الرؤية الجبهاوية في ما يخص حراك "البختياريين" الأخير

يوسف يعقوب الاحوازي

الرؤية الجبهاوية

في ما يخص حراك "البختياريين" الأخير

يوسف يعقوب الاحوازي

لابد الاعتراف بأن جهاز الامن التابع للاحتلال الايراني يعول الكثيرعلى بث الفرقة والفتنة بين الشعوب التي تسكن جغرافيا ايران السياسية والا لما استطاعت الشوفينية الفارسية ان تحكم ايران طيلة هذه العقود، وعلى هذا الاساس زرعت وتزرع الفتن وتخلق بؤر الصدام والتوتر بين الشعوب ولابد من القول ان التحركات الاخيرة التي صدرت من البختياريين المطالبين باسترجاع هويتهم وكف الشوفينية الفارسية الحاكمة عن التحقير والاهانة بحقهم والمظاهرات الواسعة التي شملت مدن كثيرة منها "شهركرد" عاصمة البختيارين وكذلك "اصفهان" "فولادشهر" و "فارسان" و"گچساران" وقد جرت مصادمات فی مابین المتظاهرین وقوات الامن، حیث جرح ال?ثیر من المتظاهرین وقوات الاحتلال فی ما اعتقل ایضا المئات من البختیاریین فی تل? المظاهرات فكان شدة الصدام و وحشية القوات القمعية الايرانية ادت الى ان رفع المتظاهرون بالاخير شعارات تتحدث عن رفع السلاح و لوحوا على استخدام السلاح في اصفهان كما جاء في بيان زعماء البختياريين في طهران وبه صريح العبارة " دايه دايه وقت جنگه".

الی هنا تبدو الامور طبیعیة ولا نجد مبرر ان نتخوف من مظاهرات البختياريين وتنديدهم بالانتهاكات التي تقوم بها الاجهزة الاعلامية و السلطات الامنية للاحتلال الايراني ولكن حينما نأتي للاحواز وندخل الحدود الجغرافية الاحوازية من الشمال نجد ان هناك حراكا مماثلا واسعا في اوساط الجالية البختيارية في المدن الاحوازية منها مدينة "القنيطره" (دسبول) و كذلك مدن "ايذج" و"لالي" و"مسجد سليمان" و حتى الاحواز العاصمة حيث تسكنها عشرات الالاف من الجالية البختيارية التي اتوا بفعل المخطط الاستعماري الرامي الى التغيير الديمغرافي في الاحواز المحتلة وبغية بث الفتنة والفرقة في ما بين الاحوازيين والبختياريين.

من حيث المجموع ليس هناك نقاش من ان الجالية البختيارية في الاحواز المحتلة هم اكبر الاقليات التي تسكن الاحواز و هم الاخطر على النضال الوطني الاحوازي اذا ما تمكن العدو الايراني من استثمارهم ولا شك ان عشرات السنين من التواجد لهذه الجالية جعلتهم يفكرون بأنهم احوازيون من حيث الميلاد ولاشك ايضا اننا لا نستطيع ان نمنع البختياريين الذين استوطنوا الاحواز من ان يتظاهروا ضد الاحتلال الايراني و ينددوا بالاهانة التي تعرضوا لها من قبل الشوفينيين الفرس ولكن هناك امور يجب عليهم وعلينا اخذها بالحسبان...!

اولا: ليس هناك حق للبختياريين ان يتصوروا ان الاحواز ولاية بختيارية وان يحق لهم ان يفعلوا ما يشاء في الاحواز، ولو كان البعض منهم الذين انطلت عليهم الخدعة ويفكروا بأنهم "ايرانيون" او "اريون" او ايا من التسميات التي يسميها بحقهم الاحتلال الايراني، فليكونوا على ثقة ان الشعب الاحوازي المغوار سوف يتعامل معهم كما يتعامل مع باقي المستوطنين في الاحواز والذين يحسبون كحساب جنود الاحتلال.

ثانيا: نحن واثقون على ان هناك من البختياريين الشرفاء الذين يعرفون تأريخ الاحواز وطبيعة العلاقة الاخوية للاحوازيين والبختياريين في زمن الامير الشهيد الشيخ خزعل اخر امراء الاحواز وهم لم يكونوا مع المستوطنين الفرس ضد اخوتهم العرب في الاحواز، علاوة على ذلك نعلم انه هناك عقلاء من الاقلية البختيارية في الاحواز المحتلة من مدرسين واساتذه و طلاب جامعيين يعون خطورة الموقف وضرورة عدم الاصطدام بالمصلحة الاحوازية العامة ويعلمون ان حدودهم الجغرافية في ما وراء الجبال وما حضورهم في الاحواز الا كسبا للمعاش و ان اصولهم وجذورهم ترجع الى الاراضي البختيارية وهم يشهدون بذلك للاحوازيين، فهم اخواننا ولا نكن لهم اي ضغينة في الصميم، بل سوف نقف معهم في اي " مشروع تحرري بختياري داخل الحدود البختيارية" ضد الاحتلال الايراني وسوف نعدهم بأن الاحوازيون لا يبخلوا عنكم في الايادي الجميلة وحسن الجوار قبل و مابعد التحرير.

ثالثا: ان الاحتلال الايراني من امنياته ان يجعل من المساعي الاحوازية المتجهة الى تفتيت ايران من الداخل تعدل عن مسارها و يتقلص الدعم التي تدعمه التنظيمات الاحوازية لكافة القوي التحررية للشعوب غير الفارسية او ينحرف عن مساره ويصبح في خط المواجهة مع باقي الشعوب، لذلك يجب ان تكون حركاتنا مدروسة ولا نؤجج حربا كلامية او نشن هجوما اعلاميا على شعب بعينه من الشعوب المتواجدة في ماتسمى بجغرافية ايران السياسية، لأن ذلك سوف يكون خطرا كبيرا على مسار "ثورة الشعوب" التي تهتف بتوحيد الصف غير الفارسي ضد الشوفينيين الفرس وايضا سوف يقوض الجهود الثورية الاحوازية وينزل بها الى مواجهة شعب من الشعوب غير فارسية(ارجوا من القارئ ان يعتبرهم كذلك رغم ان الشوفينية الفارسية تبلغ انهم فرس ولكن الكل يعلم ان البختياريين لهم قوميتهم وحتى لغتهم الخاصة وتقاليد ورسوم اصيلة تختلف عن الفرس جذريا و هم لايقبلون الفرس) بدلا من مواجهة الاحتلال الايراني و السلطة الشوفينية الفارسية الحاكمة في طهران، خاصة بعد ما توصلنا الى حركة شعبية "بختيارية" لم تكن موجودة من قبل وما علينا الا احتضانها حتى تصبح ناضجة بما فيه الكفاية لتكون في صف الاخوة الترك والكورد والتركمان والبلوش الذين يهتفون بأسترجاع السيادة المسلوبة لشعوبهم و يطالبون بحقهم في تقرير المصير.