مونديال الرؤوس البشرية المقطوعة

كاظم فنجان الحمامي

فيفا الخلايا الإرهابية

كاظم فنجان الحمامي

[email protected]

أفكار شيطانية لم تطرأ على بال هولاكو, ولا على بال جنكيزخان, ولا على بال الجن الأزرق, فبعد أن أبتكر السفاحون في العراق (لعبة) تثقيب رؤوس الناس بالمزارف الكهربائية, وبعد أن تفنن المتطرفون الليبيون في استعمالات الصمغ الفوري في تعذيب خصومهم بغلق عيونهم وأفواههم وأنوفهم وآذانهم و(- - -), وبعد أن شبع قادة المنظمات الإرهابية في سوريا من تناول القلوب النيئة المنتزعة من جثث الجنود الموتى, وبعدما فرغوا من نبش قبور الصحابة, ثم اكتفوا بتفجير أضرحتهم, توصلوا في الأسبوع الأول من عام 2014 إلى ابتكار (لعبة) جديدة من ألعاب كرة القدم, يستعملون فيها الرؤوس البشرية المقطوعة بدلا من الكرات التقليدية المتداولة في مونديال كرة القدم, لكن الملفت للنظر أنهم لم يكتفوا بكرة واحدة, أو (رأس واحد), بل رموا في ملاعبهم خمسة رؤوس مقطوعة لتحقيق المزيد من المتعة والتسلية في ظل الفتاوى التكفيرية التي تشمئز منها النفوس الآدمية.

">

حتى الحيوانات المفترسة والوحوش الكاسرة, والكلاب السائبة لا تميل إلى التمثيل بجثث طرائدها بهذه الطرق البشعة والأساليب المقززة.

ربما تقول جماعة منكم أن هذه الأمة بريئة مما ارتكبه هؤلاء من جرائم ومعاصي وانتهاكات مخجلة, وأن تاريخنا لم يشهد مثل هذا الممارسات الشيطانية, وأنها دخيلة علينا بتحريض من القوى الشريرة, فنقول لهم: أن تاريخنا مزيف من الجلد إلى الجلد, وصفحاته ملطخة بدماء الأبرياء والضحايا, راجعوه جيداً وتصفحوه حقبة بعد حقبة, من القرن الهجري الأول وحتى سقوط الخليفة الماسوني بين غلمانه وجواريه في مخادع الحرملك, ستجدونه ممتلئ بالوقائع المأساوية المؤلمة.

">

لا تكابروا ولا تعتذروا, فهذه هي الحقيقة الدامغة من دون تزويق, ومن دون رتوش, وهذا هو الحصاد الذي نحصده اليوم بمناجل الخيبة في حقول الانحطاط والتخلف, وما هؤلاء إلا أحفاد اللواتي أكلن أكباد الصحابة, وأنجبن الذين فعلوا الأفاعيل, وكانوا أول من غدر بالخلفاء الراشدين من الأول إلى الرابع, ثم غدروا بالصحابة, وأبناء الصحابة, وأحفاد الذين احرقوا جثمان محمد بن أبي بكر ونثروا رماده في النيل, وأحفاد الذين ذبحوا الحسين بن علي وطافوا برأسه في البلدان, وأحفاد الذين قتلوا مسلم بن عوسجة, وأحفاد الذين رجموا الكعبة المشرفة بالمنجنيق, وأحفاد الذين شنقوا عبد الله بن الزبير في مكة, وأحفاد الذين اضطهدوا أمه أسماء بنت أبي بكر, وأحفاد الذين صلبوا الصحابي الجليل سعيد بن جبير, وأحفاد الذين قتلوا العلماء والفلاسفة ابتداءً من ابن المقفع وانتهاءً بالسهروردي, وأحفاد الذين تآمروا على آبائهم طمعاً بالعرش, وأحفاد الذين استعمرونا باسم الدين, وصادروا حقوقنا باسم الدين, واستباحوا بلادنا بالطول والعرض باسم الدين, ثم باعونا في سوق النخاسة السياسية للإنجليز والفرنسيين والأمريكان والأسبان والطليان, فلا تأخذكم العزة بالإثم بعد الآن. 

فهؤلاء لا يقتصر وجودهم على زمن محدد, ولا على طائفة بعينها, فهم مثل الحشرات الطفيلية الضارة, يظهرون في حياتنا من وقت لآخر, ليشوهوا صورتنا بين الشعوب والأمم, لكنهم سرعان ما يعودون إلى أوكار الظلام, ليظهروا من جديد في مواسم الجدب والجفاف.

من المفارقات العجيبة إن معظم الجرائم التي شاهدناها, أو سمعنا بها أتت من الذين يفترض بهم أن يكونوا قدوة لغيرهم في تطبيق تعاليم الدين الحنيف, فكانت مواقف الغلو والتطرف والتعصب هي النوافذ, التي تسربت منها خفافيش القتل والترهيب والتضليل والكراهية..