ولينكشف سر الأسرار بدهيات كاشفة
ملاحظات بدهية :
1- لاشك أن الإسلام – كما نعرفه ونؤمن به – يرفض الاغتصاب والظلم والعدوان ..ولو كان حاصلا من مسلم ..وكذلك لو كان واقعا على غير مسلم..وهذه بدهية إسلامية مقررة بالنصوص والوقائع التاريخية التي يصعب حصرها ..ولا تحتاج إلى إيراد شواهد وبراهين اختصارا للوقت واعتمادا على إدراك ومعلومات أكثر الناس (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما .. فإن بغت إحداهماعلى الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) – الحجرات :9
2- حقد الأعداء على الإسلا م – وخصوصا ما يصنفونه بالسياسي وتياراته ..واضح جدا ومتطرف .. وتصرفاتهم وتاريخهم ..وكثير من أدبياتهم ومنشوراتهم – وهي بالآلاف- إن لم تكن أكثر- تنضح بذلك الحقد السام المرير والتحريض الإجرامي الفج.والتشويه الذي يقطر سما..وبإمكان أي إنسان اين يعود لآطنان من المصادر التي تثبت ذلك وتنضح به !
3- كما أشرنا وأكدنا من قبل التطبيع مع العدو اليهودي المعتدي يعني الموافقة على جميع جرائمه ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين.. ومن العجب العجاب أن تسمع بعض المنافقين الساقطين يثني على [ إنسانية الجيش اليهودي ] مما أثار استهجان واستغراب – حتى المراسل اليهودي الذي أدلي له المنافق بهذا الكلام المناقض للحقائق المشهودة! ولايعفي أحدا من جريمته أن يحاول الضحك على الفلسطينيين – أو غيرهم ببعض معسول الكلام الفارغ للتخدير والتبرير والضحك على بعض الذقون ... فمثله كمثل من يحتضن إنسانا وهو يطعنه من الخلف!
4- واهم كل الوهم – بل ومغفل! كل من يظن أنه يستطيع أن يستمر في قيادة شعب [بعقلية راعي الغنم] وينظر للناس نظرته إلى السوائم والبهائم.. فلا بد للشعوب أن ترفع رأسها يوما وتثور على الكبت والظلم والاستئثار و [ الاستحمار]..ولو قُطعت بعض الرؤوس المرفوعة .. فستواصل الأخرى مسيرتها حتى القضاء على الظلم والظالم ..مهما طال الزمن وتنوعت الأحداث .. وأُلقِي بعض[العلف والإغراءات والتخديرات ] للشعوب أو لبعض منها!!
5- وكذلك واهم بل وغبي –ولو كان في أعلى مصادر القرار- ولو في الغرفة المظلمة المسيرة – لكثير من الأحداث وأدواتها- بالريموت كنترول- إن كانوا يظنون أن القضاء على بعض الأفراد ..أو كبت الحريات وقمع الأحرار والآراء كفيل بالقضاء على العقائد والأفكار .. بل ثبت بالتجارب التاريخية والواقعية أنه يزيدها ويستقطب التعاطف معها ومع أصحابها ..ما يشكل عاملا مضادا ( رد فعل) ضد البغاة والمعتدين !!
أوسمة للحركة الإسلامية من أعدائها!:
6- لا تزال الحركة الإسلامية – حتى القابعين منها في السجون المصرية وغيرها تتلقى الأوسمة – من أعدائها خاصة – بين الحين والحين ..ولو على طريقة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل
فقد منحها المتآمر عليها والمتألب والمؤلب لقوى الصهيونية – [المندوب السامي الصهيوني على مصر] منحها وساما عظيما حين تهجم عليها من باريس التي تمثل – هذه الأيام بؤرة التهجم على الإسلام ورسوله وتشويهه ومحاربته ..مواجهة بذلك كل العالم الإسلامي وجماهيرالمسلمين !
..وكذلك من شواهد نقاء تلك الحركة التي وكله اليهود بمحاولة إبادتها- أن فرنسا حين [ رشته] بمنحه وساما تعتبره رفيعا- وهي تعلم أنه لا يستحق [ بسطارا قديما] لتاريخه الدموي العفن في القتلل والتعذيب والسرقة والمصادرة والظلم!- ..إنما فعلت ذلك – سرا أو شبه سر فلم تطلع إعلامها على ذلك ..إلا إعلامه الرخيص المبتذل المخزي كالوسام وصاحبه..!.. والمفارقة ووسام –كذلك - للحركة الإسلامية أيضا ..أن منح ذلك الوسام لذلك القزم أسقط قيمة الوسام الفرنسي الرفيع .. فبادر بعض من سبق منحه له برده لفرنسا وتخليه عن [ ذلك الخزي]!! الذي أسقط قيمته ولوثه منحه لمثل تلك [ الأشكال ] !!
