في الحالة اللبنانية
أين لبنان الآن؟ وإلى أين هو ماضٍ؟ وما هو السبيل للخلاص؟، هذه الاسئلة وغيرها تطرح في الشارع السياسي وفي وسائل الاعلام المختلفة، وذلك على ضوء عودة الاضطرابات والصدامات بين أبناء الشعب اللبناني المنتفضين وبين قوات الشرطة وأجهزة أمن النظام الحاكم.
لا جدال في أن موازين القوى الطائفية هي التي تتحكم بالقرار وبمفاصل الدولة اللبنانية، وهي غير مستعدة للتنازل والاعتزال، وتشكل قوة استراتيجية مستفحلة. فالطائفية هي المشكلة الأساس وكذلك هي الحل في لبنان المأزوم، والتي تدفع بهذا البلد إلى النهاية، والقوى التي تمثلها ترفض التنحي والدفع نحو معالجة الأزمة السياسية والاقتصادية الراهنة التي تأخذ منحىً جديدًا آخر.
إن الامور والأحوال في لبنان تتفاقم أكثر، وأشد من الانتفاضة الاولى، والتي أدت إلى استقالة الحكومة اللبنانية السابقة. وتجيء الانتفاضة الشعبية الحالية لتحقيق أهدافًا محددة وواضحة وممكنة، لكنها لن تحقق أي مطلب ما دامت القوى الطائفية تتحكم بالقرار، والتغيير المرتجى لن يتم بدون تغيير موازين القوى في لبنان. وهذا يتطلب وحدة الصفوف ووضوح الاهداف وواقعية الشعارات التي ترفعها الجماهير اللبنانية، فضلًا عن الأساليب الكفاحية المشروعة الممكنة التي من شأنها تحقيق المطالب. وإلى غدٍ لبناني مشرق ومستقبل أفضل كما تصبو إليه قوى الثورة والتغيير اللبنانية ومسانديها في الوطن العربي.
وسوم: العدد 882