نصائح موجهة إلى المتعلمين المقبلين على اجتياز الامتحانات فهل من مستنصح ؟
لا أحد يستطيع أن ينكر ما خلّفه ظرف جائحة كورونا في نفوس المتعلمين الذين توقفت دراستهم على إثر إغلاق أبواب مؤسساتهم التعليمية في منتصف الموسم الدراسي ، وفرض عليهم الحجر الصحي المصحوب بالخوف والقلق من جهة على صحتهم وصحة ذويهم من خطر الفيروس المتوج الفتّاك ، ومن جهة أخرى على مسارهم الدراسي المتحكم في مصيرهم ومستقبلهم . ومع ما في الحجر من قلق نفسي فرض عليهم التعلم عن بعد مع ضعف ونقص في وسائله باعتباره تجربة مفاجئة وغير مسبوقة والذي كان بديلا عن التعلم عن قرب أوالحضوري .
وأكثر المتعلمين معاناة من ظرف الجائحة هم المقبلون منهم على اجتياز الامتحانات الإشهادية خصوصا في مستوى السنتين الأولى والثانية الثانوية التأهيلية ،علما بأن المتعلمين في كل المستويات عاشوا قلقا حقيقيا بسبب هاجس التفكير في اجتياز الاختبارات أو الامتحانات إلى أن قررت الوزارة الوصية إلغاء بعض الامتحانات كما هو الشأن بالنسبة للامتحانين الإشهاديين في مستوى السنتين السادسة ابتدائي والثالثة ثانوي إعدادي ، وقد تنفس المتعلمون في هذين المستويين الصعداء على إثر هذا القرار هم وأولياء أمورهم أيضا.
ولمّا كانت الفئة المستهدفة بالامتحانات الإشهادية هي فئة المتعلمين بالمستويين الأول والثاني من سلك الباكلوريا ، فإنهم أولى بالنصح لاجتياز امتحاناتهم بشكل طبيعي في هذا ا لظرف استثنائي الذي فرضته الجائحة .
أول النصح هو الدعوة إلى تنكب فكرة التذرع بظرف الجائحة لتبرير كل فشل محتمل في الامتحانات خصوصا وأن الوزارة الوصية قد راعت هذا الظرف، وقلصت من حجم المقررات والدروس التي ستكون مواضيع امتحانات .
ثاني النصح هو الدعوة إلى التغلب على هاجس الخوف المزدوج من الوباء ومن الامتحان على حد سواء خصوصا وأن الحجر قد رفع بشكل تدريجي مع الإبقاء على إجراءات الاحتراز من خطر الوباء والتي من شأنها أن تساهم في الاستقرار النفسي للمتعلمين أثناء اجتياز الامتحانات .
ثالث النصح هو الدعوة إلى التعامل الجدي مع الامتحانات من خلال التزام إجراءات اجتياز الامتحانات ، وذلك بعدم اصطحاب الهواتف المحمولة لأن اصطحابها يعتبر مؤشرا على نية مبيتة لاستعمالها ، وبعدم التفكير في أي أسلوب أو أية وسيلة من أساليب أو وسائل الغش مما اعتاد البعض على استعماله من قبيل القصاصات المصورة التي تتضمن معلومات أو غيرها مما يمنع منعا كليا داخل قاعات الامتحانات .
رابع النصح هو الدعوة إلى الاعتماد على النفس بعد التوكل على الخالق سبحانه وتعالى ، وأول التوكل عليه بذل الجهد والوسع في المراجعة الجادة ، ومن جدّ في عمله سيراعي لا محالة الله عز وجل جهده ولا يضيعه ، وسيفتح بصره وبصيرته عند الامتحان . ومن الاخلال بالاعتماد على النفس والتوكل على الخالق سبحانه وتعالى التفكير في الاعتماد على الغير مع التواكل ، وهو رهان خاسر لا محالة .
خامس النصح هو الدعوة إلى حسن استغلال الفترات الزمنية المخصصة للامتحانات ، وعدم إضاعة الوقت فيما لا يجدي من قبل محاولات التواصل بشكل أو بآخر مع الغير ، أو الانشغال بأحواله وهندامه وحركاته وسكناته .ومن إضاعة الوقت أيضا التفكير في الخروج لغير ضرورة ملحة من قاعات الامتحانات للتردد على دورات المياه أو لشرب الماء الذي توفره إدارات المؤسسات داخل قاعات الامتحانات أو للتدخين أو لاستنشاق الهواء كما يقول البعض .
سادس النصح الدعوة إلى الاستعداد النفسي القبلي لاجتياز الامتحانات، وذلك بنيل القسط المناسب من النوم والراحة قبل كل يوم امتحان ، وتجنب السهر المضني ليلا والذهاب إلى قاعات الامتحان في حالة من العياء الذهني والجسدي والنفسي .
سابع النصح الدعوة إلى ارتداء اللباس المعتاد الذي ترتاح إليه النفس ،لأن ارتداء لباس جديد أو انتعال حذاء أو نعل جديدين لم يألفهم الجسد من شأنهما أن يجعلا النفس متضجرة من معاناة الجسد بسبب ذلك.
ثامن النصح الدعوة إلى تناول الطعام والشراب المناسبين مما ينصح به الأطباء المختصون في التغذية مع تجنب حالات الجوع التي تؤثر في قوة الجسد وحيويته ومن ثم في توهج الفكر وصفاء الذاكرة .