.وكذلك تقدم 4 من الشيوخ الخرفين في الكونجرس الأمريكي باقتراح وصم الحركة الإسلامية ( الإخوان المسلمين ) بأنها إرهابية!
7- مع احترامي وتقديري الكبير لحركة الإخوان المسلمين - التي خبرتها عن قرب – ولأفرادها وقياداتها التقية النقية ..واعتقادي أنها من أفضل وأعدل وأشمل وأنسب الحركات الإسلامية المعاصرة ..وبالرغم من انتقادي لبعض التصرفات ..ولكني أرى أن أية مرحلة قادمة للإصلاح أو التطهير .. لا يجب ان تتصدرها تلك الحركة .. ولا يكون لها فيها الرأي الراجح.. والأفضل أن تستريح وتضمد جراحاتها وتلم شعثها ..إلى أن يقضي الله أمر كان مفعولا !
ثم –مثلا – لو أردنا أن نلتزم بالقوانين وبالشريعة.. فهل يكفي حكم إعدام واحد لمن في عنقه آلاف الأرواح البريئة؟! وهل يموت ميتة واحدة ليرتاح ويريح؟!..أم يجب أن يرى الموت يوميا مرارا –كما كان يفعل بسجنائه؟! ألا ترى أن فرعون هدد موسى بالسجن بدل القتل؟( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) ؟!..لفظاعة ما يرى السجناء في السجون الفرعونية –على مدى التاريخ !! وكل من حكم مصر بغير شريعة الله يسمى فرعونا ..كما يقول بعض المفسرين!
ولتستفيدوا من مثل قوله تعالى ( لا يُقضى عليهم فيموتوا ..ولا يخفف عنهم من عذابها)! ( ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت – ومن ورائه عذاب غليظ )!
سيارةالترحيلات .. ليعدم مقترفوها بنفس الطريقة!:
وكمثال نُذَكر [بمأساة أو جريمة [ سيارة الترحيلات ] التي ترك فيها نحو 50 بريئا من أفاضل الناس ليموتوا اختناقا ببطء داخل صفائح حديدية محكمة الإغلاق في جو شديد الحرارة –دون أي متنفس!.. في واقعة تتجاوز في وحشيتها أي تصور ! ..والواجب أن يعاقب جميع المشاركين في تلك الجريمة ..وآمريهم بنفس الطريقة .. فلا يكفي إعدامهم شنقا أو رميا بالرصاص ليرتاحوا! .. بل يجب أن يذوقوا نفس العذاب من نفس الكأس وبنفس الطريقة!!.. هذا هو العدل!! ليرتدع غيرهم من المجرمين! وليكونوا عبرة للمعتبرين !!
ومن سبق من المجرمين إلى جهنم قبل أن تطوله أيد ي المنتقمين .. يجب مصادرة أموال ورثته..وإذا اقتضت الرؤية الثورية معاقبتهم أو بعضهم ..فلا بأس!! لأنه ربما لأجلهم أو بتشجيع منهم فعل ما فعل من جرائم!
.. الثوريون الحقيقيون .. الذين سيقضون على [االزبالة الحالية] لا يجوز أن يكتفوا باحكام القوانين .. فالذي امتهن تعذيب الناس .. يجب أن يذوق من نفس الكأس !..
هل تذكرون [ علاوة الإجرام] ؟!
لو كان الإخوان – في مصر خاصة- بعد محنتهم الأولى أيام عهد ابراهيم عبدالهادي تابعوا المجرمين –ولو بالقضايا القانونية ..واستطاعوا إيقاع العقاب القانوني بالجناة – أو بعضهم – حيث ان جرائم القتل والتعذيب – لا تسقط بالتقادم .. .. لربما ردعوا بعض المجرمين ..الذين عاد بعضهم ليزداد في الإجرام في تعذيبهم أيام جمال عبدالناصر – في محنتهم الثانية مما جعله يصدر قانونا اسمه [ علاوة الإجرام ] لمكافأة كل من يشتكي منه المعذَّبون من مبالغته في التعذيب والإيذاء [ والوساخة] !..
نعم.. توبعت بعض القضايا أمام المحاكم المصرية ..وصدرت أحكام هزيلة ولكن ما لبثت حكومةالعسكر أن أطلقت سراح المحكومين ..حتى قتلة الإمام الشهيد حسن البنا - رحمه الله-.. ذلك أن الحكومات من خط واحد مرسوم ..وإن تتابعت .. وأظهرت اختلافها عن بعضها..! مادامت تحت تدبير [ العناكب المظلمة] المخططة سرا - ومن ور اء الأستار -من خلف الكواليس لمعظم ما يجري!
..ولدغوا من الجحر الثاني .. ولم ينتقموا أو يرتدعوا – فلُدِغوا اللدغة الثالثة .. أوالرابعة ..ولربما شارك في تعذيبهم بعض من مارسوه من قبل .. آمنين مطمئنين أنه لن يمسهم سوء أو انتقام .ولو حتى في شكل دعوة تحت القوانين الوضعية !
