وعبوس وبتعقيدات إجراءات العبور المسببة للمشقة والعنت .

ومن خلال شهادات مواطنين مغاربة خضعوا لتفتيش في  مطارات بعض البلاد الغربية  تحدثوا  فيه عن إهانة واضحة  ، وهو ما لا يلاقيه مواطنو تلك البلاد في مطارات وطننا ، ويكفي أن توجد شارات في مطارات تلك البلاد مخصصة لمواطنيها تميزهم عن غيرهم ليكون ذلك دليلا على أنهم لا يخضعون لما يخضع له مواطنو الدول الأخرى خصوصا المنتمون إلى دول العالم الثالث ونحن منهم .

ومع أن الذين يسافرون عبر المطارات  هم غالبا من الفئات الموسرة والمتوسطة أيضا  إذا ما استثنينا العمالة المهاجرة التي تضطر إلى السفر جوا ، فإنه لا يوجد من يشعرهم بكرامة مواطنتهم في مطارات وطنهم ، وهم يعاينون فرقا واضحا في التعامل مع دول الضفة الشمالية تعاملا مخالفا لما يعاملون به .

ومعلوم أن السفر جوا هو آخر نوع من الأسفار  التي لا تراعى فيها كرامة المواطن المغربي والتي تبدأ من التنقل عبر وسائل النقل العمومي من حافلات داخل المدن ،  وسيارات أجرة صغرى وكبرى ،وترام ، وحافلات وسيارات أجرة  بين مختلف المدن والقرى ، وقطارات . وأول سوء معاملة يعامل بها المسافر المغربي هو الدوس على حقه في السفر في الموعد ، حيث لا يخلو موعد سفر من تأخير قد يعلن عنه وقد لا يعلن عنه ، ففي مطاراتنا ومحطات قطاراتنا وحافلاتنا يعلن دائما عن التأخر عن الموعد ذهابا وإيابا ،لأنه لا اعتبار للمواطنين، وفضلا عن ضياع الحق في سفر في الموعد هنالك تصرفات وسلوكات قبل وأثناء السفر كلها تدل على عدم اعتبار مواطنة المواطنين لا داعي لذكرها، فهي مما يعدد ولا يعد .

وإذا كانت بعض دول العالم كاليابان على سبيل الذكر لا الحصر يعتذر فيها المسؤولون عن النقل العمومي بسبب دقائق معدودات من التأخر عن مواعيد السفر ذهابا أو وصولا ، فإن المسؤولين عندنا عن النقل العمومي يزبدون ويرغون إذا ما لامهم المواطنون على التأخير ،وقد يتفوهون بعبارات  بصلف وكبرياء وتهديد ووعيد تكرس عدم احترامهم لمواطنة المواطنين . ولقد نقلت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا فيديو لأحد الأفارقة العاملين ببلادنا وقد توقف الترام بسبب تعطل الطاقة المسيرة له وهو يطالب بنقله إلى مقر عمله لأنه لم يكن يحمل معه نقودا ليصل إلى مقر عمله على متن وسيلة نقل عمومي  أخرى ،فواجهه مسؤول عن الترام بعبارة  مسيئة لكرامته كضيف نازل بوطننا : " هل تستطيع الاحتجاج بهذه الطريقة في موطنك الأصلي ؟ " الشيء الذي جعل هذا الإفريقي يشعر بتمييز ضده . ومثل هذه العبارة وأقبح منها تقال للمواطنين المغاربة حين يعبرون عن احتجاجهم على إهدار كرامتهم وهم يعانون من سوء المعاملة حين يسافرون على متن مختلف وسائل النقل العمومي .

ولا تشاهد حافلات النقل وهي تقلع تاركة وراءها مواطنين يعدون خلفها إلا في بلادنا لأن كرامة المواطن لا قيمة لها عند أرباب هذا النقل .

فهل ستراجع إدارة المطارات طريقة تعاملها مع المواطنين كما تفعل دول أخرى مع مواطنيها أم أنها ستصم الآذان  عن عدم احترام كرامتهم كما اعتادت على ذلك ؟ وهل ستفكر في يوم ما في كرامة  هؤلاء المواطنين المسافرين من خلال إشعارهم بما يصونها ؟

وأخيرا نأمل ونحن نسمع على الدوام بعبارة : " وفق المعايير الدولية " التي تلوكها ألسنة المسؤولين عندنا في شتى القطاعات أن تراعى وتحترم تلك المعاييرفي كل تلك القطاعات  بما فيها قطاع المطارات ليحصل المواطنون المغاربة المسافرون جوا على نفس الحقوق التي للمواطنين من الضفة الشمالية والغربية ، وفي انتظار أن يحصل ذلك كان الله عز وجل في عون مواطنينا .

وسوم: العدد 842