والله ثلاثا دون حنث إنه لا إيمان لحكام الجزائر بدليل حديث نبوي شريف
كل المسلمين يحفظون عن ظهر قلب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهور الذي يقول فيه : " والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن " قيل من يا رسول الله ؟ قال : " الذي لا يأمن جاره بوائقه " . هكذا بأغلظ الأيمان أقسم أشرف المخلوقين عليه الصلاة والسلام ،وهو مبرور القسم عند رب العزة جل جلاله ألا إيمان لمن خان أمانة الجوار . ومن خيانة هذه الأمانة ألا يأمن الجار بوائق جاره . والبائقة أقبح الشر وأشنعه على الإطلاق ، وتكون بدافع خبث نفس من تصدر عنه ، ووسيلته إليها المكر، والدسيسة، والغدر، والخداع .
ويكفي ألا يأمن جار جاره ليكون هذا الأخير خارج دائرة الإيمان بشهادة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ، وكلامه إنما هو وحي يوحى .
و هذا الحديث النبوي الشريف يصون حق الجوار مهما كان دين أو ملته الجار ، فلو أن إنسانا غير مسلم لم يأمن بوائق جاره المسلم لدخل هذا الأخير بسبب ذلك في خانة من ينتقض إيمانه، فما باله إذا كان الذي لا يأمن بوائقه مسلما مثله، و هو في هذه الحالة له حقان: حق الأخوة، وحق الجوار ؟
ومعلوم أن الجوار يكون بين الأفراد وبين الجماعات والأمم والشعوب والدول. والحديث النبوي الشريف ينسحب حكمه على هؤلاء جميعا ،ذلك أن الجماعات والأمم والشعوب والدول المتجاورة والتي لا يأمن بعضها بوائق بعض ،ينتقض إيمانها بسبب ذلك كما جاء في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ولقد ابتلي المغرب بأسوأ جار على الإطلاق ،وهو تحديدا النظام العسكري الجزائري الذي لا يشرف الجزائر ولا شعبها أن ينسب إليهما . إنه نظام من أخس الأنظمة تاجر بثورة الشعب الجزائري ودماء شهدائه ، واتخذ منها ريعا قرابة ستة عقود ،ولا زال على حاله يتاجر بها والشعب يصرخ بأعلى صوته مستنكرا متاجرته بأعز وأغلى ما يملك، وهو ثورته المقدسة التي دفع ثمنها باهظا وكان عبارة عن مليون ونصف المليون شهيد . ولقد قدم الشعب الجزائري البطل هذه التضحية ليعيش مصون الكرامة ،محفوظ الحقوق مادية ومعنوية لكن نظامه العسكري المستبد داس على تضحياته ،ونهب خيراته التي بإمكانها أن تغنيه غنى فاحشا فيكون بها من أغنى الشعوب في المعمور عوض ما هو عليه من فقر وفاقة حيث يقف يوميا في طوابير طويلة لساعات من أجل الحصول على طعام أو شراب ،نقول هذا ويشهد الله تعالى أنه لا شماتة وراءه بل نقوله والمرارة تعتصر قلوبنا كما كان الحال وهذا الشعب الشقيق والجار يعاني من اضطهاد المحتل الفرنسي الغاشم الذي رحل مرغم الأنف بفضل جهاد هذا الشعب الأبي ولكنه مع الأسف الشديد خلّف وراءه جنرالات سوء لينوبوا عنه في تمديد عمر الاستبداد بهذا الشعب الكريم لما يزيد عن نصف قرن من الزمان .
ولم يقف مكر وخبث نظام جنرالات فرنسا عند حد الإساءة إلى الشعب الجزائري بل تخطى ذلك إلى الشعب المغربي من خلال اختلاق مهزلة ما يسمى بالشعب الصحراوي في جمهورية وهمية فوق أرض الشعب الجزائري، وهي عبارة عن كانتون في بلدة تندوف حيث يحتجز أطفال ونساء وشيوخ تحت حراسة عصابات إجرامية مسلحة لهذا الغرض ، وهي تمارس كل أنواع وأشكال الفساد بأموال الشعب الجزائري الذي قدم مليون ونصف مليون شهيد لينعم بأمواله لا لتصرف على تلك العصابات الإجرامية التي تعذب أبرياء باحتجازهم في أسوأ ظروف على الإطلاق داخل خيام وأكواخ من طين في قر شتاء وقيظ صيف .
