لماذا نناضل ؟
ابو شريف الاحوازي
عندما نتحدث عن القضية الاحوازية ونضال الشعب العربي الاحوازي في مواجهة العدو الإيراني لابد لنا ان نعي ان لا يمكن الاستغناء عن اي امكانية او طاقة احوازية في مواجهة العدو الايراني الذي يملك ما لا نملك من الطاقات و الامكانيات حتى نتمكن من استثمار كل الطاقات والإمكانيات المتاحة لدينا بين أفراد شعبنا و نخلق منها قوة جبارة قادرة على قهر العدو ومواجهة إمكانياته و آلياته.
ولذاك يجب طرح الاسئلة التالية:
أولا: هل نناضل من اجل النضال ؟
ثانيا: هل نناضل من اجل اكتساب سمعة للعائلة ؟
ثالثا: هل نناضل من اجل القبيلة ؟
رابعا: هل نناضل من اجل الطائفة الدينة؟
خامسا: هل نناضل من اجل الهوية القومية ؟
سادسا : هل نناضل من اجل الحقوق المدينة ؟
سابعا : هل نناضل من اجل الأرض ؟
ثامنا : هل نناضل من اجل الإنسان
تاسعا: هل نناضل من اجل المال و المكسب؟؟
وبعد تحديدنا لأهم المسميات و المكونات و المقومات الاجتماعية و السياسية يمكن لنا ان نحدد لماذا نناضل و كيف نناضل؟ .
ان نضال الشعوب عبر المراحل التاريخية للحياة البشرية انتقل و بشكل مستمر من مرحلة لآخرى عبر صراعا مرير من اجل حياة افضل , حيث تصارع الإنسان مع الطبيعة لعصرا من الزمن حتى تمكن إن يروضها لصالحه و استخدامها , بدل الانخراط بها كأحد مكوناتها و لذلك تميّز الإنسان بالعمل و العقل و الإدارة و انتقل الصراع البشري مع الطبيعة والتغيير في ذاته إلى صراعا بين الإنسان و أخيه حيث كان كل واحد يجمع ما تمكن من حوله ليستقوى به على الطرف الأخر حتى تكونت العائلة و العشيرة و أسست لمرحلة اقتصادية و اجتماعية عرفت بالمرحلة الإقطاعية الذي اتسمت بسلوك و أعراف و قوانين تتناسب مع المرحلة ذاتها ولاشك ان استمرار القوانين والأعراف والسلوك الاجتماعية يتبع العلاقات الاقتصادية وكيفية تطورها و نشوئها و تكاملها و الذي يمكن ان يستمر عبر مأت السنين و ان تغيرت الأدوات و الأساليب الاقتصادية .
و عندما نعود لقضيتنا و ما مرت به حتى الان نجد ان صراعنا مع العدو الايراني لم يستثنى عن هذه القاعدة الاجتماعية الأساسية حيث كان نضالنا و صراعنا مع العدو الايراني في مراحله المختلفة عبر العقود التسعة الماضية يوضح مكانة نمو شعبنا الاجتماعي و الاقتصادي و المناسبات الاجتماعية الحاكمة في الاحواز ولذلك اتخذ نضالنا صورا مختلفة كـ ردة فعل للاحتلال الإيراني كلا منها يتناسب الوضع الاجتماعي للمناسبات الاقتصادية التي كان يمر بها شعبنا قبل الاحتلال و بعده وهذا نفسه انعكس على صراعنا لاستعادة سيادتنا و حقوقنا بعد الاحتلال حيث انطلقت ثورات احوازية عديدة غالبيتها حملت الطابع العشائري وبقيادة شيوخ العشائر الاحوازية في كل أنحاء الاحواز في الفترة ما بين العشرينيات و حتى الخمسينيات من القرن الماضي و كان طابعها محليا و لم تتمكن من الاستمرار بسبب هويتها القبلية و فقدانها المشروع التحرري الوطني الواضح والمتواصل مع المشاريع العربية او الإقليمية و الدولية مع التمسك بالخصوصية و الهوية الوطنية للاحواز و القضية الاحوازية وعدم قدرتها على الانتقال الى مواجهة العدو الايراني الذي يملك كل ما يؤهله لاحتلال الاحواز من العدة و المشروع التوسعي و العلاقات الاقليمية و الدولية .
ان تلك المرحلة من نضالنا اتسمت بفقدان التنظيمات الثورية السياسية وحمل المشروع التحرري ومواجهة العدو بخطة و ستراتيجية تبني المواطن الاحوازي و تجهزه لتحمل مسئولياته الوطنية و ان تشكلت بعضها لم تتمكن ان تنتقل بالتنظيم السياسي و الحزب الذي يقتل في ذات العضو كل الانتماءات اللا وطنية ويبقى الكادر متمسك ببرنامجه السياسي ولذلك نجد ان الاعضاء و ان بذلوا كل جهدهم للتخلص من الأعراف و السلوك القبلي و العائلي الا انهم لا يتمكنوا من التخلص منها بالكامل و بالتالي تعيق هذه الأمور نمو التيارات الاحوازية و حتى فشلها الكامل بعد اول ضربات تمر بها تحولها الى اسماء في التاريخ الاحوازي ومن خرج من هذه الدائرة و تاثيرها القوى على العمل الوطني الاحوازي التحق بالتنظيمات الإيرانية و خصوصا اليسارية و هو الأخر سقط في خانة الفكر الايراني والاممي و نسى الاهداف الوطنية وواجباته الانسانية بحق الارض والانسان الاحوازيين ولذلك نقول ان المرحلة الاجتماعية و الاقتصادية الذي يعيشها المجتمع و ما يدور من حوله كان و سيبقى مهما في خلق المعرفة و الفكر و المؤسسات المدنية و الاجتماعية و السياسية و هي تحدد الأطر الفكرية للسلوك و التعامل دون ان ننسى الدور الطليعي لقوى الثورة و النضال التي تتحمل العبئ الاكبر لمساعدة المجتمع للعبور من مرحلة نضالية او اجتماعية الى مرحلة اخرى. و في العودة لحديثنا و تحديد الأهداف الذي يجب ان نناضل من اجلها في الوقت الذي أصبحت المعرفة ملك للجميع و متناولة لدي الجميع بسبب سرعة انتقالها و تناولها يجب ان نعرف النقاط التالية و على ضوئها نجيب الاسئلة السابقة .