لي صديق( غير مصري) كان يشرف على تربية بعض الشباب في مجموعة يسمونها ( أسرة) .. قال لي .. أردت أن يزدادوا استفادة وتجربة .. فكلفت ( الأخ فلان - مصري– رحمه الله) لنصحهم – وكان الأخ ممن سجن طويلا أيام عبدالناصر ..وتعذب كثيرا ..وجادل – في السجن - بعض الشيوعيين- وألف في ذلك سفرا ضخما..
.. قال لي الأخ الذي كلفه بإفادة أفراد أسرته الإخوانية- : سمعته يقول للشباب : كنت سائرا في شارع الجيش بالقاهرة .. فإذا أنا أمام من كان يعذبني في السجن – وجها لوجه فوقفت أمامه منتصبا متحديا .. -لأقول له ولوبلسان الحال-: ها أنا لم يحصل لي شيء ! يقول الأخ ..: بدلا من أن يقول ضربته أو لكمته ..أو..إلخ..قال لي الأخ .. فكففته عن نصح الشباب والاجتماع بهم !
..وأعيد ما كنت قلته من قبل في أكثر من مناسبة : لو كان الإخوان – أو بعضهم انتقموا من قاتليهم ومعذبيهم وظالميهم ..- ولو برفع دعاوى ضدهم - ولو في المحاكم الأجنبية -كما يفعل الآن بعض السوريين – لما جرؤوا أن يكرروا جرائمهم وهم آمنون مطمئنون ..ولارتدع غيرهم وحسب حساب العواقب.. ولربما خفف البعض إجرامهم..فكما قيل وكما تعلمون [ من أمن العقاب أساء الآدب]
مثال آخر: رفعت الأسد: قتل عشرات الآلاف ونهب المليارات وما زال يبرطع في أوروبا بلا حسيب ولا رقيب
.. وكما أقول : مثلا رفعت الأسد قتل عشرات الآلاف من السوريين ..منهم 3 آلاف في سجن تدمر .. واستطرادا نذكر شهادة [ابنه سومر ] لأحد الشهود ( العدول) الذي نقلها لي مباشرة ..قال سومر للأستاذ الإعلامي (د. ع .).. وكانوا يتعاملون معه أيام فضائيتهم [إيه. إن. إن] – قال سومر رفعت الأسد: ذهب أبي إلى [فلان] وهو عديل رفعت..وقال له:[ قتلت لك 3 آلاف كلب من الإخوان المسلمين ..أعطني فلوس ].. قال سومر فأعطاه!.. والمقصود بذلك .. طبعا [ مذبحة سجن تدمر] ..وفي دفاع رفعت مؤخرا – في تحقيقات الفرنسيين في مصادر ما لديه من أموال.. أبرز أكثرمن وثيقة تثبت بعض المصا=ر ! ولكنها – مع وفرتها- لا تغطي إلا القليل مما نهب من أموال سوريا ..حيث –كما ذكر فيصل القاسم – في شهادة له مؤخرا ..أخذ كل ما في ميزانية سوريا ليرضى بالرحيل وعدم منافسة أخيه المجرم المجحوم حافظ -على كرسي حكمها وأموال شعبها!..وقد قالت بعض المصادر أن الهالك حافظا قد استعان واستدان من القذافي في تلك الواقعة ..وربما صادرت فرنسا بعض سرقات المجرمين لرفاهية شعبها على حساب خيرات المستعمرات – كالعادة!
هذا رفعت – بكل سرقاته تلك وجرائمه .. لم نسمع أن سوريا واحدا رفع ضده قضية ليطالب بدم قريبه ..أو عقاب جريمة تعذيبه أو سلب أمواله أو تخريب دياره وتشريده وتدمير بيته فوق رؤوس أطفاله !..أو غير ذلك من الجرائم التي لا تعد ولا تحصى ..وسيظل رفعت يصول ويجول متمتعا بأموال السوريين ودمائهم وآلامهم !..إلى أن يحين موعد نفوقه وإلحاقه بأخيه في جهنم..خالدين مخلدين ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو)
وأخيرا – ولعل الإخوان يعدلون من سلميتهم المفرطة ..كما قال ذلك الشاعر قديما:
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء – وإن هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأن ربك لم يخلق لخشيته سواهمو من جميع الناس إنسانا
.. نذكرهم ببعض الآيات – وما نظنهم نسوها-: ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم).. – البقرة: 194
وفي أواخر سورة الشورى : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون* وجزاء سيئة سيئة مثلها ) .. ( ولمن اتتصر بعد ظلمه ..فأؤلئك ما عليهم من سبيل)!!!
.. والله غالب على أمره ..ولكن أكثر الناس لا يعلمون...
وسوم: العدد 913