الأسد بين هزيمة سهيل الحسن وجعجعة نصر الله
ووعود طهران وموسكو
محمد فاروق الإمام
استمعت إلى العقيد سهيل الحسن عبر فيديو مسرب وصلني وهو يتصل بأحد قادة جيش الأسد، وقد يكون وزير الدفاع، يستنجد ويلح بالطلب قائلاً: "أن قواته انسحبت وعددهم 800 مقاتل" ويبدو أن التسجيل يعود إلى تاريخ انسحاب قوات النظام من مناطق في مدينة جسر الشغور، لكون الحسن طلب مؤازرة من اللواء 85 المتواجد في المدينة.
وبحسب التسجيل، فإن العقيد الحسن طلب من العماد إمدادهم بالذخائر أكثر من مرة، وقال: "نريد أن تدعمونا بالذخائر الآن من اللواء 85"، مؤكداً أن "عناصره مستعدون للعودة إلى المناطق والحواجز التي انسحبوا منها في حال توفر الذخائر".
والمضحك المبكي أن الجنود والضباط الذين كانوا حول العقيد الحسن كانوا يرددون بملء أشداقهم "قائدنا للأبد بشار الأسد".. "بالروح بالدم نفديك يا أسد".
وكانت صفحات موالية لنظام بشار الأسد نشرت بعد ساعات من سيطرة الثوار على جسر الشغور صوراً للعقيد الحسن وهو برفقة عدد من مقاتليه، وقالوا إنه "يقوم بإعادة تجميع قواته لاستعادة جسر الشغور". وكلنا والعالم شاهد على القنوات التلفزيونية المختلفة جنود الأسد يفرون بالمئات كالجرذان من حاجز القرميد، لا يلون على شيء إلا النجاة وعدم الوقوع في أسر الثوار، الذين كانوا يلاحقونهم، كما تلاحق الأسود فرائسها المرعوبة.
وتزامناً مع الهزيمة النكراء التي مني بها الحسن كشفت جريدة المستقبل اللبنانية، أن حسن نصر الله دعا إلى "النفير العام" في صفوف مقاتلي ميليشيا حزب الله، وحشدهم خلال الساعات الأخيرة، تمهيداً لخوض معركة في منطقة القلمون السورية القريبة من لبنان ضد فصائل الثوار، رداً على الانتصارات الكبيرة التي حققها الثوار في ادلب وريفها ودرعا وريفها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر ميدانية أن الحشد يتضمن الاحتياط من عناصر ميليشيا "حزب الله" في بيروت والبقاع الشمالي.
واعتبرت الصحيفة أن الميليشيا تمعن في إغراق الساحة اللبنانية بالدماء السورية، متجاهلاً كل النداءات الوطنية الداعية إلى تحييد لبنان وعزله عن أزمات المنطقة. وقالت إنه "لم يعد من شكّ وطني في كون الحزب، العاجز عن التماهي مع المصلحة اللبنانية العليا، لا يملك أن يتخذ قراراً ولا خياراً استراتيجياً خارج منظومة الإيعاز الإيراني، لا سيما فيما يتعلق بالانسحاب من سورية أو بالانتخاب الرئاسي".
ولم يستجب إلا القليل من أبناء البقاع لدعوة حسن نصر الله، فقد لبى الدعوة نحو 150 فرداً من المضللين والمتوهمين والحالمين من أصل 1000 يريد حسن نصر الله تجنيدهم وزجهم في أتون المستنقع السوري الذي يلتهم هذه الميليشيات المضللة كما تلتهم النار الحطب.
بشار الأسد المتوهم الكبير والخاسر الأكبر، وقد أسقط بيده وهو يرى حبل المشنقة يقترب من عنقه يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، وقد أصبح قصره في المهاجرين على مرمى حجر من مدفعية الثوار، وبعصبية ورعب وانفعال بعث وزير دفاعه إلى طهران، ووزير داخليته إلى روسيا، يستجديان الحليفين بأن يهبا لنجدة الأسد، وانتشال سفينته من أمواج عاتية تطبق عليه من كل حدب وصوب، فلم يجد لديهما إلا الوعود والأماني التي لم يعد ينفع معها لا سلاح ولا فيتو ولا مشاريع تفاوض أو حوار، فالعبرة ليس بالهيئة بل العبرة بما في جنان القلب، فإذا كانت الهيئة هيئة نمر والقلب قلب فأر، وقد اكتشف الثوار حقيقة هذا المتنمر على شعبه، الذي يظهر بمظهر النمر، وفي حقيقته فأر جبان، وما اصطياده إلا مسألة وقت.. والوقت بات قاب قوسين أو أدنى.