حوارات ثرية في ملتقى (وثائق الاتحاد ـ تاريخ ينبض بالحياة)
نظمته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالتعاون مع مركز جمعة الماجد للتراث
نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالتعاون مع مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ملتقى فكرياً افتراضياً عن (وثائق الاتحاد .ـ تاريخ ينبض بالحياة) في الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء 25 نوفمبر الجاري عبر تطبيق زووم وتم بثه عبر منصة المؤسسة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد حضر وقائع الملتقى جمهور نوعي من الكُتاب والمثقفين والشخصيات العامة والمهتمين.
ويأتي هذا الملتقى في ظل احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوم الوطني الـ 49 لقيام الدولة في الثاني من ديسمبر من عام 1971، وقد دأبت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كل عام على تقديم الفعاليات الفكرية في هذه المناسبة الكبيرة التي تعيشها دولة الإمارات العربية المتحدة.
شارك في ملتقى (وثائق الاتحاد ـ تاريخ ينبض بالحياة) كل من د. حمد بن صراي، ود. سيف بن عبود البدواوي، والأستاذ عبد الله بن جاسم المطيري، وأدار وقائعه الأستاذ ناصر حسين العبودي الباحث والمختص بالتاريخ والآثار وعضو مجلس أمناء المؤسسة، بينما قدمت الدكتورة فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية كلمة افتتاحية جاء فيها:
في هذه المناسبةِ الغاليةِ على قلوبنا لا نحيي من خلالها حدثاً عظيماً فحسبْ، بل نتذكرُ الآباءَ المؤسسينَ للاتحاد، والشيخَ زايد بنُ سلطان، وأخيهِ الشيخَ راشد بنُ سعيد "رحمهما الله " الذين عملا على بناءِ هذا الصرحِ العظيمُ، وفي أقلِ من نصفِ قرنِ دخلتْ الإماراتْ الناديَ الدوليَ كواحدةٍ من أكثرِ الدولِ تقدماً وتطوراً وتحضراً، والشواهدُ حولنا كثيرةُ، في هذا الملتقى نوجهُ التحيةَ لكلِ من يعلو من شأنِ وطنهِ الإماراتْ في أي موقعِ عملْ، ونقولُ لكلِ من يحملُ في قلبهِ حبُ الإماراتْ، هذا وطنُ الخيرِ والحبِ والسلام، فيه ننعمُ بالأمنِ والطمأنينةِ، وفيهِ نرسمُ غَدنَا لتعيشَ أجيالنُا اللاحقةِ في بلدِ كريمِ وخيرٍ.
ثم قدم د. حمد بن صراي أستاذ التاريخ بجامعة الإمارات العربية المتحدة، بحثاً بعنوان
" من ملامح ومظاهر الاتحاد بين إمارات الساحل قبل عام 1971" حيث بين طبيعة الأوضاع التي كانت سائدة في المنطقة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وقال في ورقته "لم يترك المسؤولون البريطانيّون من عسكريّين وسياسيّين وإداريّين ورحّالة ومنقّبين وباحثين شاردة ولا واردة وصلت إليهم إلا ودوّنوها وتتبّعوا خبرها، وأثبتوها كتابة وصورة ورسماً ووصفاً وتعليقاً" ووصف الحالة الاجتماعية والعمرانية قبيل قيام الدولة الاتحادية، وقدم عرضاً للحياة الإدارية وآلية العمل في بعض المؤسسات والمنشآت التي كانت قائمة.
كما قدم د. سيف بن عبود البدواوي المؤرخ المختص بمنطقة الخليج العربي بحثاً بعنوان " إطلالة عامة على المناقشات التي مهدت لقيام الاتحاد.. اللجنة التشاورية أنموذجاً"، حيث عرض تمهيداً عاماً للسياسة البريطانية تجاه الخليج العربي بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة في عام 1948 عندما تم نقل كافة المسؤوليات الخاصة بالخليج من حكومة الهند إلى وزارة الخارجية البريطانية، حيث قررت الحكومة البريطانية تشجيع الحكام على إصلاح إدارتهم ووضعهم الاقتصادي عن طريق المستشارين الذين عينتهم بريطانيا من حين لآخر في المناطق المختلفة من الخليج العربي، وبيّن البدواوي أوضاع النفط في عموم المنطقة، ودور المقيم السياسي البريطاني السير روبرت هاي في اقناع الحكومة البريطانية بإنشاء مجلس حكام الإمارات المتصالحة.
ثم قدم الأستاذ عبد الله بن جاسم المطيري بحثاً بعنوان "قراءة في النقود المستخدمة في الإمارات منذ قيام الاتحاد"، استعرض فيه تاريخ العملات بشكل عام في هذه المنطقة وكيفية التداول الذي جاء نتيجة التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ثم استعرض أسماء وأشكال العملات التي تعاقب ظهورها حسب تواريخ معينة.
وتخلل الملتقى عرض فيلم "الإمارات ـ إطلالة ذهبية على مشارف الخمسين" استعرض أبرز المحطات في مسيرة الإتحاد ووقف عند المحطات التي مهدت لقيام الإتحاد وصولاً إلى الوقت الحاضر حيث يكمن نجاح النظام السياسي في دولة الإمارات العربية المتحدة في أنّها تمثّل مزيجاً فريداً من القديم والحديث.
ويأتي هذا الملتقى في ظل الاستعداد للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة 2021، وتجاوبا مع المشروع الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" الذي يستهدف إشراك أفراد المجتمع في رسم مستقبل دولة الإمارات.
وسوم: العدد 905