اولا: اننا نعيش في مجتمعا لازال تتحكم فيه العلاقات و الاعراف و السنن وهذه العلاقات والسنن تساعد بشكل كبير علي خلق الفوضى و عدم الانضباطية المعروفة لدي المجتمعات الغير صناعية وهذا يؤثر بشكل كبير على اداء تنظيماتنا السياسية وعلى عملها الوطني و الانتقال بسهولة بالكادر و تخليصه من الرسوبات العميقة لعملية الوطن و المواطنة .
ثانيا: ان العدو الايراني يعمل وبشكل كبير على استثمار كافة هذه الاعراف و السنن و خصوصا الفكر القبلي و الطائفي في مواجهة العمل الوطني من اجل منع التنظيمات الاحوازية للانتقال بالمواطن الاحوازي من مرحلة اجتماعية الى مرحلة اجتماعية ارفع تتسم بألعمل الوطني المبني على اساس المؤسسة الوطنية لمنع لم شمل الاحوازي و الابقاء على كل الثقرات المؤدية الى الفرقة و التشتت. .
ومن ثم عندما نبحث عن العدو في صراعنا حتى نحدد الهدف نجد ان من سلب كافة حقوقنا السياسية و الثقافية و الانسانية و نهب ثرواتنا و خيراتنا و تاريخنا ومارس ضدنا كل اشكال التنكيل انه العدو الايراني و بذلك نقترب من الجواب على اهم الاسئلة , نناضل من اجل ماذا؟ هل نناضل من اجل النضال كما يحصل عند البعض او نناضل من اجل العائلة و القبيلة و المذهب او الطبقة الاقتصادية , من المؤكد ان من يناضل لاي من هذه المفردات لا يمكن ان يكون في صفوف المناضلين من اجل الارض و الانسان و لا يواجه الاحتلال الفارسي وسيتفق مع الاحتلال الايراني في مشتركات اجلا او عاجلا لانه وضع بينه و بين الوطن و الانسان عوائق كثيرة و يعتبر كل الاسماء المذكورة فوق قبل الوطن و الانسان و لذلك تصبح نظرته ضيقة و مرهونه بتحقق الاهداف المحدودة او الايدلوجية التي لا تعني الارض بمعنى الوطن و لا الإنسان بمعنى الإنسان بغض النظر من ايدلوجية لذلك يفشل الكثيرون عندما يخيرون بين الدفاع عن القبيلة او الايدلوجية من جانب او الوطن و المواطن من جانب اخر وهذا ما شاهدناه في الصراعات الطبقية سابقا و في الصراعات المذهبية حاليا حيث يتبع اتباع كل مذهب العاصمة الروحية لهم كما يحصل عند عدد كبير من اتباع المذهب الشيعي في الدول المستقلة على حساب الوطن واستقلاله و لهذا يجب على المناضلين التحرريين ان يحددوا من البداية و من النقطة الاولى هل هم للوطن كل الوطن و للانسان كل الانسان او انهم ينتمون الى قبيلة او ايدلوجية تفرق بين مواطن و اخر على اساس الانتماء الطائفي او الطبقي و تصبح الاصطفافات و الخنادق في الوطن الواحد على أساس الانتماء الطائفي او الايدلوجي و يستغلها العدو الايراني قبل غيره.فنحن في الاحواز لا نناضل للنضال و لا للسمعة و العائلة و لا لقبيلة او لمذهب و لا لطبقة اقتصادية وكل هذه معوقات سوف تعوق نضالنا الوطني التحرري التقدمي الذي يمكن استغلالها من قبل العدو الإيراني لضرب وحدتنا الوطنية من خلالها في اي لحظه كما استعملها في السابق .
وهنا يجب التذكير ان التسلح بالفكر الوطني و الإنساني التحرري لا يعني بأي شكل من الاشكال مواجهة الاعراف و السنن و المذاهب او قمع الحريات و المطالبة بالحقوق المدنية والطبقية بل على العكس تماما يجب استثمار كل هذه الامور و صبها في خانة النضال الوطني ومنع استغلالها من قبل العدو الايراني من خلال التاكيد على حرية الانسان و تحرره من كافة القيود بغض النظر من انتمائه القبلي او الطائفي او الطبقي و صب هذه الطاقات كلها لتحقيق أهدافها عبر عملية تحرير الأرض و الإنسان التي تعود بالمكاسب الوطنية لكل مواطن على كل الأصعدة وتضمن لكل مواطن حقوقه الإنسانية و حريته في الاختيار و الانتخاب و تحافظ على خياراته على أساس المساوات بين كل المواطنين .