جمعية جبر الخواطر الشامية

محمد أبو هشام

أن تنشأ عملاً اجتماعياً يستمر عدة عقود , فهذا بحد ذاته إنجاز يسجل لمن قام به , لأنه يحمل في طياته أسباب نجاحه واستمرار وجوده , ففي الأربعينات من القرن الماضي نشأت في دمشق جمعية أطلقت على نفسها اسم :

(

جمعية جبر الخواطر

)

وفي تلك الأزمنة لم يكن هناك من ضرورة لإشهارها أو دفع رسوم أو أخذ موافقات فقط إعلام من حولك من الناس وينتشر الخبر ويبدأ العمل , فقد بدأت الفكرة من اجتماع عدة أصحاب أسبوعياً في بيت أحدهم , ثم توسعت لتشمل آخرين , وكانت هذه المجموعة من الناس عبارة عن بعض التجار و الحرفيين تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم , وحل مشاكل بعضهم البعض , مع صفاء بالسريرة وروح من الدعابة الفطرية , وكانوا يقرأون آية أو حديثاً , ثم يتناقشون بما يستجد من أمورهم , و يتسامرون بكافة شؤون حياتهم , وكلمة جبر الخواطر كانت تعني لهم جبر خاطر من قام باستضافتهم في داره بمسح جميع الصحون المقدمة إليهم عن آخرها , فهو قد قام بما وجب عليه من واجب تكريمهم وضيافتهم , وهم عليهم جبر خاطره بأكل ما قدمه لهم من طعام , وعندما كثر الطامعون بالانضمام إلى هذه الجمعية الطريفة , وحيث الدور لا تتسع لأكثر من عشرة , فقد وضعت الجمعية شرطأ لانتساب عضو جديد وهو أن يقوم الراغب الجديد بعمل ثلاث دعوات متتالية على ثلاثة أسابيع لكافة أعضاء الجمعية , ومن ثم تصدر اللجنة المكلفة بذلك – والتي لم يكن أحد يعرفها - حكمها بقبول أو رفض الراغب الجديد , وهكذا كانت تتهاوى الطلبات خلف أسوار الجمعية , وتنتهي إلى الرفض حتى قبل أن تبدأ في أغلب الأحوال , وهذا ما سمح بعمل هذه الجمعية لسنوات طويلة دون أن يتسرب إليها الملل أو ينفرط عقدها إلا بعد عقود , بسبب سفر بعضهم أو غياب أكثرهم بالموت .

ثلاث دعوات شــــــباعية
على ثلاثة أسابيع متتالية 
لكـــــافة أعضاء الجمعية
قد تصبح رئيس الجمعية