الحروب كالأمراض لها مقدمات وأعراض ...
أعزائي القراء..
عندما شن بوش الأول وبوش الثاني بمساعدة دول أخرى مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا حربين على العراق وبصمت دولي .كان الشعور لدينا قبل إطلاق أول قذيفة أن الحرب واقعة لا محالة.
عاصرت الحربين على العراق وأنا في امريكا وتابعت مجريات التحضير لهما عن طريق الإعلام خطوة بخطوة، واستنتجت كما استنتج أي متابع أن الحرب واقعة حتى عرفنا تماماً اليوم الذي ستحصل فيه هذه الحرب بزيادة يوم او نقصان يوم .
الإعلام الامريكي كان في حالة استنفار كامل وكانت المقابلات مع الشخصيات العسكرية مستمرة وتنقلات وزير الخارجية بين دول العالم لم تنقطع ، وتصريحات الرئيس بوش وأركانه مستمرة ٢٤ ساعة وطائرات النقل العسكري بين امريكا والسعودية لاتتوقف ليلاً نهاراً والخرائط العسكرية تنشر على شاشات التلفزيون وتناقش أمام الجمهور من قبل عسكريين . وبعد كل هذه التحضيرات لابد للمتابع العادي أن يعرف أن الحرب واقعة سواءاً وافق مجلس الامن ام لم يوافق ، فهذا المجلس لا قيمة له في القرارات الحاسمة التي تتخذها امريكا .
أبرز الأمريكان حججهم لتبرير الحرب أمام شعبهم وكانت :
- إستمرار حكومة الرئيس العراقي صدام حسين في عدم تطبيقها لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن الأسلحة بمزاولة أعمالها في العراق ، علماً ان لجان التفتيش وصلت حتى غرفة نوم الرئيس في حالة شاذة لم تحصل في التاريخ.
- إستمرار حكومة الرئيس العراقي صدام حسين بتصنيع وامتلاك "أسلحة دمار شامل"
- امتلاك حكومة الرئيس السابق صدام حسين لعلاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات "إرهابية" أخرى تشكل خطراً على أمن واستقرار العالم وهو إدعاء لم يثبت باي دليل لإستحالة وجود قواسم فكرية وعقائدية تجمع تنظيم القاعدة بنظام الحكم العراقي.
هذه الحجج كانت سخيفة لدرجة مضحكة لاتستحق حتى قطع علاقات بين امريكا والعراق ناهيك عن شن حربين مدمرتين عليها!!! ، ورغم ذلك حصل بوش واحد وبوش اثنان على نسبة تأييد شعبية عالية لشن الحرب.
وانطلقت الحرب ضد العراق والتي كانت الشرارة الاولى للمؤامرة على الامة العربية ، وكخطوة اولى تم تسليم العراق لإيران .كما تم فرض دستور طائفي وضع خطوطه الأساسية الحاكم الأمريكي السيء الصيت بريمر .
ثم سلمت سوريا لايران ثم سلم لبنان لايران ومازال الوضع في اليمن حرجاً ولكن مهما كان الأمر فستكون لايران حصة فيه .
إذن...هو مخطط غربي صهيوني روسي مشترك مع أداة تنفيذية هي ايران.
نعود إلى إيران واجتماعات الدول الغربية وروسيا معها بخصوص السلاح النووي والصواريخ البعيدة المدى وهي بمنطق الحرب على العراق والتي كان شن الحرب عليها لمجرد اشاعات تافهة تبين كذبها فقد صرح السير جون تشيلكوت، رئيس لجنة التحقيق في حرب العراق، أمام النواب والرأي العام البريطاني إن الغزو لم يكن "الحل الأخير".
وجاء في التقرير أن غزو العراق عام 2003 اعتمد على "معلومات استخباراتيه خاطئة وتقديرات غير دقيقة"
دائما وكالعادة تأتي الاعتذارات بعد تنفيذ الجريمة.
بينما الحالة الإيرانية هي التي تستدعي عدة حروب لتدمير مخططها الخطير الواضح المعالم .
ولكن ...
امريكا هادئة وكل شيء طبيعي ولا أحد يأتي بسيرة إيران بالعاطل . فالكل اليوم مشغول بتدمير الفلسطينيين وسوريا فهذا شغل الغرب واسرائيل الشاغل يشاركهم بعض حكام العرب.
مرحلة الحروب على العراق وسوريا كلف شعبيهما حتى الان ٣ مليون انسان واكثر من ٤ ملايين مصاب وملايين المهجرين ، وهي ارقام مربحة للدول المتآمرة.
حيث تفوقت هذه الارقام على حصاد كورونا للبشر بمئات المرات
انها حرب مخابراتية رخيصة، فهل عرفت الشعوب العربية الخطر المستمر عليها ووحدت ارادتها واوقفت مخطط المؤامرة عليها ؟؟
وسوم: العدد 929