ويسخر جنرالات فرنسا من الشعب الجزائري مستخفين به بطريقة خبيثة وماكرة يوهمونه من خلالها بأنهم يفعلون ذلك من أجل قضية عادلة على حد زعمهم، وهي في حقيقة الأمر قضية في منتهى الظلم لأن الأرض التي يريدونها وطنا للعصابات الإجرامية هي أرض مغربية بشهادة التاريخ وهم الذين لم يحركوا ساكنا يوم كان فوقها الاستعمار الإسباني ، و لكن لما استرد المغرب سيادته عليها بدا لهم اختلاق شعب ودولة وهميين ، وكان غرضهم المبيت والفاضح من وراء ذلك هو الحصول على ممر إلى ساحل المحيط الأطلسي والتمويه عليه بأكذوبة مساندة الجمهورية الوهمية التي هي عبارة عصابات مسلحة تحتجز رعايا مغاربة في أكبر وأسوإ معتقل في بلدة تندوف تلك البلدة التي أقتطعها المحتل الفرنسي هي وغيرها من البلدات من المغرب لأنه كان يحلم بامتداد سيادته الأبدية على الجزائر جنوب البحر الأبيض المتوسط على غرار امتداده في جهات أخرى من المعمور، والتي ما يزال يحتلها لحد الساعة . ولو أنصف المجتمع الدولي المغرب لأقر بسيادته على ما اقتطعه المحتل الفرنسي من أراضيه التي صا جزء منها عبارة عن معتقل رهيب يعتقل فيه رعاياه ويحالون دون اللحاق بوطنهم الأم . ولو كان للمسؤولين الفرنسيين مثقال ذرة من حياء لأقروا بما اقتطعوه في فترة احتلالهم من أراض مغربية ضمت إلى الجزائر ظلما وعدوانا وسرقة وغصبا .
ولا زال نظام العسكر الذي أجهز على ربيعين اثنين للشعب الجزائري يمارس سياسة التمويه على فساده وإفساد في الداخل بركوب قضية الجمهورية الوهمية ، مستخفين به، وهو الذي لا يقبل بديلا عن ربيعيه كما أنه لا زال إلى غاية كتابة هذا المقال يصدح بأعلى صوته في كل البلدات الجزائرية بسقوط النظام العسكري المستبد بالسلطة عن طريق مسرحيات انتخابية هزلية يموه بها على تسلطه، وقد أهلك العباد والبلاد .
فكيف يأمن الشعب المغربي بوائق جنرالات فرنسا وهم الذي لا شغل لهم سوى الكيد الخبيث والماكر به ليل نهار ؟ فوالله الذي لا إله سواه ثلاثا، قسما نقسمه دون حنث أنه لا إيمان لهم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تنكروا لتضحيات الشعب المغربي من أجل استقلال الجزائر ، وتنكروا للأخوة في الدين وللجوار فجمعوا بذلك بين خيانتين في منتهى الشناعة .
وفي الأخير نقول للشعب الجزائري الشقيق سر على بركة الله في حراكك المبارك المزلزل للطغمة العسكرية "الشنقريحية " التي بدأ بنيانها يتصدع وينهار لتمضي إلى مزبلة التاريخ كما مضى أمثالها من الطغم المستبدة التي بادت مذمومة ملعونة.
سر يا شعب المليون ونصف المليون شهيد على بركة الله وبعونه في طريقك نحو كسر قيود الاستبداد والفساد والحكرة ، وسقه الأكاذيب الملفقة فأنت الذي لن تنطلي عليك حيلها . وإن ثرواتك أيها الشعب الكريم يبذرها الجنرالات الشياطين ، وينفقونها على عصابات إجرامية شغلها الشاغل الفساد والعربدة .و لقد آن الأوان لتسترد ثرواتك من أجل إنفاقها على عيش كريم طالما حلمت به ، ولتحاكم من نهبوها من جنرالات فاسدين مفسدين ، ومن عصابات إجرامية مرتزقة والله خير ناصر ومعين .
وسوم: العدد 920