عظمة الدبلوماسية الجزائرية
02أيلول2021
معمر حبار
1. تتجلى مظاهر عظمة الدبلوماسية الجزائرية في مظاهر شتى ويعرفها الجميع، ومنها:
أوّلا: عفو الجزائر على حسني مبارك، والمصريين الذين هدّدوا وشتموا شهداء الجزائر
- حين شتم بعض المصريين أسيادنا الشهداء رحمة الله ورضوان الله عليهم، ورشقوا حافلة الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم، واتّهموا زورا وعدوانا الجزائريين بكونهم هم الذين "ضربوا أنفسهم وأسالوا الدم بأنفسهم؟!"، حسب ماأقرّه يومها "النائب العام؟ !"، وبناء على "أدلّة دامغة؟!" كما ادّعى يوما زورا وبهتانا "النائب العام؟!". وألقى الرئيس المصري يومها حسني مبارك رحمة الله عليه خطابا يهدّد الجزائر وكأنّها هي التي غزت مصر، أيّام غزوة أم درمان سنة 2009.
- وحين رفع الملف إلى الفيفا، وهو يحمل صورا على اعتداء المصريين، أسرع مبارك لزيارة الجزائر بزعم أنّه جاء لتعزية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في موت أمّه. وفي الحقيقة جاء ليطلب من الجزائر، والرئيس الجزائري العفو عند المقدرة، وسحب الشكوى المقدّمة للفيفا. وكان من المفروض أنّ الفيفا تعاقب مصر بعقوبات قاتلة قاسية.
- كانت النتيجة، أنّ الجزائر الممثّلة في الرئيس عبد العزيز بوتفليقةيومها أن أمر بسحب ملف العقوبة، وغفر لمبارك تهديده للجزائر، وغفر للمصريين شتائمهم لأسيادنا الشهداء، وطوي الملف.
- استجابت الفيفا لطلب الجزائر، وسحبت العقوبة القاتلة التي كان من المفروض تطبيقها على مصر، وكلّ ذلك بفضل عظمة الدبلوماسية الجزائرية الممثّلة في تغاضي الجزائر عن إساءة مبارك، وبعض المصريين للجزائر.
ثانيا: الجزائر الوحيدة التي ساندت المغرب رغم التوتر
- السعودية، ورغم أنّها الحليفة الأساسية للمملكة المغربية إلاّ أنّها منحت صوتها للولايات المتحدة الأمريكية لاحتضان كأس العالم 2026 تلبية لرغبة راعي البقر ترامب. ولم ترضى السّعودية يومها بهذا المسعى بل طالبت -حتّى لاأقول هدّدت- من الدول التي تتبعها منح أصواتها لراعي البقر وليس لحليفها المغربي.
- في المقابل، منحت الجزائر صوتها للمغرب، وكانت الجزائر هي الدولة الوحيدة التي منحت صوتها للمغرب رغم التوتر السياسي القائم بين الدولتين.
- خلاصة، تعمد صاحب الأسطر أن يذكر مظهرين من مظاهر عظمة الدبلوماسية الجزائرية، تطلبه الوضع القائم.
- تمتاز الدبلوماسية الجزائرية بكونها لاتطعن، ولا تغدر، ولا تتدخل في شؤون الآخرين، ولا تقيم الانقلابات العسكرية، ولا تحرق الإخوة والجيران، ولا تستعين بصهيوني، ولا بالحلف الأطلسي ضدّ الأخ والجار، وتصوت لصالح الأخ والجار ولو خالفها وحاربها وتتجاهل أحقاد الماضي لأجل نصرة الأخ والجار.
- الأمثلة على عظمة الدبلوماسية الجزائرية عديدة يعرفها، ويقرّها العربي، والمسلم الأعجمي، والغربي قبل الجزائري.
وسوم: العدد 944