إلى قراء "الحوار" على شبكة الأنترنت
تحية طيبة وسلام،
يُعرف أول يوم ثلاثاء يعقب "عيد الشكر" في الولايات المتحدة باسم (ثلاثاء العطاء (Giving Tuesday وهو تقليد سنوي بدأ في العام 2012. ويقدم المواطنون العاديون والشركات الخاصة على مدى 24 ساعة تبرعات عبر الإنترنت لجمعيات خيرية ولمؤسسات ثقافية ودينية وإنسانية تهتم بالشأن العام.
لكن هل "العطاء" يرتبط فقط بيوم محدد لتقدير ودعم عمل عام، أم الأمر مرهون بمقدار ما تخدم هذه المؤسسة أو تلك على مدار العام كله من هم قادرون على "العطاء" لدعم هذه المؤسسات العاملة في مجالات مختلفة!
"مركز الحوار العربي" في الولايات المتحدة يقوم بخدمات فكرية وثقافية وعملية عديدة لصالح الجالية العربية في أميركا لحوالي 27 عاماً، وأعمال "مركز الحوار" وأنشطته تشمل من خلال شبكة الأنترنت عشرات الآلاف من العرب في أمكنة كثيرة من العالم، وتشمل هذه الخدمات الاعلامية المجانية نشرات دورية ألكترونية تتضمن مقالات ودراسات فكرية وسياسية وإقتصادية وثقافية. وهناك المئات من الجمعيات والمؤسسات والاكاديميين والإعلاميين الذين يستفيدون مباشرة في أعمالهم من هذه الخدمة التي يقدمها "مركز الحوار العربي" على شبكة الأنترنت لأكثر من عقدين من الزمن.
المشكلة هنا أن فئة قليلة جداً هي التي قدّرت وتقّدر أن هذه الخدمة المجانية من "مركز الحوار" تحتاج في المقابل، لضمان استمرارها، إلى دعم المركز وأعماله كلها عموماً التي تشمل إضافة إلى الخدمة الألكترونية المجانية، ندوات دورية، بلغ عددها أكثر من 1200 ندوة حتى الآن http://www.alhewar.com/oldevents.html، إضافة لحوالي 170 أمسية نقاشية هامة في "غرفة الحوار أونلاين" تحصل أسبوعياً منذ العام 2018، وهي تساهم في توسيع دائرة التفاعل الإيجابي بين العديد من العرب في أميركا الشمالية وأوروبا والمنطقة العربية.
ويُحافظ "مركز الحوار العربي" طيلة 27 عاماً، منذ تأسيسه في 18/12/1994، على منطلقه كمنتدى فكري ثقافي عربي مستقل، لا يميز على أساس خصوصيات وطنية أو دينية أو إثنية، وعلى أسلوبه كساحة حوار عربي تتفاعل فيها الآراء وتختلف دون خلاف بين الأشخاص، وعلى هدفه المتجسد في تعزيز الهوية العربية وفي تحسين المشاركة العربية في الحياة السياسية - فكراً وأسلوباً - داخل المجتمع الأميركي وخارجه.
ورغم أن "مركز الحوار العربي" ليس هو بجمعية حركية سياسية بل هو تأسس كمنتدى فكري وثقافي عربي في منطقة واشنطن، رغم ذلك، فإنه كان دائماً في مقدمة المؤسسات والجمعيات العربية الأميركية التي تعمل وتنشط دفاعاً عن قضايا عربية هامة داخل المجتمع الأميركي وخارجه، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ورفض حالات التمييز والتشويه الحاصلة ضد العرب والمسلمين في المجتمعات الغربية.
لكن استقلالية المركز وعدم تبعيته لأية جهة، وطبيعته العربية غير الفئوية، جعلت مصادر الدعم المالي له محدودة جداً. فتجربة " مركز الحوار" تعتمد في ميزانيتها منذ تأسيسها على الإشتراكات المالية السنوية، وهذه الإشتراكات هي غالباً محدودة العدد وقليلة القيمة المادية، ولا تتناسب مع حجم التأثير الإيجابي الذي تحدثه هذه التجربة على مر السنين، كما لا توفر المدخول اللازم لتغطية الحد الأدنى من المصاريف المتوجبة سنوياً.
ان "مركز الحوار العربي" حقق ويحقق الكثير من الفوائد العامة لكل من يتفاعل معه، وللعمل الثقافي العربي، وللقضايا العربية بشكل عام. ورغم ضعف الأمكانات المالية، يستمر المركز في عمله وأنشطته، ونأمل أيضاً أن يستمر عطاء ودعم المشتركين، بل وتوسيع دائرة المشتركين فيه.
فحفاظاً على تجربة عربية مميزة داخل الولايات المتحدة.. ندعوكم إلى الإشتراك في "مركز الحوار" (إذا كنتم من غير المشتركين مالياً حتى الآن) والمساهمة في تشجيع الآخرين على الإشتراك بالمركز وعلى تقديم الدعم لهذه الواحة العربية الثقافية المليئة بالخير والفوائد العامة.
مع جزيل الشكر وخالص التقدير لكم
"مركز الحوار العربي"
وسوم: العدد 957