مؤتمر (الناشرين العرب) يوصي بمواجهة أزمة العصر وتنشيط الكتاب الالكتروني بموازاة الورقي
من طارق البكري
الكويت - 16 - 12 (كونا) -- أكد مؤتمر اتحاد الناشرين العرب (صناعة المحتوى والتحديات) اصرار جميع الناشرين المشاركين على مواجهة ازمة العصر وما خلفته جائحة كورونا (كوفيد19) من تداعيات سلبية موصين بتنشيط الكتاب الإلكتروني تزامنا مع الورقي بشرط ضمان حقوق الملكية.
وأعرب رئيس الاتحاد محمد رشاد في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) في ختام اعمال المؤتمر مساء اليوم الاربعاء عن سروره بنجاح المؤتمر وتحقيقه أعلى نسبة حضور فضلا عن التغطية الإعلامية والصحفية العربية والعالمية التي تجسد مدى اهتمام العالم العربي خاصة وثقته بدور الناشر وأهميته على الصعيد الثقافي فضلا عما تميز به المؤتمر من أوراق عمل وأفكار متألقة.
وأكد رشاد استمرار الاتحاد على هذا النهج من الثبات والإصرار رغم كل العقبات التي يعانيها عالم النشر اليوم لافتا الى ان الاتحاد سوف يقوم قريبا بخطوات لاحقة من أجل تطبيق التوصيات التي تم التوصل إليها على أرض الواقع.
ومن جانبه قال رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر محمد السباعي في تصريح مماثل ل(كونا) أن المؤتمر حشد طاقات الناشرين من مختلف الدول العربية واستقطب اهتماما دوليا ومتابعة عالمية تثبت وتؤكد دور الناشر العربي المتميز في العالم وقدرته على مجابهة الصعاب مهما كانت كبيرة.
واعرب السباعي عن شكره لكل من ساهم بنجاح "هذا المؤتمر العربي الكبير الذي شهد تضامنا واسعا وخرج بعدد كبير من التوصيات نأمل أن ترى النور في القريب العاجل".
وشدد على أن هذه التوصيات تراعي الظروف الراهنة التي يعانيها الناشرون عموما وتشمل مجموعة من الأفكار العملية التي يمكن تنفيذ بعضها فورا ومنها ما يعمل على تحفيز الطلب على الكتاب مع ضمان حماية الملكية الفكرية والدعوة لتقدم المساعدة المادية للناشرين للاستمرار في ظل الجائحة ودعوة الحكومات للمشاركة هذه المسؤولية.
ومن جانبه خص أمين عام الاتحاد بشار شبارو وكالة (كونا) بجانب من التوصيات التي اعتمدها المؤتمر ومنها انشاء مؤشر للنشر العربي ودعم الاحصائيات والبيانات وانشاء منصة عربية عالمية موحدة وتطوير قوانين النشر الالكتروني مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للمؤلف والناشر.
وقال شبارو إن المؤتمرين أوصوا كذلك بتشكيل خلية ادارة أزمة لمتابعة وتقييم الآثار المترتبة على صناعة النشر بسبب الجائحة واعداد خطة استراتيجية والاتصال مع الحكومات لتبني رؤى مشتركة تساهم بتطوير استراتيجيات الدول واهتمامها بالثقافة والنشر كأولوية.
واضاف ان هناك دعوة لتفعيل أنظمة وقوانين حماية حقوق الملكية الفكرية وإعفاء الكتاب من الرسوم والضرائب والقيمة المضافة على المبيعات وتحرير الكتاب التعليمي الرسمي واعتماد آليات جديدة لتطوير صناعته وتخفيض أجور الطرود البريدية ومصاريف الشحن.
وذكر ان التوصيات الختامية حثت النخب والمؤسسات الإعلامية والكتاب المرموقين لتبني قضايا وهموم النشر وعقد جلسات حوارية مشتركة دائمة مع صناع القرار والاسراع بتنفيذ دراسة متعلقة بانشاء شركات توزيع بمساهمة مباشرة من الناشرين والعاملين في المشهد الثقافي واعتماد آلية التوسع الأفقي لتوفير أكبر عدد ممكن من نقاط البيع المباشر والتوزيع في الدول العربية سعيا لبناء منظومة متكاملة للتوزيع عربيا.
