الهدوء قبل العاصفة
تواصل تدفق القوات التركية وبأرقام هائلة حيث بلغ مجموع القوى والوسائط التي دخلت ادلب تجاوز 4000 الية ومدرعة ووسائط دفاع جوي ووسائط تشويش . وللعلم من الناحية العسكرية تعتبر القوات التركية المنتشرة في ادلب النسق الاول فقط ، والنسق الثاني يفترض ان يكون في اقليم انطاكية مع الاحتياطات وهذا يعرفه العسكريون بدقة ،،، وهذا حشد هجومي وليس دفاعي على الإطلاق .
عدم انسحاب النقاط التركية السابقة وهذا له مدلولاته التي سنفضي بها في الاستنتاجات لاحقاً.
توقف التصريحات النارية التركية بعد الاتفاق الاخير بين موسكو وتركيا على وقع التهديدات الامريكية والتعهد بدعم تركيا براً وبحراً وجواً ، يدل على ان جوهر الاتفاق الحقيقي بين اردوغان وبوتين لم يعلن عنه ، والاكتفاء بما صدر .
معلومات شبه مؤكدة ان هناك تقارب بين تركيا وقسد بوساطة امريكية سيعلن عنه قريباً .
عدم رضا الغرب وامريكا عن الاتفاق الروسي التركي وعبرت كل من دول الاتحاد الاوربي وامريكا عن قلق كبير اتجاه تراجع تركيا وقبولها بوقف اطلاق النار في ادلب .
ايران تحشد في حلب وادلب اقصى ما يمكن ان تحشده ولم يتوقف الحشد حتى اللحظة .
ما يعيق تدفق اسلحة وقوات ايرانية ثقيلة هو البعد الجغرافي وعدم السماح لها بحشد نوعي في سوريا مسيطر عليه جواً من قبل اسرائيل المكلفة بهذا الدور مع مطلق الحرية بتوجيه ضرباتها الجوية في الزمان والمكان الذي تختاره وفقاً لسلوك ايران .
باتت روسيا تدرك تماماً انها مستهدفة في الحرب وهذا ما اكده بوتين منذ ايام ان روسيا تتعرض لمؤامرة كبيرة .
زيارة وزير الدفاع الروسي الأخيرة كان جوهرها ارسال رسالة للاسد / يعني لايران / ان الحرب في ادلب انتهت وانتم تتحملون نتائج ما ستقدمون عليه في ادلب ، اي لم تعد روسيا تؤمن اي غطاء جوي كما في السابق .
قانون سيزر الذي ينتظر التنفيذ والذي يطال فيه بالاضافة لمحور الدجل روسيا ايضاً .
الاستناج :
الآن روسيا تقدمت بورقة تنازل لأمريكا والتي تنص على تخليها عن ايران في سوريا والسماح لتركيا بانهاء الدور الايراني من خلال فتح معركة ربما تكون الاخيرة في سوريا بالتعاون مع قيام اسرائيل بضربات القوات الايرانية ومليشياتها في كل سوريا ما عدا حلب وادلب ، اي ان الهدف مشترك تركي اسرائيلي امريكي وهو اخراج ايران ، هذا التوجه الروسي والتنازل يعتبر كموقف مغري لامريكا على امل تقبل امريكا بانجاز حل في سوريا وبهذا تكون روسيا وضعت حداً للاستمرار في استنزافها وبحرب لا يعرف نهايتها في ظل غياب اي ارادة امريكية لانهاء الاستنزاف الروسي تحديداً ، روسيا باتت تشعر بالخوف والقلق خاصة بعد ازمة انهيار اسعار النفط وفيروس كرونا ، والمعطيات والحسابات باتت اكثر دقة وحساسية عما سبق ، وان اي خطأ في تقدير الحسابات الروسية سيودي بها الى الكارثة التي تنتظرها وفق التسلسل المنطقي للاحداث ، خاصة اذا ربطنا كل هذا مع التوتر الحاصل بين امريكا والصين .
على الارجح ستكون هناك معركة قادمة لا محال في شمال سوريا والهدف هي ايران ، واما النظام فالجميع يتستر بشيء اسمه نظام وعملياً لا يوجد نظام في سوريا وليس لديه اي قوات عسكرية متبقية على الاطلاق وهذا ايضاً معروف .
إجتماع كل هذه العوامل ليس محض صدفة ، ولا شيء يوحي بعد هذا الصمت الا بشيء كبير .
بالنسبة لقوى الثورة لم يعد لديها ما تخسره وانتهى لعب الوكلاء الصغار / ومعهم النظام كذلك / الى الوكلاء الاقليميين ، هكذا تسير الاحداث وفق الراسم والمتحكم في الصراع والمعني الاول في تغيير توازنات العالم وانتاج نظام دولي جديد . ولا يوجد شيء يدعو للقلق بالنسبة لمستقبل سوريا على الاطلاق فسنن التدافع ماضية ومزابل التاريخ تستعد لتستقبل نظام القتل والبراميل والكيماوي ومحور الدجل لتدفنهم في اتون نجاستها .
وسوم: العدد 870