قراءة في حوار مصطفى العمري حول الهوية العربية
06آب2021
معمر حبار
مقدمة الصديق:
- وضع صديقنا الأستاذ: العراقي مصطفى العمري[1]بتاريخ: الأربعاء 2 ذو الحجة 1442 هـ الموافق لـ 21 جويلية 2021، وعبر الخاص مداخلة له بعنوان: "الهوية العربية بناء أم انتماء؟[2]".
- أجري الحوار بمدينة "ديترويت" بالولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ: الأحد 8 ذو الحجة 1442 هـ الموافق لـ 18 جويلية 2021، وتحت إشراف المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون. وقام بتنشيط الحصّة الأستاذ اللبناني: وسام شرف الدين.
- تابع صاحب الأسطر المقطع بتاريخ: الجمعة 20 ذو الحجة 1442 هـ الموافق لـ 30 جويلية 2021، ولمدّة 2 ساعات وفي جلسة واحدة ودون انقطاع.
- يسمع صاحب الأسطر للمقطع وحين يستلزم الأمر التدخل، والتوضيح، والإضافة، والنقد يقوم بتوقيف المقطع وينكب على الكتابة ثمّ يعود مباشرة لمتابعة المقطع، وهكذا إلى غاية الانتهاء من المتابعة.
- وضعت التدخلات في مباشرة، ودون انتظار تحت تصرف صديقنا مصطفى العمري عبر الخاص، وكانت -حينها- من 24 نقطة.
ملاحظات شكلية:
- أستاذ لبناني مع أستاذ عراقي يناقشان قضية عربية جوهرية بالغة الأهمية كالهوية العربية في الولايات المتحدة الأمريكية.
- أثناء عرض التوقيت لبعض الدول العربية المناسب لتوقيت "ديترويت" بالولايات المتحدة الأمريكية ليسهل على المستمع المتابعة، لا يوجد أثرا للتوقيت اللبناني ولا العراقي.
الصورة غير المناسبة لموضوع جليل مناسب:
- أوّل ملاحظة لفتت انتباه القارئ المتتبّع أّنّ الصور المرافقة للموسيقى التصويرية للمقطع تضم الخيم، والبدو وكأنّ العرب لايملكون غيرها. وهذه الصورة السّيئة مستمدة من الغرب الذي يتعمّد -أقول يتعمّد- إظهار العرب على أنّهم خيم، وجمال وإخفاء بعض مظاهر الحضارة التي تميّزهم الآن وبغضّ النظر عن أدائها، وفاعليتها، وتبعيتها. ومن الأخطاء أن ينقل العربي والمسلم صورة عنه بثقافة غربية تمعن في الاحتقار، والاستصغار، والإذلال. ويكفي القول أنّه في اليوم الذي قدّمت ملاحظتي قرأت أنّ المدرّب الألماني لفريق الدراجات الهوائية في الألعاب الأولمبية بطوكيو وهو يشجّع الدرّاج الألماني ليسبق الدرّاج الجزائري بقوله: "أسرع، أسرع، واسبق رعاة الإبل؟ !". ونقل العربي المسلم لصور المهينة للعربي والمسلم التي يتعمّد الغرب نشرها كالخيم والإبل بأيدي عربية وإسلامية يندرج ضمن هذه العنصرية والتّبعية، وبأيدي أبنائها هذه المرّة.
- أتمنى من القائمين على المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون، و الأستاذ اللبناني: وسام شرف الدين، والأستاذ: العراقي مصطفى العمري أن يتداركوا الخطأ في أقرب وقت، وأن يقوموا بتصحيحه بما يخدم العرب والمسلمين كإضافة صور حديثة جديدة تدلّ على الحضارة العربية، وإن كان ولا بدّ فلينشروا صورا قديمة تدلّ على عظمة الحضارة العربية الإسلامية، والتي مازالت لحدّ كتابة هذه الأسطر شاهدة على علوها، وعظمتها.
الهوية العربية كما يراها صديقنا الأستاذ مصطفى العمري:
- أوافق صديقنا مصطفى العمري في كون كلّ قضية تحمل في جوانبها شقّ إيجابي، وشقّ سلبي.
- وأوافقه في كون الهوية لايمكن التنكر لها، لأنّها تمثّل الأب الذي لايمكن التنكّر له.
- أوافقه في كون المرء لايستطيع أن يتنكّر لهويته، وهذه ميزة يفتخر بها المرء بغضّ النظر عن طبيعتها، ويستحقّ لأجلها الثناء والدعم.
- أقف معه وبقوّة، وأشاركه الحزن والألم الذي ينتاب صديقنا مصطفى العمري من كون بعض العرب -الذين أطلق عليهم: "الحركى الجدد"- وهم ينالون من الهوية العربية في كلّ حين، ودون سبب.
- أحسن حين قال: مايعيشه العرب من تخلّف وتقهقر لايعني أبدا أن أتنكّر لهويتي العربية.
- أوافقه في كون الهوية لايمكنها أن تختفي.