واضاف ان المؤتمر اوصى ايضا بتوفير الدعم اللازم لإعداد (مركز دراسات عربي موحد) يتبع اتحاد الناشرين العرب بدعم مباشر من جامعة الدول العربية وبتمويل من ادارات المعارض العربية والشركات الكبرى لتوفير البيانات والدراسات والإحصاءات.
ولفت الى إن المؤتمر دعا ايضا إلى تشكيل فريق استشاري في مجال النشر الإلكتروني لتقديم الخدمات والاستشارات والدعم للناشرين وتعزيز فكرة اندماج دور النشر الصغيرة الصغيرة والمتوسطة لتحسين الأداء وخفض التكاليف وتعزيز حملة دعم الناشرين المتواصلة للتخفيف من آثار الجائحة.
وقال ان المؤتمر وضع مجموعة كبيرة أخرى من التوصيات منها تقديم دعم مباشر لكل دار نشر على حدة للتمكن لاحقا من تطوير أنفسهم بأنفسهم ومنها ايضا تنظيم أنشطة افتراضية لبيع الكتب والتركيز على نشر المحتوى رقميا وإيجاد أفضل وأقوى الطرق لمحاربة القرصنة والعمل للوصول إلى فئة الشباب عن طريق النشر الرقمي وزيادة المبيعات والتواصل مع منصات النشر الصوتي وبحث آليات التعاون.
ومن ناحيته اشار عضو اللجنة الاعلامية المنظمة للمؤتمر سعود المنصور في تصريح مماثل الى توصية بأن يكون لاتحاد الناشرين استشاريون رقميون على معرفة بسوق النشر الرقمي وتطوراته وكيفية ضمان وصول هذه التقنية لأعضاء الاتحاد.
وافاد المنصور الى توصية أخرى تدعة الى الانضمام إلى اتفاقيتي المنظمة العالمية للملكية الفكرية لحق المؤلف وفناني الأداء ومنتجي التسجيلات الصوتية وكذلك الاتفاقية العربية المعدلة لحق المؤلف والحقوق المجاورة لمنظمة الألكسو والتحضير لدعوى جماعية ضد بعض المواقع الالكترونية لإتاحتها محتوى للناشرين عرب وإطلاق منصة إلكترونية خاصة للناشرين العرب والسعي لدى جامعة الدول العربية للتنسيق مع مجلس وزراء الداخلية العرب لمواجهة قرصنة المحتوى.
وذكر ان بعض التوصيات وجهت إلى تجويد النشر الرقمي وزيادة إنتاج الكتب الالكترونية والصوتية والاستفادة من حقوق ملكيتها ودعوة وزارات الثقافة العربية لدعم للناشرين في ظل الظروف الراهنة وتراجع مبيعات الكتاب بشكل كبير.
وكان المؤتمر استأنف مناقشاته بجلسات صباحية ومسائية استعرضت فيها مجموعة من التجارب العربية والعالمية في مواجهة الأزمة الراهنة والعمل لتجاوزها باسرع وقت ممكن.
وشدد رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين الأسبق فتحي البس في كلمته على أهمية صناعة النشر باعتبارها قلب الصناعات الثقافية والرافعة لها ومادتها الخام.
وأكد البس ضرورة إيلاء صناعة النشر الاهتمام الاكبر لانها حاملة الهوية وتصل الماضي بالحاضر والمستقبل كما أنها أحد أعمدة التنمية البشرية المستدامة.
كما تحدث مدير عام (دار المنهل) خالد البلبيسي قائلا "مشكلتنا كناشرين تكمن في عدم مواكبة التطور الهائل في المرحلة الحالية وارتفاع تكاليف الانتاج والضرائب التي تؤثر سلبا على صناعة النشر.
ولاحظ البلبيسي أن الشركات العالمية بدأت بمراجعة استراتجياتها وخططها للتأقلم السريع مع التطورات الراهنة لافتا الى ان اتاحة المحتوى الرقمي للجمهور أضحت ظاهرة غير مسبوقة واختصرت الزمن نحو الحل الرقمي.
