وفي اليرموك الجوع
سوريا تناديكم (35)
د. عامر البوسلامة
في سورية مأساة كبيرة، ومصاب جلل، وكارثة العصر، بكل جدارة واستحقاق، وهذا الذي أظهرته بعض الوثائق، الذي أذهل الحقوقيين في العالم - على فظاعته وكارثيته - لا يمثل سوى فصل من فصول الحقيقة، وما خفي كان أعظم، وكل هذا سيظهر في يوم من الأيام، بعد جمع أطراف الحقائق، لتشكل بمجملها، الصورة كاملة، بكل خيوطها، وسائر ألوانها، وأبعادها كافة، وعلى كل الصعد، وسائر المستويات، لتبرز الحقيقة مجلاة، ليعلم القاصي والدافي كبر الذي حصل، وفظاعة الذي جرى.
من آثار الكيماوي وما فعل، والبراميل المتفجرة، وما صنعت، وقصف الطائرات وما ترك من آثار، والحصار وما أدراك ما الحصار، والجوع والقتل الجماعي، والمجازر التي توصف بأنها ( جرائم حرب)، والسجون وما فيها من عذابات وويلات، وذبح وصعق، إلى آخر القائمة التي لا تنتهي، في سجل هذا النظام المجرم، ومن عاونه وسانده.
**********************
ومن صور المأساة أن بعض المناطق محاصرة حصاراً شديداً، حتى أكل أهلها كل شيء، يقع تحت أيديهم، فلم يتركوا أوراق شجر، ولا ألواح تبن، إلا أكلوها، بل استفتوا العلماء ليأكلوا لحوم الكلام والقطط، ولما أصبحت قليلة، صار الناس يشترونها بثمن بخس، ليسدوا بها جوعة أطفالهم، وتفاصيل المشهد، لهذه الجريمة، لا تكتمل إلا بحقيقة، الموت جوعاً، ولك أن تتصور فظاعة الكارثة .
**********************
ومن هذه المناطق المحاصرة، التي تعاقب بشكل جماعي ( مخيم اليرموك للإخوة الفلسطينيين ) حيث يحاصر المخيم من كل جهاته، ويضرب على أهله حصار محكم، لتحدث مجاعة فظيعة، كان من آثارها، أن مات كثير من الناس، واليوم أبلغني أخ فلسطيني أثق به ثقة عالية، أنه وصل عدد الذين ماتوا جوعاً في هذا المخيم، حتى هذه اللحظة ( 58 ) إنساناً، إنساناً،!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مابين طفل صغير، وشيخ كبير، وامرأة....................الله أكبر.... الله أكبر.....الله أكبر.
هذا هو النظام المجرم، ومن معه من شبيحة العصر، الذين يتشدقون بقضية فلسطين، ويتسترون بالممانعة والمقاومة، ويتاجرون بمناصرة الشعب الفلسطيني، انظروا ماذا يصنعون بالشعب الفلسطيني، وكيف يعاقبونه،وينتقمون منه!!!!!!!!!!
يا أمة العرب !!!! أيها المسلمون في العالم، يا أحرار الدنيا، بعد هذا، فما قولكم؟؟؟ وكيف تكون رؤيتكم للمشهد؟؟؟؟ فقد بلغ السيل الزبى، ووصلت الأمور إلى وضع، من الجريمة السكوت عليه، ولكن يا ترى، من يعلق الجرص؟؟؟!!!!! الواجب الشرعي، يفرض علينا عونهم، والحس الإنساني يلزمنا أن نهب لنجدتهم، والضمير الحي يدفعنا لتحريك شوارع الأمة، لنقول لهذا النظام المجرم: كفى قتلاً، كفى إبادات جماعية، كفى موتاً من الجوع، كفى تدميراً للمدن، كفى تخريباً وفساداً وإجراماً.
(ومن كان في عون أخيه، كان الله في عونه).
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
