الطواعين تجتاح بلاد المسلمين

اجتاحت الطواعين والأوبة بلاد المسلمين من بداية عام (64ه/683م) وحتى عام (115ه/733م) فأهلكت الآلاف من الناس، وكان أشدها فتكاً في العراق وبلاد الشام ومصر جزاء بما كسبت أيدي الناس، وكان الناس بعد كل جائحة يجأرون إلى الله مستغفرين منيبين إليه، ولكن سرعان ما ينسون في القابل من الأيام ما حدث بالأمس، فيأتي عذاب ربك بغتة وهم لا يشعرون.

واليوم ونحن نعيش فريسة لجائحة هالكة مدمرة هي (جائحة كورونا) والتي اجتاحت العالم من أقصاه إلى أقصاه، ولم تفرق بين دوله غنيها وفقيرها ولا متقدمها أو متخلفها فكل دول العالم تعيش في خوف ورعب، وكل ذلك جزاء بما فعله الناس وما ارتكبوا من مظالم وآثام، فهل سنعتبر ونؤوب إلى الله منيبين مستغفرين علّ الله يرفع مقته وغضبه عنا؟!

ونستعرض أماكن وقوع هذه الطواعين والسنين التي وقعت بها.

طاعون البصرة(1)

حل هذا الطاعون في البصرة سنة (64هـ/683م)، وكان طاعوناً جارفاً أهلك الآلاف من الناس في البصرة وفيمن حولها.

طاعون العراق وبلاد الشام(2)

عمَّ الطاعون العراق وبلاد الشام فجرف الآلاف من الناس، وذلك في سنة (65هـ/684م). وممن توفي في هذا الطاعون والي البصرة.

وباء مصر والشام(3)

انتشر وباء قاتل ومميت في مصر وبلاد الشام سنة (66هـ/685م)، أدى إلى موت الآلاف من الناس.

طاعون الشام(4)

أصاب بلاد الشام سنة (79هـ/698م) طاعون شديد، وكانت الناس تتساقط في الأسواق والأحياء كتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف، حتى كاد الفناء يأتي على مجمل الناس، وتوقف الغزو في تلك السنة لكثرة تفشي الموت في ثغور بلاد الشام.

طاعون البصرة(5)

تفشى الطاعون بالبصرة سنة (80/699)، ففتك بأهلها، ونفقت الآلاف من الحيوانات بسببه.

طاعون مصر(6)

حل طاعون فظيع في مصر سنة (85هـ/704م)، وكان يجرف الناس كالسيل إلى حتوفهم.

طاعون الفتيات(7)

حل الطاعون في بلاد الشام والبصرة وواسط سنة (86هـ/705م). وسماه الناس: (طاعون الفتيات) لأنه أول ما بدأ بالفتيات ثم انتقل إلى الكبار وعم البلاد وحصد النساء والرجال.

طاعون بلاد الشام(8)

وقع في بلاد الشام طاعون مميت سنة (107هـ/725م) فأهلك عدداً لا يحصى من أهلها.

طاعون بلاد الشام(9)

تفشى الطاعون سنة (115هـ/733م) في بلاد الشام، فحصد الناس حصداً، وأهلك من العباد مالا يحصى. وكان نفس الطاعون قد حل بالعراق في السنة التي قبلها وبالعراق والشام في السنة التي بعدها.

المصادر:

1-الترمانيني-ص (1/489) والذهبي – العبر-ص (1/52).

2-الترمانيني-ص (1/497) وابن الأثير-ص (3/356).

3-الترمانيني-ص (1/507).

4-ابن الأثير-ص (4/73) والذهبي – العبر-ص (1/66).

5-الطبري-ص (3/616) وابن كثير-ص (9/31) والترمانيني-ص (1/570) وابن الأثير-ص (4/73).

6-الترمانيني-ص (1/594).

7-ابن كثير-ص (9/61) والترمانيني-ص (1/601) وابن الأثير-ص (4/108).

8-الطبري-ص (4/120) والترمانيني-ص (1/701) ويذكر ابن الأثير في تاريخه-ص (4/199): أن هذا الطاعون وقع سنة (108هـ/726م).

9-الطبري-ص (4/152) والترمانيني-ص (1/734) وابن الأثير-ص 4/216-217).