ولفت الى وجود مبادرات عربية لم تلق الدعم الكافي مشددا على أن الجائحة احدثت ازمة اقتصادية كبرى في اوساط الناشرين عموما وهذا يستدعي "المبادرة وبخطوات سريعة لايجاد حل وعلى كل ناشر توفير منصات لبيع منتجاته ومعارض افتراضية وتقوية التسويق بشكل جيد".
وحول (تسويق المحتوى في ظل الأزمة الحالية) تحدث رئيس اتحاد الناشرين السوريين رئيس لجنة التطوير المهني في الاتحاد هيثم الحافظ قائلا "في القرن الماضي كنا نقول إننا نعيش في عصر السرعة لكن هذه السرعة تضاعفت بشكل مذهل وبتنا جميعنا في سباق مستمر مع الزمن".
وقال الحافظ "علينا ان ننطلق نحو تطوير صناعة النشر في العالم العربي ورؤيتنا تكمن في تطوير التسويق لاسيما وأننا اليوم أمام عالم افتراضي وبحاجة الى تسويق جديد ورؤية جديدة".
واضاف ان التسويق لم يعد يشبه صورته الماضية ويحتاج لرؤية جديدة فاعلة ومفعلة "لنعمل معا لتطوير هذه الصناعة من رؤية تسويقية متطورة خاصة أننا في ركب حضاري كبير يقول إن أفضل قاطرة تقود الشركات هي (قاطرة التسويق) فدعونا الان نتماهى مع تسويق مميز وإيجابي في عالم تحول الى اقتصاد المعرفة".
وبدوره قال رئيس الملتقي الإعلامي العربي ماضي الخميس إن من أسباب تعثر دور النشر ضعف التسويق الذي بات هما يطارد الناشر منذ زمن وإن كان الكتاب الجيد يسوق نفسه لكن الابتكار في التسويق واستغلال التكنولوجيا بات مطلوبا.
ودعا الخميس الى استخلاص النتائج والعبر ووضع رؤية استرشادية يمكن النفاذ منها نحو المستقبل مبينا أنه من الضروري العمل لدعم دور النشر والناشرين باعتبارهم يقومون بأعمال ليست بمجملها تجارية ولديهم رسالة ثقافية واجتماعية وتربوية.
كما تحدث الخبير الإعلامي في التسويق الإلكتروني وتسويق المحتوى عمار محمد قائلا ان دور النشر عليها أن تعمل لتحقيق الانتشار من خلال الخبراء مشيرا الى ان مواقع التواصل الاجتماعي باتت تؤثر على عملية نشر الكتب.
وقال محمد ان هناك اليوم اكثر من الف منصة نشر حول العالم و"لا بد من ان نحسن اختيار المنصات" خاصة ان نحو 80 بالمئة من الافراد في سائر المجتمعات باتوا يتواجدون على المنصات المختلفة داعيا دور النشر الى احتضان الجيل الجديد.
ومن ناحيته رأى مدير النشر في شركة العبيكان محمد الفريح ان الأزمة هي نمط معين من المشكلات والمواقف التي يتعرض لها الفرد أو الجماعة معتبرا ان الأزمة تصنع الفرص.
واشار الفريح الى ان الازمات التي يعانيها الناشرون اليوم ليس فقط وليدة ازمة كورونا فهناك الكوارث والحروب وغلق الأسواق وارتفاع الاسعار قائلا "من التحديات ايضا المحتوى الرديء غير المطلوب أو الذي تكون تكلفته عالية أو لا يمكن تطويره".
وقال "لابد للمحتوى أن يكون في متناول الجميع وفي الوقت المناسب وأن يكون مفيدا وذا صلة بالمجتمع" معتبرا ان التسويق في الازمات "يستهدف جمهورا أكبر ويؤمن دخلا جديدا ويوفر الوقت والمال واكتشاف فرص جديدة".
ولفت الى ان أكثر القطاعات تأثرا خلال الأزمة الأخيرة هي التعليم والاعلام والامن اضافة الى القطاع الصحي معتبرا ان المحتوى الجديد يجب أن يسوق بطريقة جديدة ويحول إلى الشبكة الإلكترونية.(النهاية)
وسوم: العدد 908