تدوينة الرئيس الجزائري على التوتير بخصوص فوز فريق بلاده على نظيره المغربي
تدوينة الرئيس الجزائري على التوتير بخصوص فوز فريق بلاده على نظيره المغربي دليل على صبيانيته وعلى محاولة استخفافه بالشعب الجزائري
من حكم الشاعر الحكيم أبو الطيب المتنبي رحمه الله تعالى والتي يتمثل بها العقلاء الأكياس قوله :
وتعظم في عين الصغير صغارها = وتصغر في عين العظيم العظائم
وعلى الرئيس المسلط على الشعب الجزائري تسلط الوباء على الأصحاء، ينطبق قول المتنبي : ( وتعظم في عين الصغير صغارها ) ، فهو كذلك على وجه الحقيقة صغير حقير إذ عظم في عينه انتصار في مجرد مقابلة لكرة القدم جمعت بين فريق بلاده ونظيره المغربي، فخرج بتدوينة صبيانية على التوتير مهنأ فيها فريق بلاده تهنئة بعدد شهداء حرب التحرير ، لكنه نسي عدد شهداء العشرية الدموية، وعددهم لا يقل عن عدد شهداء التحرير . وما أرخص دماء وأرواح الشهداء في نظر رئيس صغير مسلط على شعب عظيم إذ يسوّي عددهم الذي يستدعي الإجلال والتقدير بتهنئة على مجرد فوز في لعبة كرة القدم معبرا بذلك عن صبيانيته من جهة ، ومن جهة أخرى على ظنه السخيف أنه باستطاعته الاستخفاف بشعبه الذي عبر خلال جمع متتاليات لما يزيد عن حولين كاملين عن رفضه لتسلطه عليه هو والطغمة العسكرية الشريرة المستبدة بالعباد والبلاد.
وليس من قبيل الصدفة أن يحمل هذا الرئيس الصغير اسما يدل على صغره ، ذلك أن لفظة التّبن ـ بفتح التاء المشددة وكسر الباء ـ في اللسان العربي تعني الذي تعبث يده بكل شيء ، وإذا كان الأمر كذلك فما بال التّبن إذا كان " تبونا " إن صح أن تكون هذه الصيغة لمبالغة للتّبن؟ إنه لا محالة عبّاث كثير عبث اليد بكل شيء حتى بلغ به الأمر العبث بشهداء ثورة التحرير إذ جعل قدر عددهم يعدل تهنئة على فوز فريق كرة قدم ، وهو أكثر من ذلك أكثر عبث اليد بمصير ومقدرات وثروات شعب عظيم يستحق قيادة زعيم على قدر عظمته تصغر في عينه العظائم على حد قول الشاعر المتنبي .
ولقد سبقت الإشارة من قبل في مقال سابق ذكر الباعث الحقيقي الذي يحمل الرئيس " التّبون " على إظهار العداء الشديد والمتهور للمغرب ، وهو العزف على وتر مقولة مستهلكة طالما عزف عليها من تعاقبوا على حكم الجزائرمن المستبدين يرومون بها إلهاب مشاعر الشعب الجزائري لاستعدائه على بلد شقيق له أياد بيضاء عليه إبان ثورته ضد المحتل الفرنسي الغاشم منذ أول يوم من حصوله على استقلاله الذي باركه الشعب المغربي، وتغني به ، واعتبره يومئذ استكمالا لاستقلاله هو الآخر .ولا زال الحكام المتسلطون على رقبة الشعب الجزائري يلقون في روعه أن الشعب الشقيق الجار هو عدوه الحقيقي ،وليس المحتل الفرنسي الذي جثم فوق أرض الجزائر لقرن وثلث قرن من الزمن ، والذي حط رئيس بلاده الحالي بصلف وازدراء من قدره إذ نفى وجوده التاريخي نفيا . ولقد كانت على الدوام عقدة الحكام الصغار المتسلطين على الشعب الجزائر هي الخشية من اكتشافه تفوق المغرب ،الأمر الذي لم يعد خافيا عليه، وهو ما دفعه محتجا على " التّبون " لرفع شعار " حلّوا الحدود مع المغرب " أي افتحوها ، وهو ما لا يجرؤ على فعله لأن في ذلك كشفا لسوءته التي لم تعد خافية حيث ضاقت سبل العيش بالشعب الجزائري وثرواته ومقدراته لا يحصيه عد ، ولكنه يصطف لساعات طوال اصطفاف المحاويج ـ حاشاه ـ في طوابير من أجل جرعة ماء أو قطرة حليب أو كسرة خبز ،أو قطعة لحم أو حبة بطاطس ... و يمر بالأسواق ليشتهي لا ليشتري و" التّبون " المسلط عليه يتبجح بامتلاك القوة الضاربة ، وما هي بضاربة إن يظن إلا ظنا وما هو بمستيقن بل مرتاب ، ولو كانت كذلك لضربت الفاقة والحاجة التي يعاني منها شعب عظيم يستحق حياة كريمة في مستوى تضحيات شهداء ثورته التحريرية المجيدة .
ولقد كان على " التّبون " أن يخجل من نفسه وهو يعبر عن تهنئته الصبيانية على التوتير لو أنه انتبه إلى الروح الرياضية العالية للاعبي الفريقين معا ، وقد ترجمها العناق الحار بينهم ، ولكنه لصغره ومراهقته وضيق أفقه عبثت يده فخط عبارة وقحة ظنها مفخرة ولم ينتبه إلى أنها معرة، و مهزلة، ومثلبة ،وإساءة صارخة إلى شهداء ثورة التحرير وإلى الشعب الجزائري العظيم .
ولسنا ندري ما الذي ستكون عليه تدوينة " التّبون " المقبلة على التويتر إذا لم يحالف الحظ الفريق الجزائري في المقابلتين المقبلتين ـ ونتمنى ونرجو صدقا أن يحالفه ـ فهل سيأسف على تعثر حظه ـ لا قدر الله ـ عدد أرواح شهداء الثورة أم عدد شهداء العشرية الدموية أم عدد المحاويج ـ حشاهم ـ المصطغين في طوابير من أجل لقمة العيش التي صارت عزيزة بفعل غلائها ؟
وأخيرا نقول سيأتي لا محالة يوم يخسأ فيه " التّبون " ومن على شاكلته ، وتفتح الحدود رغم أنفه بين البلدين الشقيقين لأن أخوة الشعبين الشقيقين سامية وغالية ومقدسة ، وفوق ظن صغير تعظم في عينه الصغائر ، ولجهله يظن أنه يستطيع الاستخفاف بشعب عظيم قد لفظه لفظا ، ولكنه لوقاحته ولقلة ماء في وجهه ،لا حياء له ، ومن لم يستحي فليقل أو يفعل ما شاء ،وسيبقى الصغير صغيرا ـ ولا يزداد العظيم إلا عظمة .
تحية صادقة خالصة إلى الشعب الجزائري الشقيق ، وهنيئا لفريقه الكروي بالفوز تهنئة تحترم وتقدر وتقدس أرواح شهدائه التي ابتذلها " التّبون " لوقاحته إذ قلّل وأرخص من قدرهم ،فجعل التهنئة على مجرد مباراة كرة ترتيبية بعددهم ،وهو عدد عند الله عز وجل عظيم .
وسوم: العدد 959