طارق صالح: قدمنا عرضًا للمشاركة في معارك مأرب لكنه رُفض
قال قائد المقاومة الوطنية في الساحل الغربي العميد طارق صالح، اليوم الجمعة، إنه عرض مشاركة بعض قواته في معارك مأرب لصد هجوم جماعة الحوثيين المتواصل على المدينة منذ مطلع فبراير الماضي، غير أن عرضه رُفض.
وذكر صالح في مؤتمر صحفي عُقد عبر تقنية الفيديو كونفرانس، نظمه برنامج "اليمن في الإعلام الدولي" التابع لمركز صنعاء للدراسات، وهو أول حديث له للإعلام منذ فراره من العاصمة صنعاء أواخر 2017، أن العرض قُدم عقب الموجة الأولى من هجوم الحوثيين على مأرب.
وأضاف أن اجتماعًا رسميًّا عُقد ضمن إطار التحالف، وأن حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليًّا ناقشت عرضه، لكن الرد كان بأن القوات الحكومية لا تحتاج إسنادًا.
وأوضح "عرضنا تحريك بعض القوات واتخاذ محاور معينة لكن الجواب لم يكن إيجابيًّا".
المكتب السياسي
ووصف صالح علاقته بالإمارات بـ"علاقة الشراكة"، المبنيّة على تقديم الدعم لقواته واستعادة الدولة، وقال إن علاقته بالمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات جيدة، وهدفهما المشترك استعادة السيطرة على صنعاء.
وأشار إلى أن إعلان المجلس السياسي في الساحل الغربي كان ضروريًّا؛ عقب فقدان حزب المؤتمر فرصه للتمثيل السياسي وانقسامه إلى مؤتمر الداخل يخضع لسيطرة الحوثيين، وآخر في الخارج انقسم إلى عدة أجنحة.
وقال صالح إن المكتب يمثل الذراع السياسي لقوات المقاومة الوطنية، وجاء عقب فشل القوى السابقة في إدارة الأزمة.
وأوضح إن قوات العمالقة المشكل أغلبها من السلفيين باركت إعلان المكتب السياسي، لكنها لم تنخرط فيه كونها لا تشارك في العملية السياسية، كما أن المقاومة التهامية فاعلة في المكتب أيضًا.
الساحل الغربي
وحول إدارة الوضع العسكري في الساحل الغربي، قال صالح إن القرار يؤخذ بالتشاور من قِبل غرفة مشتركة أسسها الإماراتيون قبل انسحابها من الساحل.
وأضاف بأن علاقته مع السلطة المحلية في تعز جيدة، وهي من تصدر القرارات، وتابع "لكن إذا كان (المحافظ) يريدنا أن نكون تابعين لطرف معين فلن نقبل، لأننا في حالة حرب ونعيش ظرفًا استثنائيًّا".
وأشار إلى أن قواته لا تتواجد في مدينة التربة جنوب مدينة تعز، التي شهدت اشتباكات بينية بين فصائل مشتركة العام الماضي، راح على إثرها قتلى وجرحى.
اتفاق السويد
وفيما يتعلق باتفاق السويد، قال صالح إنه منع معركة تحرير الحديدة، ولم يُنفذ منه شيئًا.
وأضاف أنه التزم بالاتفاق كون الحكومة الشرعية التي تمثل كل اليمنيين ملتزمة به، ما أدى إلى إغلاق الجبهة لينتقل للجانب التنموي والإنساني، ودعم الأمن والسلطة المحلية.
وقال إن علاقة المقاومة الوطنية ببعثة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ليست جيدة، عقب مقتل ضابط الارتباط في القوات المشتركة العقيد محمد الصليحي برصاص قناص حوثي العام الماضي، في الوقت الذي لم تتخذ البعثة أي موقف.
واتهم صالح البعثة الأممية بالضعف، خصوصًا في ظل إدارة قائد البعثة الجديد الجنرال الهندي أبهجيت جوها، ونقل مقر البعثة إلى مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأوضح بأنه اقترح بأن يُعاد إصلاح مطار الحديدة، واتخاذه مقرًا للبعثة كونه يقع في منطقة تماس بين الحوثيين والقوات المشتركة.
الحل في اليمن
وقال طارق صالح إن وقف الحرب في اليمن والتوصل إلى اتفاق ممكن، شريطة تخلي زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي عن فكرة الولاية والحق الإلهي في الحكم.
وأوضح بأن الحل يحتاج لحسن نوايا ومصداقية ووضوح، بما يمهد لوقف إطلاق النار برقابة دولية وإطلاق الأسرى، ليتفق اليمنيون عقب ذلك على حل سياسي وأمني بالتزامن، وعلى إثره تؤمّن لجنة عسكرية العاصمة صنعاء ليعود لها الجميع.
وأضاف "سيمهد ذلك لمجلس رئاسي وعبره تُشكل حكومة تكنوقراط لفترة انتقالية مدتها سنة أو سنتين، ثم تُجرى انتخابات محلية ونيابية ورئاسية".
تحالف الضرورة
وحول تحالف الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين، قال طارق إنه كان ضروريًّا للمحافظة على المؤسسات التي استولى عليها الأخيرون، بالإضافة لجرهم إلى طاولة المفاوضات.
وذكر أن فترة العلاقة بين الطرفين كانت عصيبة، لكن التحالف بقيادة السعودية استهدف صالح ومقرات حزب المؤتمر.
وحول فراره من صنعاء، قال إنه اضطُر للخروج من منطقة الثُنيّة وسط المدينة؛ بعد أن أحكم الحوثيون سيطرتهم عليها، وكانت دباباتهم على بُعد أمتار من منزل صالح.
وروى أنه اضطر للتنقل بين عدة منازل لعشرة أيام، لينتقل إلى عدن عبر طرق التهريب، بما في ذلك شاحنة بضائع.
وقال إن نجليه ما يزالا أسرى لدى الحوثيين، رغم وعد زعيم الجماعة بالإفراج عنهما بعد شهرين من الإفراج عن نجلي صالح، مشيرًا إلى أن أسرته مُنعت الاتصال بهما منذ فبراير 2019.
وسوم: العدد 924