رسالة معالي الأمين العام بمناسبة يوم البيئة العالمي (5 يونيو 2020)
تنضم منظمة التعاون الإسلامي إلى المجتمع الدولي للاحتفال في الخامس من يونيو بيوم البيئة العالمي. وفي حين يواجه العالم برمّته تحديًا غير مسبوق ممثلًا في فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فإن شعار "حان وقت الطبيعة، المعتمَد لاحتفال هذا العام، يسلّط الضوء مرة أخرى على الحاجة الملحة لاعتماد سياسات لحماية التنوع البيولوجي. وقد كشف وباء (كوفيد-19) عن أوجه القصور في أنظمتنا الصحية وعدم قدرة سلاسل الإمداد الغذائي على تلبية متطلباتنا. ولضمان بقاء البشر وأنواع الكائنات الأخرى، من الضروري أن نعتمد نهجًا منسقًا وشاملًا للحفاظ على التوازن الدقيق بين حماية الطبيعة والتنمية الاقتصادية المستدامة.
إن منظمة التعاون الإسلامي تدرك إدراكًا تامًا الروابط التي لا انفصام لها بين الاستدامة البيئية والتنمية، وتُولي أولويةً قصوى للشواغل المتعلقة بالبيئة، وتغير المناخ، وحماية التنوع البيولوجي. وقد اعتمدت القمة الإسلامية الأولى حول العلوم والتكنولوجيا، التي عُقدت في أستانا في سبتمبر 2017، "برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي للعلوم والتكنولوجيا والابتكار 2026"، وهو عبارة عن خطة من عشر سنوات تُحدد الأولويات والاستراتيجيات الكفيلة بمعالجة الاستدامة البيئية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. كما أن الاجتماعات المتعاقبة لمجلس وزراء خارجية المنظمة، فضلا عن المؤتمرات الإسلامية لوزراء البيئة، تعالج طائفة واسعة من التحديات البيئية، بما في ذلك القضايا المتعلقة باجتثاث الغابات، والتصحر، وشُحّ المياه، والآثار السلبية لتغير المناخ.
وأود أن أختتم بالتأكيد مجددًا على الضرورة العاجلة لاعتماد تدابير متكاملة للحد من الآثار الضارة لتغير المناخ والكوارث الطبيعية. كما يتعين إدماج الشواغل البيئية في الاستراتيجيات الوطنية للتنمية المستدامة وتعزيز التعاون الدولي والإقليمي في مجال تغير المناخ، حمايةً للطبيعة وضمانًا لرفاه أجيالنا القادمة.
وسوم: العدد 880