الرئيس الجزائري يعرض نفسه للسخرية خلال لقائه مع الصحافة ويعبر عن جهله المركب بل المكعب
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعا من فيديو للرئيس الجزائري وهو يحاور أحد الصحفيين، ويريد أن يظهر بمظهر المثقف العارف والمحيط بمعلومات تاريخية إلا أن جهله المركب و لسانه الطويل زلّ به، فنسب مرة قولة باسكال :
Vérité en deçà des Pyrénées erreur au-delà
إلى مونتسكيو ، كما أنه زعم بأن الرئيس الأمريكي جورج واشنطن كان على صلة مع الأمير عبد القادر الجزائري، علما بأن الأول عاش ما بين 1732 و1799 ،بينما عاش الثاني ما بين 1808 و 1883 .
وبهذا الكلام المعبر عن الجهل المركب ، وهو جهل من يجهل أنه يجهل ، إن لم نقل جهلا مكعبا ،وهو جهل يزيد عن النوع المركب بجهل الجاهل أن غيره لا يعرف جهله في بلد فيه علماء ومفكرين وفلاسفة وأدباء ... وقد عرض نفسه لسخرية الساخرين من رواد وسائل التواصل الاجتماعي الذين تندروا بجهله من جهة ، وبغروره من جهة أخرى ،لأنه وقد أتى ببوائق كان لا يستحيي أن يتحدث حديث الواثق من نفسه، ومن صحة وصواب ما يتفوه به ،وكذلك دأب الجاهل المغرور.
وإذا كان من يعتلي قمة هرم السلطة في الجزائر على هذا القدر من الجهل بمعلومات تدرس للناشئة المتعلمة في المستويات الدراسية الأولى، فما باله إذا تعلق الأمر بتدبير أمر شعب ، وهل يستأمن مثل هذا على البلاد ؟ وهو الذي ما فتىء يلوح بتهور وجهالة بأن بلده قوة ضاربة ،وكأنه ينضوي تحت البلاد التي تملك أسلحة الدمار الشامل . وإن كان نصيبه من العلم بقدرة بلاده العسكرية كنصيبه بمعرفة أشهر المقولات ، وأشهر الأحداث التاريخية ، فإنه ينطبق عليه القول القائل : " يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العاقل بعدوه .
إن الذي جاء إلى السلطة عن طريق انتخابات صورية مزورة طبخها " الكابرنات " وهو النعت الذي يناسب من يحملون على أكتافهم وصدورهم نياشين الجنرالات زورا ، وفيهم من لا يقوى على الوقوف لا بد أن يكون على هذا القدر من الجهل والسفه ، وهو يدفع بشعب أصيل عريق صنع الملاحم في مقاومة الاحتلال الفرنسي البغيض إلى الهاوية ، ذلك أن هذا الشعب التواق إلى ديمقراطية حقيقية، قدم من أجلها خلال العشرية الدموية من الشهداء عدد ما قدمه منهم خلال الاحتلال الفرنسي ، إنما يريد حياة كريمة ، وعيشا يناسب مقدرات وطنه من الطاقة وغيرها من الثروات التي تذهب عائداتها إلى حسابات مافيا " الكابرنات " البنكية في الخارج ، وإلى اقتناء " خوردة " الأسلحة الروسية .
إن الشعب الجزائري عبّر عن إرادته بشكل صريح رفض الاستبداد العسكري و رفض ضنط العيش تحت سلطته مدة طويلة في جمع متتالية ما يزيد عن سنتين ، وطالب المستبدين من العسكر بفتح حدوده مع المغرب كي ينطلق قطار المغرب العربي الكبير الذي لا زال جاثما في محطة تآكلت سككها و تهدمت أرصفتها .
ولمّا كان رأس السلطة في الجزائر بل استغفر الله " كاركوز الكابرنات " على القدر الذي أظهره من الجهل في كل مرة وهو يتحدث إلى الصحافة المأجورة التي لا يقوى أصحابها حتى على تصحيح أخطائه المثيرة للسخرية ، فإنه يظن راكبا غروره أن الشعب الجزائري لا زال كما كان يثق في الشعارات الفارغة ، ويستهويه خطاب الحرب والبارود بينما هو قد مل زمن الحروب والدماء ، وصار همّه الأول هو الحلم بحياة السلم والرفاه .
ولقد تبيّن بما لا يدع مجالا للشك أن الرئيس الجاهل جهلا مكعبا لا يستطيع فتح حدود الجزائر مع المغرب لسبب واحد ووحيد هو ألا تنكشف عورته وعورة " الكابرنات " أمام الشعب الجزائري الذي يعيش ظروفا معيشية قاسية ، وتسوق له معلومات مغلوطة عن ظروف العيش في المغرب ،علما بأن جاليات جزائرية معتبرة تعيش في المغرب ، وهي على صلة يوميا بعائلاتها في الجزائر ، ومعظم حديثها عن ظروف العيش المختلفة هنا وهناك عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى صار المحاصرون في الجزائر يشتهون ما في المغرب عبر تلك الوسائل فقط ، ولسان حالهم " الله غالب " ، كما أن نفس الوسائل تنقل يوميا مشاهد عبر فيديوهات تصور تذمر الشعب الجزائري من غلاء المعيشة ، وحياة الحرمان مما هو ضروري من القوت .
وأمام هذا الوضع المزري يجلس الرئيس الجزائري متنطعا في كلامه جلسة الجالس فوق قدره لقلة حيائه وجهله أمام عدسات الصحافة ليضحك عليه شعبه أولا، والشعوب العربية وغيرها من شعوب العالم .
ولقد تبيّن للشعب الجزائري أن من يتولى شؤونه لا زال مراهقا ، يراهن على التلاسن الصبياني ، وعلى استعراض العضلات ، وعليه ينطبق المثل العامي المغربي الذي يقول : " الفيش ما يزيد في الرجلة " وهو مثل يستعمله إخواننا في الجزائر أيضا نظرا لوحدة المورد الثقافي بين الشعبين ، والفيش ـ بفتح الفاء ، وتسكين الياء ـ كلمة عربية فصيحة تطلق على الرجل الضعيف فيقال " رجل فيش " وهو الذي يتباهى بما ليس عنده ، كما هو دأب " كاركوز الكابرنات " الذي يخلط ويخبط في كلامه ، وهو جاهل بخلطه وخبطه ، ولا يبالي بما يجره عليه ذلك من سخرية الساخرين من جهله لأنه لا ماء في وجهه ، ومن لا يستحيي حقّ له أن يقول أو يفعل ما يشاء . وشر الدعاء يدعى به على إنسان مغرور هو قول المغاربة : " الله يعطيك فضيحة يوم السوق " وهي شر الفضائح. ولعل هذا الدعاء قد استجيب ، ففضح " الكاركوز تبون " أمام وسائل إعلامه الذي يتولى أمره شر ذباب من الذين يتملقون الاستبداد ويتطلعون إلى أجور العار والشنار .
وسوم: العدد 950