نساء العالم يتزعمن الإضراب الجنسي

كاظم فنجان الحمامي

ويسجلن أقوى الانتصارات في عالم السياسة

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

نوع غريب من الإضرابات النسائية لم نسمع بها, بدأت فكرتها سينمائياً في تونس على يد المخرج الفرنسي (رادو ميهايلينو) في فيلمه (عين النساء), والمقصود بالعين هنا إحدى منابع المياه العذبة في جوف الصحراء الكبرى, حيث تتعرض النساء للاضطهاد والتعسف, ويتحملن جحيم الرمال الساخنة من أجل حمل جرار المياه الثقيلة لأزواجهن المتقاعسين المتبطرين, فأضربن عن المعاشرة الجنسية بغية الضغط على الرجال المتمسكين بالتقاليد البالية, وواصلن إضرابهن حتى جاء اليوم الذي تنازل فيه رجال القبيلة عن جبروتهم.

ثم انتشرت فكرة الفيلم في شرق الأرض وغربها, فانطلقت من جزيرة (مينداناو) الفلبينية أول شرارات الحظر الجنسي على الرجال من أجل إنهاء القتال المتأجج هناك, وسارت نساء (ليبيريا) على النهج نفسه عام 2003 احتجاجاً على اندلاع الحروب الأهلية الدموية, ثم بدأت نساء (توغو) إضراباً شاملاً عن المعاشرة الجنسية استجابة لنداءات زعيمة المعارضة (إيزابيل أميغانفي) من أجل إقالة رئيس البلاد (فوريه غناسينجبي), الذي ورث السلطة عن أبيه, وأطلقت مجاميع غفيرة من نساء (كينيا) حملة وطنية عام 2007 تحض النسوة على مقاطعة الجنس احتجاجاً على استمرار الخلاف بين رئيس الدولة (مواي كيباكي) ورئيس الحكومة (رايلا آودينجا), في حين أعلنت النساء في مدينة كولومبية صغيرة تنظيم إضرابهن الجنسي الثاني من أجل إصلاح الطريق المؤدي إلى مدينتهن النائية.

أما آخر الإضرابات الجنسية فهو الإضراب الذي نظمته النساء اليابانيات من أجل الحيلولة دون ترشيح (يوشي ماسوزي) لمنصب عمدة العاصمة طوكيو, ويعود رفض المرشح (ماسوزي) إلى تعليقات سلبية أطلقها عام 1989, شكك فيها بكفاءة المرأة اليابانية في تولي المناصب السياسية.

ترى ماذا لو أضربت نساؤنا عن معاشرة أزواجهن من أجل الضغط على برلماناتنا العربية  ؟, وماذا لو اتبعن هذا النوع من العصيان المدني للضغط على الحكومات العربية حتى تنفيذ مطالبهن ؟.

الأمر لا يحتاج إلى التفكير فالمرأة هنا مغلوبة على أمرها, ولن ينجح إضرابها في مواجهة الرجل المتسلح بالقوانين والتشريعات, التي تفرض عليها الطاعة والرضوخ والانصياع لأوامر الرجل.

لكننا نوجه أصابع الاتهام هنا إلى هذه القطعان الكبيرة من قوافل الرجال الذين باعوا ضمائرهم, وتآمروا على شعوبهم وتنكروا لأوطانهم, فانساقوا على غير هدى خلف سراب القوى الظلامية الغاشمة, من دون أن يفكروا في يوم من الأيام في التضامن معنا, والمطالبة بحقوقنا المهدورة منذ زمن بعيد, حتى ضاع الخيط والعصفور, ولم يعد وراءنا وراء بين الشعوب والأمم.

والله يستر من الجايات