في رثاء حافظ الأسد في ذكرى موته الحادية والعشرين
هل تعلم أيها الراقد في سفح القرداحة أن موتك كان صدمة للشعب كلّه فقد أقنعته آلتك الإعلاميّة أنّ مثلك لا يموت، حتى إن مروان شيخو وقف فوق التابوت يقول لك لماذا لا تجيب يا سيدي؟ لم يكن يتخيل أنك يمكن أن تموت، وأعرف خطيب مسجد بقي يدعو لك بالتوفيق في خطبة الجمعة لأكثر من شهر بعد موتك، فموتك كان صدمةً كبرى جعلت الشعب يقتنع مجددا أن الطغاة يموتون ولو قالوا إنّهم إلى الأبد باقون.
هل تعلم أن الملايين قد بكوا يوم موتك؟ وهؤلاء الذين أعنيهم غير عشرات الآلاف الذين صوّرتهم الشاشات ينوحون عليك؛ ملايين كانوا في بيوتهم بكوا من جديد أولادهم الذين قتلتهم وبكى بعضهم حزنًا أنك متّ قبل لقاء جزائك العادل في الدّنيا وبكى بعضهم فرحا بخلاص الأرض منك.
هل تعلم أن موتك كان فرصة لتحقيق تناقضات فكرية جذرية في دولة البعث؟ فكان القرآن الكريم يصدح من كلّ فروع الأمن ومن كل فروع حزب البعث وحتى مقرات الحزب الشيوعي كلها وضعت القران الكريم في مكبرات الصوت لأكثر من أربعين عاما؛ فشكرًا لموتك
وهل تعلم يا ملعون الرّوح أن كل طلاب الجامعات الذين كانوا يبكون يوم جنازتك عندما سمعوا خبر موتك دخلوا غرفهم في السكن الجامعي واغلقوا على أنفسهم الأبواب وقفزوا فرحًا لأن موتك جاء في خضم الامتحانات فتأجلت مواعيدها وفرح المفصولون لأن موتك سيعيدهم إلى مقاعد الدراسة الجامعية؛ فشكرًا لموتك
وسوم: العدد 933