إعلامي أمريكي: واشنطن تركز في المرحلة الراهنة على رحيل رئيس النظام السوري
تحدثت مصادر إعلامية أمريكية عن تركيز واشنطن، في المرحلة الراهنة على رحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد وجنرالات الجيش والمتعاونين معه، حيث برز ذلك على لسان الإعلامي الأمريكي الشهير جاك بوسوبيك حيث قال إن نظام الأسد يتصدر أهداف «الرئيس بايدن» ولديه خطة للإطاحة به.
وأضاف بوسوبيك عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر» الذي يتابعه أكثر من مليون ومئتا ألف شخص، في أعقاب الضربات الأمريكية التي استهدفت الميليشيات الإيرانية شمال شرقي سوريا «هناك شيء واحد لا يلتقطه الناس هو مدى تركيز بايدن والبيت الأبيض على سوريا فهم يريدون رحيل الأسد وجنرالاته… هذا يستغرق وقتاً أكثر مما يصرحون به علناً، وهدف بايدن في سوريا هو استكمال الخطط التي بدأها أوباما بتمويل وتسليح المتمردين. إنهم يريدون رحيل الأسد بأي وسيلة ضرورية ولا يهتمون بالعواقب». وكان الإعلامي «جاك بوسوبيك» قد توقع في تغريدة سابقة له، استهداف واشنطن للنظام السوري، وحلفائه قبل يومين من الضربة الأخيرة.
وفي هذا الصدد، رد الخبير العسكري والاستراتيجي، د.فايز الدويري بأن «واشنطن لن تتدخل عسكريًا لإسقاط بشار الأسد» وأضاف في اتصال مع «القدس العربي» أن الإدارة الأمريكية «أنشأت لجنة لتقييم الوضع في سوريا وتقديم التوصيات اللازمة، وستضغط أمريكا لتفعيل القرار 2254، وستستخدم قانون قيصر وتسمح بتمويل إعادة الأعمار». وتحدث «الدويري» عن سبل ضغط الولايات المتحدة الأمريكية على النظام السوري حيث قال «واشنطن ستستخدم العقوبات لإرغام النظام للعودة لمسار جنيف، وستسمح لإسرائيل باستمرار توجيه ضربات مؤلمة لإيران وأذرعها، لكن لن تتدخل عسكريًا لإسقاطه».
ومن واشنطن، قال المعارض السوري أيمن عبد النور، إن سوريا ليست أولوية على أجندة الرئيس بايدن وليست بأمر مستعجل بحسب وصفه. وتحدث «عبد النور» لـ»القدس العربي» عما يجري من «صياغة استراتيجية جديدة، من ضمن استراتيجية الشرق الاوسط وليست مستقلة فقط لسوريا بحد ذاتها» وقال «لا يوجد فريق يعمل لأجل سوريا بمعزل عن إقليمها وبعدها في المنطقة، وبدون العامل الايراني، وبالتالي فإن النتائج تتبلور خلال شهر ويتم إنهاء التعيينات، إذ إنه لم يتم تعيين نائب وزير الخارجية المسؤول عن الشرق الأوسط إلى الآن، وخلال هذه الفترة تتبلور الاستراتيجية».
وأبدى المعارض السوري اعتقاده أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالجديد «ولن يتم ارتكاب نفس الأخطاء خلال أدارة أوباما، وأولوية حقوق الانسان ستكون أكثر مما قبل، وستطرح قضايا حقوق الإنسان بشكل أكثر، لهذا سيتم الاهتمام بالمحاكم وتسريع البعد الاقتصادي والصحي لمساعدة الشعب السوري». وبناءً على ذلك، يجمع مراقبون سوريون على أن خيار الإطاحة ببشار الأسد ونظام حكمه هو سيناريو غير مقنع إلى الآن، وفي هذا الإطار قال الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي أن بايدن مثقل أو ملتزم بسياسات أوباما في سوريا، وكذلك هو مثقل بسياسات ترامب، وهناك العديد من المسؤولين الأمريكيين الذين أكدوا أن سوريا ليست أولوية بالنسبة لإدارة بايدن إنما تتقاطع مع سياساتها بالنسبة للدول الأخرى الفاعلة في المنطقة أي تركيا وروسيا وإيران وإسرائيل.
لذلك، برأي المتحدث لـ»القدس العربي»، فإنّ خيار الإطاحة بالأسد لا بد أن يكون مقترناً باستراتيجية إدارة بايدن في إضعاف إيران، ومع ذلك لا يبدو هذا السيناريو مقنعاً لأنّ إدارة بايدن أو حتى إدارة ترامب وقبله إدارة أوباما كانت تربط رحيل الأسد بالتوصّل إلى توافق أمني مع روسيا وإسرائيل أو بالحصول على بديل يضمن عدم الوقوع في فراغ أمني أو بيئة عدم استقرار على غرار العراق.
أمّا إن كان المقصود تقويض نفوذ بشار الأسد والنظام السوري فهذا برأي عاصي يحتاج إلى تسليح المعارضة السورية، وفي حال كانت هناك خطة في هذا الصدد يُفترض أن تستهدف فصائل الجيش الوطني في الشمال السوري عبر التوافق مع تركيا، أو تستهدف فصائل التسوية في الجنوب. قد تكون محددات الافتراض الأول مرتبطة بروسيا بالدرجة الأولى، في حين ترتبط محددات الافتراض الثاني بإيران.
وسوم: العدد 918