فصائل فلسطينية لـ"عربي21": تطبيع المغرب شرعنة للاحتلال
غزة - عربي21 -
أدانت فصائل فلسطينية، إعلان التطبيع الكامل بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هذا الإعلان هو شرعنة لاحتلال أرض فلسطين، وتجارة بدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
حماس
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان المتحدث باسمها حازم قاسم، أن "إعلان تطبيع العلاقات بين الاحتلال والمغرب، خطيئة سياسية".
وأوضح في تصريح له وصل "عربي21" نسخة عنه، أن "الاحتلال يستغل كل حالات التطبيع لزيادة شراسة سياسته العدوانية ضد شعبنا الفلسطيني، وتوسيع تغوله الاستيطاني على أرضنا، وتشجعه على استمرار تنكره لحقوق شعبنا، ولا تخدم بالمطلق قضيتنا العادلة، ولا القضايا الوطنية للدول المُطبعة".
فتح
وفي تعليقها، أدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، هذه الخطوة، وأكدت على لسان نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح فايز أبو عيطة، أن "التطبيع بكل أشكاله مرفوض ومستنكر، ويشكل طعنة حقيقية في ظهر الشعب الفلسطيني وقضيته؛ سواء كان هذا التطبيع مغربيا أو إماراتيا أو بحرينيا أو سودانيا".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "من غير المقبول على شعبنا هذا التطبيع. وهو خضوع لإرادة ترامب والإدارة الأمريكية، وهو تطبيع مجاني بدون أي قيمة أو ثمن سياسي لمصلحة الشعب الفلسطيني أو الأمة العربية".
ونبه أبو عيطة، أنه كان "من الأجدر بالمغرب وغيرها من دول التطبيع التمسك بمبادرة السلام العربية"، مضيفا: "يجب ألا يقايض العرب على القضية الفلسطينية إلا بحلها، وليس بأي قضايا أخرى تشكل لهم مصالح شخصية".
وأكد القيادي الفلسطيني، أن "التطبيع سيفشل في تحقيق أهدافه، ولن يحقق الاحتلال أهدافه من هذا التطبيع، لأن الحل ليس مع هذه الدول، والحل مع الشعب الفلسطيني الذي يشكل الحقيقة في الصراع العربي الإسرائيلي".
وشدد نائب أمين سر المجلس الثوري، على أن "إسرائيل لن تنعم بالأمن والسلام، والشعب الفلسطيني هو من يستطيع صنع السلام في المنطقة لأنه صاحب القضية".
الجهاد الإسلامي
من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على لسان القيادي داود شهاب، أن الخطوة المغربية "انتكاسة جديدة للنظام العربي الهش، الذي يبحث عن توطيد أركان حكمه الاستبدادي لدى أمريكا والكيان الإسرائيلي".
واعتبر في تصريح خاص لـ"عربي21"، ما أقدم عليه النظام الحاكم في المغرب "خيانة للقدس وخيانة لفلسطين"، مضيفا: "نحن مقتنعون بأن الشعب المغربي يرفض بشدة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ولن تكون أرض المملكة المغربية مرتعا للصهاينة".
وأوضح شهاب، أن "النموذج الإماراتي والبحريني لن يتكرر في المغرب، لأن الشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع مع الاحتلال".
ونبه أن "أمريكا والاحتلال يستخدمان التوترات الداخلية في المنطقة، لابتزاز أنظمة الحكم العاجزة والضعيفة وتساومها بين استمرار التوتر والأزمات أو الرضوخ للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، في حين أن هذه الأنظمة المستبدة المنفصمة عن شعوبها وقضاياها ترضخ لهذ الإملاءات".
وقال: "ما يجري دليل على أن أمريكا وإسرائيل تدعمان الأزمات وتفتعلانها بصورة وقحة"، مؤكدا أن "التطبيع هو سياسة استعمارية بثوب جديد".
الجبهة الشعبية
بدورها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على لسان القيادي هاني الثوابتة، تطبيع المغرب مع الاحتلال الإسرائيلي، ونددت بـ"كل ما يجري من علاقات مع الكيان الصهيوني".
وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، هاني الثوابتة؛ إن كل من ينسج علاقات مع الاحتلال تحت أي عنوان، يقدم خدمة مجانية لهذا الاحتلال ويشرعن وجوده على أرض فلسطين، وهو بذلك يتاجر بدماء الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطيني والأمة العربية التي ناضلت من أجل حريتها وزوال هذا الظلم عن شعبنا الفلسطيني".
وأوضح الثوابتة في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "قطار التطبيع ينطلق بدعم من الأنظمة العربية وبرعاية الإدارة الأمريكية لتثبيت واقع جديد قبل مغادرة ترامب للبيت الأبيض".
وذكر أنه "من الواضح أن النظام العربي الرسمي يبحث عن كل فرصة لإرضاء الراعي الأمريكي"، معربا عن أسفه الشديد، لأن "هذه الهرولة نحو التطبيع، هي ضد إرادة الأمة والشعوب العربية، وهي على حساب مقدرات وكرامة هذه الأمة".
وأكد القيادي الفلسطيني على أن "التطبيع يساوي الإذلال؛ الذي عبر عن عفن النظام العربي الرسمي، وهو يمثل حفنة من المسؤولين وطغمة سياسية تتحكم في مقدرات وخيرات الشعوب، وهي عمليا لا تمثل إلا نفسها، ونحن على يقين وقناعة أن ما جرى ويجري سينقلب على أصحابه وستنتصر إرادة الشعوب العربية وحركات التحرر على كل من حاول أن يتاجر بحقوق وثوابت وكرامة الأمتين العربية والإسلامية".
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المغرب وافق على تطبيع دبلوماسي كامل لعلاقته مع الاحتلال الإسرائيلي، موضحا في الوقت ذاته أن بلاده تعترف بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة البوليساريو منذ عقود.
وثمن العاهل المغربي الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس ترامب، وتعهد "باستئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال"، كما ورد في بيان للوكالة المغربية للأنباء.
وبإعلان ترامب، يكون المغرب رابع دولة عربية تطبع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي في غضون الأربعة أشهر الماضية، بعد خطوة مماثلة من الإمارات والبحرين والسودان.
وسوم: العدد 907