- أحسن حين قال:إذا حاولت الهوية أن تنتشر، وتفرض نفسها على غيرها فشلت، وتراجعت، واضمحلت والسبب أنّ الانحصار المكاني والجغرافي للهوية ميزة بقائها، ودوامها، وقوّتها.
- أقف معه في كون القومية العربية لاترفض القوميات الأخرى التي تعيش معها. والمطلوب من العربي أن يسعى دوما، وباستمرار ليقدّم صورة حسنة عن العرب، والقومية العربية.
- أوافقه في كون العربي لايحقّ له فرض عاداته على الغربي وهو يقيم في الغرب.
- أوافقه في كون العقول لا الأفراد هي التي تقود الدول العظمى.
- أوافقه في قوله: حين تتنكّر لهويتك العربية، وتثني على الهويات الأخرى، سافر لموطن هذه القوميات وعش في ثناياها لتدرك أنّك لاتساوي عندهم شيئا، وأنّك تظلّ لديهم العربي ولو انسلخت من جلدك عشرات المرات.
- أحسن صديقنا مصطفى العمري حين ختم حواره بقوله: يعتمد بناء الهوية على المحاسن ودون الزعم أنّها الأفضل والأحسن، وأنّ غيرها من الهويات لايساوي شيئا أمامها.
إضافات معمر حبار فيما يخصّ الهوية العربية:
- يمكن تغيير مايستحق التغيير لعامل الزمن، ومتغيرات جديدة برزت.
- يضيف القارئ المتتبّع: أوّلا: ليس عيب أن يقول العربي نحن فعلنا كذا وكذا إن كان فعلا فعل كذا وكذا، وهذا مطلوب ومحمود ويجب زرعه، وبثّه، والحثّ عليه، والافتخار به. ثانيا: من القبح، والكذب أن يظلّ العربي يفتخر بإإنجازات لم ينجزها، وهذا ممّا لايليق بالعربي، ولا بالحضارة، ولا بمن شيّدوها، بل يعتبر من عوامل انهيار الحضارة. ثالثا: من التخلّف، والحقد التنكر لإنجازات ماضية أو حالية قام بها العرب في الماضي أو الحاضر، ويزداد الجرم والتخلّف والحقد حين تنسب لغيرهم، ويظلّ يفتخر بها المرء بكونها لغير العرب وهي في الحقيقة من إنجازات الحضارة العربية في الماضي أو الحاضر
- لايحقّ للمسلم أن يغيّر دينه، لأنّه ليس من ممتلكاته التي يتصرّف بها كيف يشاء. ولذلك يقتل المرتد حدّا، ولا يغسّل، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يرث ولا يورّث، ويطلّق فورا من زوجه.
- المطلوب من العربي والمسلم أن يظهر هويته الفاعلة، ويعلن عنها، ويمارسها باستمرار كلّما دعت الضرورة إلى ذلك، وبطريقة فاعلة ومثمرة.
- وكذلك لايحقّ للغربي أن يفرض عاداته على العربي حين يزور المجتمعات العربية، أو يقيم بها، ويتعامل معها.
- كما أنّ العقول هي التي تقود الغرب، كذلك "العقول؟!" هي التي تقود الدول المتخلّفة. وتكمن المسألة في نوعية العقل الذي يقود، ويحدّد طبيعة الدول، والمجتمعات، ويرسم حاضرها ومستقبلها.
- في كلّ الدول ودون استثناء -أقول دون استثناء- لها لغة خطاب تعتمد على: ماهي أصولك؟ ولا أوافق صديقي مصطفى العمري في استعماله عبارة: : "حتّى في الولايات المتحدة الأمريكية يوجد فيها لغة: ماهي أصولك؟" وتمنيت لو حذف "حتّى" وتعامل معها كما نتعامل مع جميع الدول، ودون استثناء.
تدخل الأستاذ وسام شرف الدين
- يوافق صاحب الأسطر الأستاذ وسام شرف الدين حين قال: لم يعرف عن العرب أنّهم رفضوا الآخر، بل احتضنوه وتعايشوا معه لقرون مضت.
- أوافق الأستاذ وسام شرف الدين في قوله أنّ بعض الانتكاسات خلقت ردود فعل سلبية لدى العربي، وأتفهمها دون التبرير لها وأدعو إلى مواجهتها بما هو متاح، وفي الحدود الأدنى من الخسائٔر التي لايمكن تفاديها حين تفتح ملفات ذات أهمية بالغة كالهوية العربية.
خاتمة
- كلّ الشكر لصديقنا الأستاذ العراقي مصطفى العمري لتطرقه لموضوع ملهب كالهوية العربية.
- وكلّ الشكر للأستاذ اللبناني وسام شرف الدين الذي أدار الحوار باحترافية عالية، وإضافات قيّمة، وترك الحرية لمحاوره.
[1] صفحة صديقنا العراقي مصطفى العمري: https://www.facebook.com/mustafa2all
وسوم: العدد 940