الهجرة النبوية.. كانت لأجل الحرية الدينية المفقودة في مكة
19آب2021
معمر حبار
- تابعت هذا الأسبوع عالم أزهري، وهو يقول عبر خطبة الجمعة، أنّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم هاجر من مكة إلى المدينة بسبب طغيان الشرك، والكفر في مكة. وعليه يقول القارىء المتتبّع:
- لو كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم هاجر من مكة إلى المدينة بسبب "شرك، وكفر قريش؟ !" لما بقي في مكة 10 سنوات وهو يرى ويسمع الشرك.
- لو كان سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم هاجر من مكة إلى المدينة بسبب "شرك، وكفر قريش؟ !"، لما أرسله الله تعالى لمكان يعجّ بالشرك، والكفر.
- إنّ الله تعالى أرسل نبيه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لقريش وهم أهل كفر وشرك ليواجه الكفر والشرك، وليس ليهاجر منه.
- ليس من مهام الأنبياء، والرسل هجران الشرك والكفر، بل من مهامهم مواجهته، وتعليم أتباعهم الكيفية الفاعلة لمواجهته، وبأقلّ الخسائر الممكنة.
- حين أمر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أسيادنا المهاجرين رحمة الله ورضوان الله عليهم جميعا للهجرة إلى المدينة، كان يعلم علم اليقين أّنّ المدينة موطن شرك وكفر، وما زالت على الشرك والكفر. كيف يأمرهم بالهجرة من كفر وشرك إلى كفر وشرك؟ !.
- حين أمر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أسيادنا أصحابه رحمة الله ورضوان الله عليهم للهجرة إلى الحبشة، كان يعلم علم اليقين أّنّ الحبشة موطن شرك وكفر، وما زالت على الشرك والكفر. كيف يأمرهم بالهجرة من كفر وشرك إلى كفر وشرك؟ !.
- حين هاجر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة رفقة صديق الصبا سيّدنا الصّدّيق رحمة الله ورضوان الله عليه، كان يعلم علم اليقين أّنّ المدينة مازالت تحمل بقايا الشرك، وتضم اليهود المشركين الذين لايؤمنون بالإسلام كدين، وبالقرآن الكريم ككتاب، وبسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّ كرسول وخاتم الأنبياء والرسل، وبأصحابه رضوان الله عليهم كمؤمنين ولذلك حاربوه، وارتكبوا الخيانة العظمى حين تعاونوا مع العدو قريش والحلفاء ضدّ الدولة، والقائد، والمجتمع.
- سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين فرضت عليه الحرب ضدّ اليهود لم يحاربهم، ولم يطردهم لأّنّهم مشركون ولو أنّهم من أهل الكتاب، لكنه حاربهم لأّنّهم ارتكبوا الخياة العظمى المتمثّلة في محاولة قتل رئيس الدولة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتعاونهم مع العدو لاحتلال الأرض وانتهاك العرض ونهب الخيرات، ونقضهم للعهود التي أبرمتها معهم الدولة الفتية.
- حين هاجر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، استعان بالمشرك "أريقط" كدليل ليدلّه على الطريق، وقد كان أمينا وصادقا وأدى وظيفته باحترافية عالية، ودقيية جدّا. كيف يهاجر من الشرك ودليله مشرك؟ !.
- هاجر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من مكة للمدينة بسبب ماتعرّض له من ضغوط، وخنق، وحرمان من أن يمارس العبادة في العلن وبحرية. والهجرة النبوية لها علاقة بحرية العبادة، ولا علاقة لها بالشرك.
- وحين أمر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أصحابه بالهجرة للحبشة ثمّ المدينة، إنّما أمرهم لتوفر الحرية، وممارسة العبادة بحرية في الحبشة والمدينة. وقد أقرّ الجميع بذلك، واعترفوا بمارستهم للدين بحرية بالغة لم يحلموا بها في مكة.
- لايفهم من المقال أنّ أمر الشرك والكفر هيّن، ولا دور له. إنّما لم يكن من العناصر الأساسية، والحاسمة في الهجرة النبوية، وفي هجرة أسيادنا الصحابة للحبشة والمدينة، وأنّه العامل الوحيد للهجرة كما ذهب إلى ذلك العالم الأزهري.
- خلاصة، هاجر سيّدنا رسول الله لى الله عليه وسلّم إلى المدينة لعدم توفر الحرية الدينية في مكة، وتوفرها في المدينة. وهاجر أسيادنا الصحابة إلى الحبشة، والمدينة لعدم توفر الحرية الدينية في مكة، وتوفّرها في الحبشة والمدينة.
وسوم: العدد 942