تاسع النصح الدعوة إلى عدم الانشغال ببعض الحالات الصحية الطارئة أو الملازم سواء العضوية أو النفسية لدى البعض أثناء الامتحان ، ذلك أنه كل وجع أو ألم مهما كان سببه يؤثر سلبا على قوة التركيز .
عاشر النصح الدعوة إلى التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء الذي يجب أن يكون مسبوقا بالاستعداد الجيد، لأن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملا ، ويستجيب دعاء الذي يأخذ بالأسباب ويتوكل عليه ، وليس الذي يترك الأخذ بها ويعول على التواكل.
حادي عشر النصح الدعوة إلى التثبت من قراءة السؤال أو المطلوب ، وعدم استعجال الجواب ،لأن بعض الأسئلة تتطلب التأني ليحصل الفهم الجيد ، ولتنطلق الذاكرة انطلاقة جيدة في استحضار المعلومات المناسبة ، وذلك بتخصيص ووقت معين لحسن قراءة المطلوب وفهمه بشكل صحيح وجيّد .
ثاني عشر النصح الدعوة إلى وضع التصاميم ،وتدوين الأفطار والمعلومات على أوراق التسويد لأنها تبدأ بالتداعي والانسياب مباشرة بعد خطوة قراءة المطلوب وفهمه ،وقد يفوّت تداعيها وانسيابها على الممتحن بعضها مما يكون هو محور المطلوب ، وفي غاية الأهمية .
ثالث عشر النصح الدعوة إلى تجنب التبييض دون أن يكون مسبوقا بالتسويد، وذلك مهما كان تمكن الممتحن من معلوماته ، ومهما كانت ثقته بالنفس، لأنه إذا أمكن استدراك ما فات في التسويد ، فإنه لا استدراك مع التبييض .
رابع عشر النصح الدعوة إلى الكتابة الجيدة مع تجنب التشطيب أو استعمال سائل التصحيح لأنه قد يثير الشك في نفس المصحح بأن الأمر ربما يتعلق بغش ، لهذا توضع الكلمات أو العبارات الخاطئة التي لا يرغب الممتحن في إثباتها بين قوسين ليطلع المصحح عليها ، ويدرك أن صاحبها قد تداركها بما هوصحيح.
خامس عشر النصح الدعوة إلى حسن السلوك والتصرف مع المراقبين للتعبير عن سمو الأخلاق علما بأن كل سوء تصرف معهم من شأنه أن يتسبب في عرقلة السير الطبيعي للامتحانات ، ويؤثر على مجموع الممتحنين . ومما يجب التذكير به هنا أيضا هو ضرورة فهم دورالمراقبة فهما صحيحا ، وعدم اعتبارها استفزازا ، وذلك لاعتبارها من مقتضيات الامتحانات .
سادس عشر النصح الدعوة إلى التثبت قبل تسليم أوراق الإجابات من إثبات المعلومات الشخصية بدقة ووضوح مع الانتباه إلى تسليم كل النسخ إذا ما تعددت أوراق الإجابات حتى لا تكون ناقصة أو مبتورة .
سابع عشر النصح الدعوة إلى عدم الخوض بعد الانتهاء من الامتحانات فيما أنجز منها رغبة في الحصول على اطمئنان نفسي بصحة الأجوبة والتوفيق فيها ، ذلك أن كل حديث مع الغير بهذا الخصوص قد يثير الشكوك في صحة الأجوبة ، ويولد حسرة وألما في النفس ، وقد يفضي إلى التعثر في الامتحانات الموالية بسبب التأثر والانشغال بذلك .
ثامن عشر النصح الدعوة إلى تخصيص وقت بعد الانتهاء من الامتحانات لملازمة المراجعة إلى غاية يوم إعلان النتائج ، وذلك تحسبا لكل طارىء قد يكون سببا في الاضطرار إلى خوض دورات استدراكية لم تكن في الحسبان، علما بأنه رب نتائج دورة استدراكية تكون أفضل بكثير من نتائج دورة عادية حيث تعلو فيها المعدلات التي تمكن من ارتياد المدارس والمعاهد العليا المرغوب فيها .
تاسع عشر النصح الدعوة إلى عدم اليأس إن دعت الضرورة إلى اجتياز دورات استدراكية ،لأن ذلك من شأنه أن يؤثر تأثيرا سلبيا في النفس ،فتكون المردودية في الامتحان أقل وأضعف ، ولهذا لا بد من خوض امتحانات تلك الدورات بإرادة أقوى وأصلب .
والنصح العشرون الدعوة إلى عدم اليأس في حالة الفشل أو الرسوب ،لأنه قد يكون من الأفيد والأحسن أن يعيد الممتحن موسما دراسيا آخر في نفس المستوى لتكون نتيجته في امتحانات تالية أفضل بكثير وبمعدلات قياسية تجعل الحاصل عليها يحمد الله عز وجل على فشله الأول الذي حوّله إلى فوز رائع و متميّز .
وفي ختام هذه النصائح العشرون، نسأل الله عز وجل أن يوفق جميع الممتحنين ، وينهي موسمهم الدراسي في هذا الظرف الاستثنائي بفوزسارّ يدخل السعادة الغامرة على نفوسهم وعلى نفوس أهلهم وذويهم ، وما ذلك على الله بعزيز .
وسوم: العدد 883