عكاز الكبار
معمر حبار
أخبرت ألمانيا شعبها العزيز، أن رئيسة الوزراء أنجيلا ميركل، سقطت وهي تتزحلق في ثلوج سويسرا، ماأجبرها على الاعتماد على العكازين. ونقل المكلف بالإعلام، أن صحتها لاتسمح لها بمغادرة ألمانيا حاليا، وستكتفي بالزيارت داخل الوطن، في انتظار تحسن حالتها الصحية. ووعد في نفس الوقت، أنه سيخبر الألمان بكل كبيرة وصغيرة عن أحوال رئيسة حكومتهم.
سبق لميركل أن أصيبت بكسر في رجليها، وظهرت أمام وسائل الإعلام في أكثر من مناسبة بالعكاز.
ألمانيا دولة عظيمة، لأنها لاتخفي مرض زعماءها عن أبناءها، ومن يتحكمون في رقابها، ولأنها كذلك تحترم مجتمعها.والمجتمع الذي يحترم قائده سليما، يحترمه مريضا، ويحترمه وهو مكسور الذراع والرِجل، لأنه يدرك جيدا، أنّ من دافع عنه وهو في كامل صحته، بكل صدق وأمانة، سيدافع عنه ويحترمه، وهو على فراش المرض.
والمرأة ميركل كبيرة، لأنها واجهت مجتمعها الذي انتخبها، وأعاد انتخابها عن قناعة وحرية، فأعلمتهم بالصغيرة والكبيرة، وظهرت أمامهم بالعكازين، قوية صلبة، وكأن شيئا لم يحدث، وواصلت ميركل تقود ألمانيا، والعالم بالعكازين.
إن عظمة المجتمعات والأشخاص، لايُنقصُ العكاز من قدرهم شيئا، كما أن سرير المرض، إذا لم يكن عائقا في اتخاذ القرار السليم، ظل صاحبه محترما مهابا. والمكانة تظهر في كيفية التعامل مع مرض الزعيم، فكلما أعلن في حينه، وبالطريقة السليمة الوافية، زادت الثقة بين الراعي والرعية، وساد الاحترام.
منذ أعوام، أظهرت وسائل الإعلام، التابعة لإحدى الدول العربية، رئيس تلك الدولة، وهو يتقدم موكبا من الرؤساء، ثم تبيّن فيما بعد، أن الصورة الحقيقة، تتضمن بقاء الرئيس العربي في المؤخرة، وأوباما برشاقته يتقدم الجميع، فأجري تعديل على الصورة، لإرضاء الزعيم العربي الذي بلغ من الكبر عتيا، وإظهاره في المقدمة، وهو لم يستطع مسايرة خطى رؤساء الدول العظمى.
والمرأة ميركل، التي واجهت مجتمعها بالعكاز، أفضل بكثير من الرجال الذين يُخفون شيبتهم، وقد تجاوزوا الشيخوخة، ويتحايلون على مجتمعاتهم، لكي لاتظهر عيوبهم، وأمراضهم.